Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

البيجيدي من الحكومة إلى التهديد

واضح جدا أن حزب العدالة والتنمية نسي نفسه وصدّق “الكذبة” التي أطلقها عبد الإله بنكيران ذات زمان، حيث قال إن أربعة أحزاب فقط خرجت من رحم الشعب ومن بينها العدالة والتنمية، حاجبا بذلك رسائله إلى إدريس البصري يستعطفه كي يتعاونا على ضرب اليساريين “أعداء الله والوطن”، وحاجبا أيضا أنه هو الذي أشرف بنفسه وبلحمه وعظمه على إدماج مجموعة بنكيران، التي كانت صغيرة حينها وأعطاها من الإمكانيات ما به كبرت، حتى أصبحت اليوم تهدد الدولة ويقول برلماني منها بمجلس المستشارين “إلى دوزنا 20 فبراير راه هذا مكيعنيش غادين ندوزو كلشي بخير”.

المكان: لجنة الداخلية بمجلس المستشارين، الزمان: مناقشة القوانين الانتخابية التي صادق عليها مجلس النواب وتتضمن مراجعة لـ”القاسم الانتخابي” الذي يعارضه حزب العدالة والتنمية. من داخل المؤسسة الدستورية، التي جاؤوها عن طريق التمكين وليس النضال الشعبي كما فعلت الأحزاب التي خرجت من رحم الشعب حقيقة، يهددون الدولة، بعد أن انتفخ ريشهم وامتلأت بطونهم بالمال العام.

وقوفا عند هذا التهديد الواضح، أي الذي يعني يا إما تتراجعوا عن “القاسم الانتخابي” أو أن الحزب سيقود البلاد إلى “خراب مالطة”.

أولا حزب العدالة والتنمية لم يتخذ موقفا واضحا من حركة 20 فبراير، فلا هو عارضها ولا هو انخرط فيها، ولكن كان “نص نص” مثل قهوة لا لون لها ولا طعم.. نصف الحزب مع بنكيران، الذي قال “لن أتبع الطبالة والغياطة” ونصف الحزب كان يخرج للشارع مع الحركة تحت يافطات شبابية مع عناصر قيادية من الحزب كسعد الدين العثماني ومصطفى الرميد وعبد العالي حامي الدين.

الحزب “نيته خايبة” كما يقول المغاربة. قالت القيادة، حسب فهمنا طبعا: إذا فشلت حركة 20 فبراير فالحزب يقوده بنكيران المعارض لها وإذا نجحت يقوده الرميد الموالي لها. نعرف جيدا أين تعلم هؤلاء تقنيات “التحراميات”. ولهذا لا يصعب علينا فهم ما يذهبون إليه كل مرة بما فيها “عنترياتهم” اليوم. بنكيران الذي كان ضد 20 فبراير قال ذات يوم وهو رئيس للحكومة: راه الربيع العربي مازال كيتسارى ويقدر ترشق ليه ويرجع.. مهددا بذلك الدولة لأن رجوع الربيع العربي يعني تغيير رأس الدولة.

ثانيا، نريد فقط أن نعرف من أين جاء أبناء العدالة والتنمية بكل هذه “الثورية” حتى يهددوا الدولة والمجتمع بالخراب في حالة عدم التراجع عن القاسم الانتخابي، الذي صوت عليه البرلمان الذين هم جزء منه وجاءت به الحكومة التي يقودونها؟ لم نعهدهم من أهل المواجهة والممانعة السياسية، بل كانوا دعاة تراجع وقليلي شجاعة مما جعلهم يستعطفون، وزير الدولة في الداخلية الأسبق، أن يشركهم في المعركة ضد اليسار، ولقد قاموا بالدور جيدا في الجامعات أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، لكن لم نسجل لهم معارك حقيقية دفاعا عن الحقوق والحريات وعن المجتمع.

هي صيحة الديك المذبوح الذي أكل “اللقط” حتى انتفخ وكاد ينفجر.

Exit mobile version