Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الإشاعة….القاتلة..عن الترويج لوفاة الفنان عبد الهادي بلخياط

لكبير بلكريم

بين الحين و الأخر نسمع عن إشاعات تبث و تنشر و أكاذيب تبعث و ترسل، ويتسري بين متصفحي ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي،سريان النار في الهشيم،هذه الإشاعات تحمل في طياتها خطورة وأضرار جد وخيمة وتؤثر اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا على ضحاياها.
تداول أول أمس الاثنين خبر مفاده وفاة الفنان عبد الهادي بلخياط والذي كان يؤدي مناسك العمرة هذا الخبر الإشاعة خلق ضجة واضطرابا وسط العائلة وخوفا و رعبا وانصبت المكالمات الهاتفية تسائل العائلة منها ما قدم مُتصِليها التعازي والصبر والسلوان رغم عدم علم العائلة بالخبر الإشاعة.
اضطرت العائلة إلى الإسراع لربط الاتصال بعبد الهادي بلخياط لكن الطامة الكبرى أن هاتفه كان خارج التغطية لتبادر العائلة إلى ربط الاتصال بالعديد من الجهات لتأكيد صحة الخبر أو نفيه،وفي الأخير تمكنت العائلة من الاتصال به واطمأنت على صحته.
صناع الإشاعة يعلمون علم اليقين أنهم فقط يبحثون عن عدد من المتتبعين ورفع نسبة القراء والمشاهدين لصفحاتهم و مواقعهم لما يدر عليهم ذلك من دريهمات وقتية عبارة عن مداخيل نسب القراء و الزوار والمشاهدين.
و لا يعلم أصحاب الإشاعات أن فعلهم هذا دمر مجتمعات و هدم أسرا، و فرق بين أحبة،وكم أهدرت من أموال، و ضيعت من أوقات،وكم أحزنت من قلوب، و أولعت من أفئدة، و أورثت من حسرة، جراء فعل سخيف غير محسوب العواقب وغير مبالي بالآثار الخطيرة التي تترتب عن نشر وبث ونفث هذه السموم.
يحكى قديما أن جحا التقى تاجر بصل مهموما قلقا خائفا جراء عدم الإقبال على شراء سلعته التي هي البصل،فاقترح عليه جحا أن ينشر إشاعة وسط المتسوقين لنفاذ سلعته فقبل التاجر مقابل عمولة،فنادى جحا وسط السوق قائلا ” من اشترى بصل عكا وهي المنطقة التي جلب منها التاجر بصله،فكأنه زار القدس ومكة” وآمن المتسوقون بكلامه وأقبلوا يتهافتون على شراء بصل عكة إلى أن نفذت البضاعة”.
نحن لا ننكر كذلك النتائج الإيجابية للإشاعة في عالم الاقتصاد والسياسة إلا أنه من غير المقبول أن تمس الجوانب الاجتماعية والأسرية والحياة الخاصة للأشخاص،
أما اليوم في زمن الإبتلاء،فقد أصبحت الإشاعة من اختصاص العاطلين وبائري السلع ومن لا مهنة له يصبح ويصحو على مسك شاشة بيديه ويرسل ويبث في كل الجوانب إشاعات وأخبار يمينا ويسارا بحثا عن نسبة من القراء والمشاهدين خصوصا وأننا إبتلينا بالسخافة والندالة والحقارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لدرجة أن ممتهنين لهذه المواقع أوصلتهم ندالتهم لتصوير برازهم ولحظات قضاء حاجتهم البيولوجية بالمرحاض ولما لا وهم لهم مشاهدين ومتتبعين لسخافاتهم ونذالاتهم وحقاراتهم.

Exit mobile version