Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الانفعال لن يفك الجزائر من الموت

الطريقة التي تعامل بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مع شركات مغربية توحي بأن النظام العسكري يصرف من خلال واجهته المدنية انفعالاته الناتجة عن الإحباط الذي أصيب به، خصوصا بعد المتغيرات التي وقعت أخيرا. الرئيس بهيله وهيلمانه يصدر قرارا بعدم التعامل مع بعض الشركات الأجنبية، لكن في النهاية كان المقصود هو تعامل شركتين للتأمين في الجزائر مع شركات مغربية، بدعوى عدم وضع معطيات استراتيجية تحت تصرف الأجانب.
هذه الشركات تعمل في الجزائر منذ سنوات، فهل حينها لم يكن النظام يخاف على معلوماته الاستراتيجية؟ التتبع يفيد أن القصة ليست لها علاقة بالمعطيات، ولكن لها علاقة بفشل تدبير ملف الارتزاق، حيث لم تتمكن المخابرات الجزائرية من التستر على إبراهيم غالي، رئيس جبهة البوليساريو التي ترعاها الجزائر، رغم دخوله بهوية مزورة وجواز سفر جزائري واسم جزائري “محمد بن بطوش”، غير أن المخابرات المغربية نغصت عليه حياته لما كشفت هويته.
غالي المطارد من قبل القضاء الإسباني منذ 2008، الذي أمرت المحكمة العليا في مدريد بالاستماع إليه، أصبح اليوم في ورطة، فحتى لو لم تصله يد القضاء الإسباني لأسباب غير معروفة، فهو اليوم حشر دولة أوروبية ديمقراطية في زاوية ضيقة، وأصبحت في عيون العالم دولة تحتضن إرهابيا ومجرم حرب بل قاتل الإسبان أنفسهم.
فما وقع لم تستوعبه المخابرات الجزائرية، لهذا جاء رد فعل النظام انفعاليا، لأن الضربة الاستخباراتية في قلب إسبانيا نقطة أفاضت كأس هزائم النظام الجزائري منذ الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وفتح عشرات القنصليات بكل من العيون والداخلة.
هذا القرار لم يكن مستغربا إلا من قبل من لا يعرف حقيقة النظام العسكري في الجزائر منذ عهد “البوخروبية”، أي دبلوماسية الحقد والكراهية التي تعامل بها مع المغرب، فردا على المسيرة الخضراء، التي لم تكن تعنيه وإنما كانت تعني استرجاع المغرب لأراضيه المحتلة من قبل إسبانيا، قام صبيحة عيد الأضحى المعظم والمقدس عند المسلمين، بطرد 45 ألف مغربي، منتزعا الزوجة من زوجها الجزائري، ومنتزعا الزوج من زوجته الجزائرية، مفرقا بين الأب والأبناء والبنات، ناهيك عن مصادرة كل ما يملكون، حيث خرج البعض منهم في لباس النوم، ورمتهم شاحنات الجيش عند الحدود.
واستمر التحرش بالمغرب من خلال احتضان جبهة البوليساريو، رمز الارتزاق، وتمويلها وتدريبها على السلاح، وشراء ضمائر بعض الرؤساء قصد الاعتراف بها والتمكين لها في بعض المنتديات الدولية، قبل أن يستيقظ العالم على أكذوبة اسمها البوليساريو، التي ليست سوى أداة لتنفيذ وتمرير وتصريف أحقاد النظام العسكري.
وفي الأدنى عندما لم يجد النظام أي قشة يتشبث بها قام بانتزاع النخيل من أصحابها في منطقة العرجة وهي نخيل ظل مزارعون مغاربة يستغلونها منذ اتفاق إفران سنة 1972، وتم حرمانهم من مصدر رزقهم.
خلال الخصومات السياسية والدبلوماسية تستمر الشركات في العمل، ولا تتوقف إلا خلال الحروب، وأحيانا تستمر حتى في هذه الظروف. لكن بما أن النظام الجزائري يفهم العلاقات الدولية بشكل متوحش فهو يمارس انفعالاته التي تجعله أضحوكة في العالم.

Exit mobile version