Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الاستراتيجية الدفاعية الفرنسية في طريقها للتغيير

في الغابة الإستونية الكثيفة، تفتح دبابة لوكلير طريقا مغلقا باسلاك شائكة حادة، بينما تسمع من بعيد أصوات إطلاق نار خلال تدريبات تعد فيها فرنسا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي حرب الغد.

يقول كيفن قائد مجموعة في واحدة من دبابات لوكلير درة سلاح المدرعات الفرنسي “إنها مناطق مستنقعات وأحراج. إسقاط شجرة واحدة ليس مشكلة لكن إسقاط خمسين شجرة أكثر تعقيدا، والعمل في المنطقتين شبه مستحيل”.

لكنه يضيف بارتياح “يمكننا إرسال قذيفة كل ست ثوان “. ويتابع أن “الرغبة في اقتناء الآليات المدرعة تعود ونحن نعمل على آلية مصنوعة بالفعل لمعارك كثيفة جدا”.

وهذا المفهوم يتردد على لسان الجميع، من الجنود إلى أعلى المسؤولين في القيادة لأن الأمر يتعلق بواحد من التغييرات الاستراتيجية الجذرية التي سيتواصل تأثيرها لعقود من الزمن.

وفضل الجيش الفرنسي على غرار حلفائه، لفترة طويلة مكافحة التمرد والقتال غير المتكافئ ضد عدو مبعثر ومتنقل جدا لكنه يفتقر إلى التجهيزات، مثل الجهاديين الذين يواجههم في منطقة الساحل.

لكن مسؤوليه يرون أن حرب المستقبل ستجري بين قوى متكافئة. ستكون أكثر فتكا وإنهاكا وستتطلب عددا أكبر من الجنود. وستكون شاملة – برا وبحرا وجوا وفي الفضاء والإنترنت – بأسلحة متصلة ببعضها وخصوصا مدرعات برنامج “سكوربيون” المترابطة بواسطة نظام معلومات حول القتال.

وهذا لا يعني أن الجندي “المعزز” بتكنولوجيا متقدمة لن يحفر الخنادق بعد الآن. ويشكل هذا التحدي محور العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو بقيادة الجنرال تييري بوركارد الذي سيصبح خلال أيام رئيس أركان القوات المسلحة الجديد.

أوضح الجنرال بوركارد لوكالة فرانس برس قبل فترة قصيرة أن “طبيعة الصراع تتغير والدول أعادت تسليح نفسها ولم تعد تتردد في استخدام القوة لفرض إرادتها”.

وأضاف “اليوم يتراوح مستوى الاستخدام في قطاع الساحل والصحراء بين ألف و1200 رجل. لكن غدا (…) ستندلع الحرب على مستوى كتائب وفرق، أي ما بين ثمانية آلاف و25 ألف رجل”.

لذلك تعد فرنسا لتدريب “أوريون” وهي مناورات غير مسبوقة مقررة مطلع 2023 بمشاركة خمسة آلاف إلى سبعة آلاف جندي لمدة أربعة أشهر، وقد يبلغ العدد في ذروتها عشرة آلاف جندي.

وقال قائد القوات البرية الفرنسية الجنرال فنسان غيوني إن “الكثافة العالية لا تتمثل في عدد الدبابات فقط، بل بلوغ حالة إشباع في كل المجالات: السلاسة على الصعيد اللوجستي وعدد الجرحى والتدفق على الصعيد الكهرومغناطيسة …”. وتابع “إنها عودة الحشود إذ يجب التدرب بأعداد أكبر من القوات”.

ويتبع حلفاء فرنسا والعديد من خصومها المنطق نفسه.

يؤكد سكوت بوسطن المحلل في شؤون الدفاع في مركز راند الأميركي للأبحاث أنه “يتم التركيز على مهمات ردع تقليدي ودفاع على نطاق واسع، لا سيما ضد الأعداء الذين لديهم قوات برية كبيرة جدا وتظل الدبابة مهمة جدا بالنسبة لهم”.

لكن الانتقال لن يتم بدون أضرار. فقانون البرمجة العسكرية الحالي (2019-2025) أكثر دقة من النصوص السابقة لكن يتطلب الأمر استثمارات ضخمة للتحضير للكثافة العالية، مع الحفاظ على السرعة المطلوبة لقتال غير متكافئ.

وقالت كامي هارلي فارغاس الباحثة المستقلة المتخصصة في تاريخ الدبابات لوكالة فرانس برس إن “المعدات ذات الكثافة العالية تكلف مبالغ كبيرة”. واضافت “هل من الممكن التوفيق بين الجانبين؟ الجيش الفرنسي يحاول إيلاء أهمية

Exit mobile version