Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

التساقطات المطرية تعزز المخزون المائي وتُنعش الآمال بعد سنوات الجفاف

شهدت العديد من مناطق المغرب خلال الأسابيع الأخيرة تساقطات مطرية وثلجية مهمة ساهمت في تحسين الوضعية المائية للبلاد، بعد فترة طويلة من الجفاف وانخفاض منسوب المياه في السدود.

ووفقًا للمعطيات الرسمية، ارتفعت نسبة الملء الإجمالية للسدود إلى 36.4%، بحجم مخزون مائي وصل إلى 6123 مليون متر مكعب.

انعكست الأمطار الأخيرة إيجابيًا على المخزون المائي لسدود حوض سبو، حيث استقبلت هذه السدود حوالي 600 مليون متر مكعب إضافية، لترتفع نسبة الملء إلى 47.93%.

ويشكل هذا المخزون ما يقارب 45% من إجمالي المياه المخزنة في سدود المملكة.

ووفقًا لخالد الغماري، مدير وكالة الحوض المائي لسبو، فقد سجلت بعض السدود نسب ملء مشجعة، من بينها سد الوحدة، أكبر سد في المغرب وثاني أكبر سد في إفريقيا، الذي بلغ مخزونه 1.6 مليار متر مكعب، بنسبة ملء تصل إلى 51%.

أما سد بوهودة فقد امتلأ بالكامل، مما سيتيح توفير مياه الشرب والسقي للمناطق المجاورة، إلى جانب دوره في حماية سد الوحدة من الترسبات.

شهدت سدود أخرى تحسنًا ملموسًا، مثل سد إدريس الأول، الذي ارتفعت نسبة ملئه من 25% إلى 33%، مما يضمن تزويد مدينتي فاس ومكناس بالمياه الصالحة للشرب حتى عام 2027. كما بلغ مخزون سد علال الفاسي 63 مليون متر مكعب، بنسبة ملء 96.72%.

وتتراوح نسب ملء السدود الأخرى في المنطقة بين 26.03% و57.32%، مما يعكس تأثير التساقطات المطرية الإيجابي على الموارد المائية في الجهة.

بالتوازي مع تحسن مخزون السدود، تتواصل الجهود لتعزيز الأمن المائي من خلال مشاريع استراتيجية تشمل بناء 5 سدود جديدة باستثمارات تصل إلى 10 مليارات درهم.

ومن بين هذه المشاريع، سد مداز في إقليم صفرو، الذي شارف على الانتهاء بسعة تخزين 700 مليون متر مكعب، وسد سيدي عبو بسعة 200 مليون متر مكعب، وسد الرتبة في تاونات، الذي سيصبح ثاني أكبر سد في المغرب بسعة 1.9 مليار متر مكعب.

ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع في رفع القدرة التخزينية الإجمالية لسدود الحوض إلى 8.14 مليار متر مكعب، مما يشكل خطوة هامة نحو تأمين الموارد المائية لمختلف الاستخدامات.

مع استمرار التساقطات، تبقى الآمال معقودة على موسم مائي إيجابي يخفف من آثار الجفاف الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة.

ورغم التحسن الحالي، تؤكد الجهات المعنية ضرورة مواصلة جهود ترشيد استهلاك المياه وتعزيز البنية التحتية المائية لضمان استدامة الموارد في المستقبل.

 

Exit mobile version