Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

البرلمان “يُوزع” 12 مليار على البرلمانيين

نجحت لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب بالأغلبية، من تمرير مقترح قانون يقضي بإلغاء وتصفية نظام معاشات أعضاء مجلس المستشارين، وتوزيع “12 مليار” على البرلمانيين، حيث تأتي خطوة إلغاء وتصفية نظام معاشات أعضاء الغرفة الثانية بعد تلك التي قام به مجلس النواب في شهر دجنبر الماضي، حيث صادق على مقترح قانون بشأن إلغاء وتصفية نظام المعاشات المحدث لفائدة أعضاء مجلس النواب، تقدم به رؤساء الفرق والمجموعة النيابية.
ويبلغ عدد أعضاء لجنة المالية 44 نائبا برلمانيا، لكن عدد النواب الذين حضروا جلسة يوم الإثنين 9 نواب فقط، صوت 6 منهم لصالح هذا القانون، بينما عارضة 3 نواب، ويرأس هذه اللجنة عبد الله بوانو، عن حزب “العدالة والتنمية”، حيث يسمح هذا القانون بتوزيع نحو 12 مليار سنتيم على المستشارين، من بينها 4 ملايير سنتيم مساهمة من الدولة و5 ملايير سنتيم عبارة عن فوائد، و3 ملايير سنتيم فقط هي عبارة عن مساهمة المستشارين المستخلصة من تعويضاتهم الشهرية التي تصرف لهم أصلا من الخزينة العامة للدولة.
وكانت لجنة المالية بمجلس المستشارين، دخلت مرحلة “الحسم” في قضية وزيعة ” 13 مليار سنتيم من أموال صندوق المعاشات”، التي حصل على نصفها المجلس من مساهمات الدولة ، وجعلت المستشارين يتسابقون للحصول على المساهمات في خطوة جرت على المستشارين غضبا واسعا، ورفعت من حدة الجدل حول أحقية ممثلي الأمة في الحصول على مساهمات الدولة بعد قرار تصفية التقاعد.
وقرر مجلس المستشارين عدم التصويت على المقترح الأول الذي تقدمت به اللجنة، والذي توافقت عليه جميع مكونات المجلس في البداية، بعدما كانت الفرق البرلمانية بمجلس المستشارين، تتجه الى السقوط في فضيحة من العيار الثقيل، بتقسيم “وزيعة” 12 مليار و600 مليون الخاصة بالمعاشات البرلمانية، بعدما صوتت لجنة المالية بالغرفة الثانية على مقترح تصفية المعاشات، ومحاولة الحصول على احتياطي صندوق معاشات البرلمانيين الخاص بأعضاء الغرفة الثانية الذي يضم مبالغ مالية تقدر بـ 12 مليار و600 مليون سنتيم، ومحاولة “السطو” على 8 ملايير من مساهمات الدولة، حيث أن ” مساهمات البرلمانيين في الصندوق وصلت الى إلى 4 ملايير، فيما كانت مساهمات الدولة عبر مجلس المستشارين في 8 ملايير سنتيم.
ويصف عمر الشرقاوي الأستاذ الجامعي في جامعة الحسن الثاني، في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك”، فضيحة مجلس المستشارين بـ”الجريمة المالية” التي سيرتكبها مجلس المستشارين ، مؤكدا أن” الغرفة الثانية تسارع لارتكابها في حق المال العام”، قائلا “الناس يعانون الفقر والجوع والبطالة والبرلمانيون يضعون ايديهم على اموال المغاربة ويوزعونها بينهم بدون وجه حق”.
واعتبر الشرقاوي ” أنه” أثناء “الوزيعة” لم يكتفوا بإعادة المساهمات للبرلمانيين التي سبق اقتطاعها من تعويضاتهم بل وزعوا عليهم حتى مساهمات الدولة، بمعنى آخر ان البرلماني كان يدفع 2900 درهم شهريا كمساهمة شهرية في المعاش والدولة تدفع عنه من “جيوبنا” نفس المبلغ، لكن أثناء تصفية الصندوق اتفق مجلس المستشارين بمنطق “الوزيعة” على حق البرلماني في استرجاع 5800 درهم شهريا مضروبة في عدد الولايات، بمعنى اذا انتخبت لولاية فان ما ستحصل عليه هو 5800 مضروبة في 72 شهرا، أي أن كل برلماني سيحصل على 41 مليون ونصف بينما مساهمته لا تتعدى 20 مليون ونصف.
وكان تقرير، كشف أن معاشات الأعضاء السابقين بمجلس المستشارين، كلفت نهاية سنة 2019 حوالي 39.13 مليون درهم، أي قُرابة 4 مليارات سنتيم، وحسب المعطيات المنشورة ضمن التقرير السنوي لصندوق الإيداع والتدبير للاحتياط، برسم سنة 2019، الصادر الأسبوع الجاري، فقد استفاد من هذه المعاشات حوالي 355 مستشاراً سابقاً في الغرفة الثانية من البرلمان.
وأظهر التقرير، أن اشتراكات ومساهمات نظام تقاعد أعضاء مجلس المستشارين بلغت في نهاية السنة الماضية حوالي 8.29 مليون درهم، مقابل 8.40 مليون سنة 2018، وجاء في التقرير، أن تقاعد أعضاء مجلس النواب، الغرفة الأولى بالبرلمان، أن مبلغ اشتراكات ومُساهمات نظامه وصلت نهاية سنة 2019 حوالي 27.45 مليون درهم، مقابل 27.50 مليون درهم سنة 2018، لكن نظراً لاستنفاد احتياطات هذا النظام تم توقيف صرف معاشاته منذ سنوات.

و قرر مجلس المستشارين ، التوجه نحو تصفية نظام تقاعده الخاص، إذ بعث رؤساء خمسة فرق برلمانية، رسالةً إلى رئيس المجلس يطلبون من خلالها عقد ندوة الرؤساء لمناقشة خطوة التصفية،
وتُجمَع اشتراكات نظام معاشات البرلمانيين بالمغرب بُموجب اقتطاعات محددة في 2500 درهم شهرياً من تعويضات كل عضو فيه، بينما تؤدي الدولة المبلغ نفسه كمساهمة منها في هذا النظام، وبمُوجب هذا النظام، يُصرف معاشٌ قدره 5000 درهم شهرياً لكل عضو في مجلسي البرلمان مباشرةً بعد انتهاء الولاية التشريعية التي تمتد إلى خمس سنوات، وهو ما يُعتبر من لدن كثيرين بمثابة ريع وجب إنهاؤه على اعتبار أن تمثيل المواطنين في البرلمان مهمة وليس مهنة.

Exit mobile version