Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

 البارالمبيون المغاربة في باريس.. طموحات عالية وواقع يحتاج لتأمل

بينما يستعد الرياضيون المغاربة لخوض غمار الدورة السابعة عشرة للألعاب البارالمبية في باريس، تتجه الأنظار إلى معنوياتهم العالية وإصرارهم على تحقيق أفضل النتائج، ولكن، وسط هذه الحماسة، يجب علينا التوقف قليلاً للتفكير في التحديات الحقيقية التي يواجهها هؤلاء الأبطال بعيداً عن الأضواء.

المدير التقني الوطني للجامعة الملكية المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، سعيد المريني، أكد في تصريحاته أن الفريق المغربي يعيش أجواءً مريحة في القرية الأولمبية، حيث تم توفير كافة التسهيلات والتجهيزات اللازمة، ولكن، هل هذه التسهيلات كافية لضمان نجاح طويل الأمد؟ أم أننا نكتفي بتلميع الصورة دون النظر إلى الجذور؟

نعم، الطاقم الطبي يعمل بلا كلل لضمان صحة الرياضيين، واللجنة الإدارية تسعى لتوفير أفضل الظروف لهم، ولكن ماذا عن الدعم المستدام لهؤلاء الرياضيين داخل المغرب؟ هل يجدون نفس العناية والاهتمام في كل مرحلة من حياتهم الرياضية، أم أن الاهتمام يقتصر على المناسبات الكبرى فقط؟

الاستعدادات لهذه البطولة، كما يشير المريني، مرت في ظروف جيدة بفضل دعم وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، هل يكفي هذا الدعم الموسمي لتحقيق تطلعات الرياضيين المغاربة في الساحة الدولية؟ الحقيقة أن ما يحتاجه هؤلاء الرياضيون هو بنية تحتية دائمة، وتدريب مستمر، ودعم حقيقي يتجاوز المناسبات.

من المؤكد أن الأرقام تشهد على نجاحات سابقة، حيث أحرز المغرب 38 ميدالية في مشاركاته السابقة بالألعاب البارالمبية. ولكن، ماذا لو كانت هذه الميداليات نتاج جهود فردية وعزيمة استثنائية من الرياضيين أنفسهم، وليس من نظام دعم رياضي شامل؟

يشارك المغرب هذه المرة بوفد قوامه 38 رياضياً، يتبارون في عدة مسابقات. لكن السؤال الأهم هو: كيف يمكننا ضمان استدامة هذه النجاحات؟ كيف يمكننا توفير الدعم الكامل لهذه الفئات طوال حياتهم الرياضية، وليس فقط في المناسبات الكبرى؟

على الرغم من الطموحات العالية والجهود المبذولة، يبقى الطريق طويلاً لضمان توفير بيئة رياضية حقيقية تحتضن هؤلاء الأبطال. فما نحتاجه هو استراتيجية شاملة تتجاوز التصريحات والاحتفالات، وتركز على بناء قاعدة رياضية متينة تدعم الأبطال البارالمبيين في كل خطوة من مسيرتهم.

Exit mobile version