Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

التهنئة الملكية تزين طريق المغرب الى مونديال قطر

هنأ جلالة الملك محمد السادس، أعضاء المنتخب الوطني بمناسبة تأهلهم لنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، على إثر المباراة التي جمعت المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم بنظيره من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أجرى جلالة الملك اتصالا هاتفيا مع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، ومدرب المنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش وعميد الفريق رومان سايس، حيث أعرب جلالته عن تهانئه الحارة للاعبين والطاقم التقني والإداري لما بذلوه من قصارى الجهود والبصم على مسار متميز توج بهذا الإنجاز الكبير.
و بعث جلالة الملك محمد السادس، ببرقية تهنئة إلى أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم، بمناسبة تأهله لنهائيات كأس العالم، التي ستحتضنها دولة قطر الشقيقة، وقد أكد جلالة الملك، أنه تابع، حفظه الله، ببالغ السرور والاعتزاز هذا التأهل، الذي يؤكد الحضور الفاعل لكرة القدم المغربية، قاريا ودوليا، ويبوئها المكانة التي تستحقها في الملتقيات الرياضية العالمية.

و أعرب جلالة الملك بأنه من دواعي الفخر أن يتوجه إلى كافة مكونات فريقنا الوطني المتألق، من لاعبين ومدربين، وطاقم تقني وطبي، وأطر ومسيري الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بأحر تهانئ جلالته ومباركته لهذا الإنجاز المستحق، بفضل ما أبان عنه اللاعبون طيلة أطوار هذه الإقصائيات، من أداء رفيع، وروح رياضية وتنافسية عالية، وغيرة وطنية مثلى، وأضاف جلالة الملك، بأنه بقدر ما يثمن هذا التأهل الثاني على التوالي والسادس من نوعه، الذي أسعده والشعب المغربي قاطبة، عبر جلالته عن كامل اليقين بأنه سيشكل حافزا قويا للمثابرة ومضاعفة الجهود.

وعرفت مبارة المغرب الكونغو حضور جماهيري كبير، استطاع معها الأمن الوطني تأمين كافة المدرجات و محيط الملعب و الطرق المتجهة للملعب ونقل الجماهير ، في حركية أمنية كشفت عن تطور الأجهزة الأمنية في تأمين أكبر الأحداث الرياضية العالمية، حيث وقف عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، على مختلف الترتيبات الأمنية التي وضعتها ولاية أمن العاصمة الاقتصادية لتأمين مباراة الإياب الفاصلة بين المنتخب الوطني لكرة القدم ونظيره الكونغولي.
و شوهد حموشي، برفقة مسؤولين كبار في المديرية العامة للأمن الوطني، وهو يتفقد جميع الترتيبات الأمنية ويطلع على توزيع مختلف الوحدات والتشكيلات الشرطية، سواء بداخل أو في محيط المركب الرياضي محمد الخامس الذي سيحتضن هذه المباراة، كما استمع المدير العام للأمن الوطني لمداخلات والي أمن الدار البيضاء ولعدد من المسؤولين الأمنيين بخصوص الخطة المرصودة لتأمين هذه المباراة، وكيفية ضمان انسيابية السير والجولان في مختلف أرجاء المدينة سواء قبل المباراة أو بعدها. وشدد المدير العام للأمن الوطني على ضرورة انخراط جميع مصالح الأمن في توفير الأجواء الآمنة لمرور هذه المباراة في أحسن الظروف، التي تليق بسمعة بلادنا على المستويين الإقليمي والدولي.

وسخرت المديرية العامة للأمن الوطني أكثر من خمسة آلاف موظف شرطة لتأمين هذه المباراة، ينتمون إلى مختلف الوحدات والمصالح الشرطية. كما جندت فرقا تقنية متخصصة ومجموعات للتدخل للتعاطي مع جميع الأحداث الطارئة، بهدف إنجاح هذا العرس الكروي الذي يعتبر آخر محطة فاصلة قبل التأهل إلى منافسات كأس العالم “قطر 2022
و حجز المنتخب المغربي لكرة القدم بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، عقب تغلبه ، في لقاء إياب الجولة الحاسمة من الإقصائيات المؤهلة لمونديال قطر 2022 على منتخب الكونغو الديمقراطية بأربعة أهداف لواحد ، في اللقاء الذي جمعهما على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء.
وكانت مباراة الذهاب التي جمعت بين الفريقين ،يوم الجمعة الماضي، على أرضية ملعب الشهداء بكنشاسا قد إنتهت على إيقاع التعادل الايجابي (1-1). وشارك المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى سنة 1970 أي بعد 15 سنة من تأسيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم العالم، وذلك في دورة المكسيك، وبات المنتخب المغربي آنذاك ثاني منتخب عربي يشارك في هذه المسابقة بعد منتخب مصر، الذي خاض نهائيات دورة 1934، التي أقيمت في إيطاليا.
ووقع المنتخب المغربي في المجموعة الرابعة التي ضمت منتخبات ألمانيا الغربية وبيرو وبلغاريا، وفي المباراة الأولى واجه أسود الأطلس منتخب ألمانيا الغربية وخسروا اللقاء 2-1، وتعثروا أمام منتخب بيرو 3-0 ، لينهي الفريق الوطني مشاركته الأولى في المونديال بتعادل ضد منتخب بلغاريا بهدف لمثله بعدما كان منهزما، ليودع المسابقة من الدور الأول إلى جانب منتخب بلغاريا.
و بمداد من الفخر و الاعتزاز كتب أسود الأطلس صفحة جديدة وضاءة في السجل الذهبي لكرة القدم المغربية ، من خلال توقيعهم على فوز تاريخي على منتخب الكونغو الديموقراطية (4-1) برسم إياب الدور الحاسم المؤهل الى مونديال قطر 2022 ، وانتزاعهم عن جدارة و استحقاق تذكرة العبور الى العرس الكروي العالمي ،و هو ما فجر فرحة عارمة في مختلف ربوع المملكة وخارجها ، وألهب الفرح والسعادة و الاعتزاز في وجدان المواطنات والمواطنين المغاربة على مختلف أعمارهم . فلم تكن سافرة الحكم البوروندي ندابيها ونيمانا باسيفيك فقط إيذانا بنهاية المباراة التي حسمها المنتخب الوطني لصالحه بنتيجة 4-1، بل أيضا، انطلاقة عرس جماهيري استثنائي و فرحة هستيرية تلقائية تفجرت شرارتها الاولى وسط أرضية ملعب المركب الرياضي محمد الخامس في الدار البيضاء لينتشر لهيبها في مختلف أرجاء المملكة و لتعم عددا كبيرا من بلدان العالم حيث تتواجد الجالية المغربية .
فهذا الانتصار الهام الذي بصمت عليه كتيبة الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش ، فجر فرحة عفوية عارمة في مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس ثم في البيوت كما في المقاهي و الفضاءات الكبرى ، حيث تابع المواطنون المغاربة بشغف كبير هذه المواجهة الحاسمة ، فرددت حناجرهم بكل حبور و اعتزاز أغاني النصر وأناشيد الفرح و أهازيج تمجد قتالية وتضحيات وانضباط الأسود و رباطة جأشهم، و على غرار باقي مدن وحواضر المملكة شهدت مدينة الدار البيضاء ، بمجرد انتهاء المباراة ، عرسا جماهيريا استثنائيا وفرحة هستيرية تفجرت شرارتها الأولى في ملعب “الرعب” لتعم البيوت والمقاهي و لتمتد الى مختلف الشرايين الكبرى والفضاءات و الساحات بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، ولم تستثن هذه الفرحة العارمة أي حي أو درب أو زقاق ، حيث تدفقت الجماهير من مختلف الأعمار ذكورا وإناثا وأطفالا و شيوخا ، فخرجوا فرادى وجماعات للتعبير عن فرحة لا توصف ، وهم يحملون الأعلام الوطنية ، مرتدين قميص المنتخب الوطني ،ومنتشين تحت امطار الرحمة بالانجاز التاريخي الذي حققه أسود الاطلس ، الذين عرفوا كيف يدبرون أمر هذه المواجهة المصيرية ، التي لم تكن تحتمل القسمة على اثنين.

فعلى طول شوارع الدار البيضاء ، المدينة التي لا تنام، أطلق السائقون العنان لمنبهات سياراتهم ودراجاتهم النارية التي شكلت مواكب متواصلة على طول شوارع الحسن الثاني والجيش الملكي و الروداني وساحة الأمم المتحدة وساحة الجامعة العربية ومن هناك الى كورنيش عين الدياب ، وكذلك الشأن بالنسبة لمختلف الأحياء بالمحمدية ، عازفين وربما الى الساعات الأولى من صباح الأربعاء سمفونية النصر الرائعة ،شبيهة بتلك التي عزفها اليوم الثلاثاء على المستطيل الأخضر زملاء الكابيتانو غانم سايس.

وكانت حناجر الجماهير البيضاوية الغفيرة ، تحيي أبطال المنتخب الوطني مرددة شعارات النصر التي تمجد مسيرتهم الموفقة على مدار التصفيات ، في وقت تعالت زغاريد النساء اللواتي عبرن عن فرحة عمت جميع الأفئدة ،فارتسمت على محياهن لحظة حبور خالدة ستبقى راسخة في أذهان ابائهن و احفادهن ، و الواقع ،أن لاعبي المنتخب الوطني وقعوا مساء الثلاثاء على مباراة تاريخية تربط حاضر الأسود بماضيهم التليد الغني بالانجازات على الصعيدين القاري والدولي ، خاصة وأنهم واجهوا فريقا صعب المراس إلا أن العزيمة ورباطة الجأش التي تحلى بها لاعبو المنتخب الوطني المؤازرين بجمهورهم الرائع ، مكنتهم من إسقاط خصمهم و انتزاع التأهل الى المونديال القطري عن جدارة واستحقاق .

Exit mobile version