Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“البابْ.. آااجَوادْ..”!عبارة شائعة بين البيضاويين

محمد عفري
عبارة شاعت بين ساكنة الدار البيضاء، منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي إلى اليوم، وبين شبابها بالخصوص. استَقوْها من قاموس لغة المهنة المتداول بين السائقين والجُباة والمراقبين؛ المستخدمين بحافلات الوكالة المستقلة للنقل الحضري بالدار البيضاء “RATC”، التي رغم حملها لهذه الصفة وهذا الاسم، نهاية الستينيات، ظلت معروفة باسم الـ”طّاك ــ TAC” (النقل المستقل للدار البيضاء)، كما كان المؤسسون، من المعمر الفرنسي وغيرهم، أطلقوا عليها..
تغيرت هذه الوكالة بعد المشاكل الكبيرة المتعددة التي عانتها وعاناها المستخدمون فيها إلى شركة “حافلات البيضاء” (مدينة بيس)، ثم حاليا إلى شركة “النقل آلزا”، لكن القاموس المتداول بين مستخدميها ظل ساريا الى حدود اليوم، ومنه “الباب آااجواد” طبعا، كما ظل متداولا بين بيضاوة، كناية في السعي إلى التخلص من كل شخص غير مرغوب فيه، بغية الخروج من كل مأزق.
“آرا البَاب آااجواد”؛ أصلها أن مراقبي تذاكر الركاب كلما أنهوا مهمة “تفتيش” داخل الحافلة، نادى “زعيمهم” (الشاف) بهذه العبارة، ليفتح له السائق أو الجابي (الروسوفور، أيام الحافلات بالروسوفور) الباب، أينما بدا لهم توقيفه في الطريق؛ في ناصية أو ملتقى أو مدار أو موقف إجباري أو غير إجباري للحافلات.. هكذا، كما أصبح “جواد” اسما لكل سائقي حافلات البيضاء، ظل هؤلاء السائقون متجاوبين مع هذا الاسم المستعار الذي خصه بهم الزبناء بعد الزملاء في المهنة، وهكذا كلما شنّفت مسامعنا عبارة “الباب آااجواد” فهمنا مرادفها في قاموسنا اللغوي العامي، الذي يقول “الباب آالحبابْ..”، بمعنى الطرد “الناعم” لكل شخص مذموم..
“الباب آجواد..!”؛ تدخل في إطارها النداءات المتوالية الصدّاحة للجماهير المغربية الداعية إلى ضرورة رحيل فهيد هاليلوزيتش عن المنتخب المغربي..
فعلى الرغم من أنه كان بشكل أو بآخر، وراء تأهيل هذا المنتخب إلى مونديال قطر 2022، إلا أن غالبية هذه الجماهير ضاقت ذرعا بتصرفات هذا المدرب، ليس لسبب تعنّته في الاختيارات البشرية، التي يعتمدها في مباريات المنتخب، أو لسبب الخطط التكتيكية التي ينتهج؛ وإنما لسبب عدم استقرار الفريق الوطني على تشكيلة بشرية ثابتة، ولافتقاده لطريقة لعب مثالية موسومة بالفرجة في الأداء الجماعي، ولسبب الاستفزازات التي يلح على سلكها فهيد هاليلوزيتش، تجاه الإعلام وتجاه الجمهور عامة؛ آخرها عبارات السب والشتم المهينة، التي رصدته الكاميرات يتفوه بها في حق جمهور مركب محمد الخامس، برسم المباراة الحاسمة للتأهل إلى مونديال قطر، ضد منتخب الكونغو الديمقراطية، وهي نازلة سادها صمت رهيب من جانب لقجع وجامعة الكرة.
المغاربة، مسؤولون وجمهور، الذين لم يستسيغوا لحدود الآن، الطريقة “البشعة” التي خرج بها المنتخب المغربي من “كان ــ الكاميرون 2021″ في يناير الأخير، أمام منتخب مصر، في دور ربع النهائي، ازداد احتقانهم وارتفع غيضهم تجاه هاليلوزيتش، بعد هزيمة المنتخب الوطني قبل عشرة أيام، أمام المنتخب الأمريكي، في مباراته الحبية الإعدادية، بطريقة أبشع وبحصة أفظع.
إلى حدود كتابة هاته السطور، ورغم الانتصار الذي تم تسجيله على منتخب جنوب إفريقيا في مباراة حبية ثانية، يكون رئيس الجامعة و” بطانته”، قد أحاطوا علما بجوانب التخلص من فهيد في عز الطريق إلى قطر. لا يهم إن كان الجانب المادي مكلفا ولا الظرفية غير مناسبة ولا “منجزات” هذا المدرب من قبيل التأهل إلى المونديال أو تحسن ترتيب المنتخب المغربي في قوائم فيفا. الذي يهم هو أن الركوب مع فهيد هاليلوزيتش في حافلة يسودها الشك في وصول آمن، تستدعي النزول منها في أي نقطة طريق، ومهما كانت التكلفة، بمعنى “..الباب أاا فهيد..” قبل فوات الأوان..
حتى لا ننسى! “الباب.. آااجواد..!”، امتشقها جمهور الرجاء العريض مؤخرا بقوة، ضد الرئيس أنيس محفوظ ومكتبه المسير، حيث مارس عليه الضغط “المُبين” بضرورة الرحيل، بعدما “تكالبت” عليه النتائج وأخطاء التسيير. لم يهدأ بال للجمهور الرجاوي إلا عندما قرر الأستاذ المحامي، أنيس محفوظ ، في عجل، النزول من “حافلة” الرجاء التي لم يركبها إلا في نونبر الأخير. قدم ومكتبه استقالة جماعية، وأقفل من ورائه باب حافلة مثقلة بالمشاكل، آخرها العجز المالي الذي يصل إلى 6 ملايير!..
في انتظار رحيل فهيد..

Exit mobile version