أكد حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في حوار مع وكالة “إيفي” الإسبانية، أن منطقة الساحل أصبحت مصدر قلق للمغرب، كونها أصبحت ملاذا آمنا للجهاديين، مشيرا إلى الصعود الغير مسبوق لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في الأشهر الأخيرة.
وأوضح المسؤول الأمني المغربي في الحوار ذاته، أن “داعش نشط بشكل مكثف في منطقة الساحل، مما يشكل تهديدا ليس فقط لأفريقيا ولكن أيضا للدول العربية والأوروبية”، وكشف المتحدث ذاته، أن منطقة الساحل تنتشر فيها جميع الأنشطة الإجرامية المنظمة كالاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، والتهريب، وتهريب الأسلحة، والمخدرات، إضافة الى الإرهاب.
وكشف حبوب الشرقاوي في حوارات سابقة، أن المكتب قام منذ إحداثه سنة 2015 بتفكيك 84 خلية إرهابية، وذلك في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز موقعه كشريك استراتيجي على الصعيد الدولي في مجال مكافحة الإرهاب. وأوضح الشرقاوي، أنه من بين الخلايا الإرهابية الـ84 التي جرى تفكيكها، 78 خلية مرتبطة بتنظيم (داعش) و 6 خلايا لها علاقة بما يطلق عليه “الاستحلال والفيء”، القائم على شرعنة الأنشطة الإجرامية بغرض تمويل أهداف إرهابية تنطوي على المس الخطير بالنظام العام.
وحسب مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربي ، فإن هذه النتائج تعد ثمرة تعاون وثيق وفعال بين مختلف الأجهزة الأمنية الوطنية، مبرزا أن السياسة الأمنية للمغرب تتميز بفعاليتها وبالانسجام بين المؤسسات المعنية، وسجل أن هذه السياسة أثمرت نتائج وإنجازات ملموسة تمثلت في تفكيك عدد كبير من الخلايا الإرهابية .
و سجل مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عدم تعاون الجزائر بصفة قطعية “مما يؤثر بشكل سلبي على المجهودات المبذولة من طرف المغرب من جهة، والمنتظم الدولي من جهة أخرى في مجال مكافحة آفة الإرهاب”. كما أن من شأن عدم تعاون هذا البلد، يضيف المسؤول الأمني، أن يضعف الجهود التي يتم القيام بها لصد خطر الأعمال والأنشطة الإرهابية على المستوى الإقليمي والدولي.
وكان المغرب نبه في تقرير مرفوع للتحالف الدولي ضد “داعش” ، الى ” أن هزيمة “داعش” في سوريا والعراق أحدثت تغييرا في إستراتيجيتها، القائمة على توحيد الفروع الإقليمية والمتسمة بتدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب المرحلون والعائدون، مشيرا إلى أن 27 كيانا إرهابيا متمركزا في إفريقيا مدرج حاليا في قائمة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بصفتها جماعات إرهابية، مسؤولة عن مقتل 12 ألفا و500 شخص في عام 2020، وجاء في التقرير، لاحظنا زيادة مطردة في استخدام طائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع والهجوم، وكذا تكنولوجيات حديثة للقيام بعملياتها وضمان تمويلها من خلال العملات المشفرة”، موضحا أن غرب إفريقيا ومنطقة الساحل هي أكثر المناطق تأثرا في إفريقيا، حيث تم تسجيل 7.108 هجمات إرهابية في عام 2020، مع نزوح أكثر من 1.4 ملايين شخص جراء المواجهات الدائرة حاليا”.
وأوضح المغرب، أن التطورات في وسط وشرق إفريقيا تبعث أيضا على القلق حيث تحاول الجماعات الإرهابية تحدي الدول وتعريض وحدتها الترابية واستقرارها للخطر، مفيدا بأن التأثير الاقتصادي للإرهاب على القارة على مدى العقد الماضي بلغ 171 مليار دولار، وهو ما كان له انعكاسات مباشرة على الاستقرار السياسي والاجتماعي للدول الإفريقية.
“البسيج” يرصد تحركات داعش بمنطقة الساحل
