Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الثورة مستمرة والملك قائدها

يخلد الشعب المغربي يوم الاحد الذكرى السبعون لـ”ثورة الملك والشعب”، التي قادها جلالة المغفور له محمد الخامس بطل الوحدة والتحرير، الذي ضحى بالعرش من أجل الوطن، وهي مناسبة لقراءة التاريخ بشكل مختلف، حيث كانت إيذانا باستفتاء شعبي يقضي بالالتفاف حول السلطان سيدي محمد بن يوسف، وكان نفيه إلى جانب العائلة الملكية إعلانا للثورة الشاملة التي أدت إلى خروج فرنسا من المغرب وإنهاء عقد الحماية السيئ الذكر.
ثورة الملك والشعب ليست لحظة ولكنها بناء وتأسيس لمسار طويل، وهي بمثابة البوصلة التي يلتف حولها المغاربة مهما تفرقت بهم السبل، ويكفي أنه خلال عنفوان المعارضة التاريخية التي اختلفت حول كل شيء لكنها أجمعت على الثوابت الوطنية وأنتجت مفاهيم للوحدة، تقتضي حماية الثالوث المقدس “الله، الوطن، الملك”، أي أن الدين والوحدة الترابية والملكية أمور إجماعية والخروج عنها خروج عن إجماع الأمة، بخلاف الشرع والدستور والقانون.
ثقافة المكونات الثلاث للثوابت لم تأت من فراغ ولكنها ثمرة جهود مشتركة عنوانها “ثورة الملك والشعب”.
ثورة الملك والشعب في عهد جلالة الملك محمد السادس تجسدت فيها المقولة الخالدة للملك الخالد محمد الخامس، طيب الله ثراه، حين عودته من المنفى “عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”، حيث مثلت مرحلة جلالة الملك محمد السادس مرحلة الجهاد الأكبر بما هو بناء مقومات اقتصاد وطني قادر على الصمود والمنافسة في ظل التحولات العالمية.
وهكذا أصبح المغرب قبلة للاستثمارات بما تحقق له من استقرار ومن مؤسسات كانت عنوانا لمرحلة بناء الدولة التي قادها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وزادها قوة ترسيخ مبادئ الديمقراطية في عهد جلالة الملك محمد السادس، مما أعطى ضمانات كبيرة للرأسمال الأجنبي، الذي أصبح يتوافد على المغرب من أجل الاستثمار بشكل كبير.
لقد تمثلت استمرارية “ثورة الملك والشعب” في عناوين كبيرة على رأسها ما جاء في خطاب أجدير لإنصاف الثقافة الوطنية وتثمين المكون الأمازيغي فيها، مما أعطى تطورات كبيرة جعلت منها لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.
وقمة قمم ثورة الملك والشعب هي الاستجابة السريعة لمطالب الشباب والتفاعل معها في خطاب التاسع من مارس 2011، الذي أعطى دفعة قوية للكتابة الدستورية، التي منحت المغرب دستوريا ثوريا، بغض النظر عن التراجعات الناتجة عن ارتكاس الأحزاب والحكومات عن تنزيل بنوده وفصوله، فلأول مرة في تاريخ المغرب يتم كتابة دستور بالاستماع إلى جميع مكونات الشعب المغربي من أحزاب وتنظيمات مدنية، ومثل الوجه الحقيقي للاستجابة لمطالب الشباب، الذين هم في صلب التفكير الملكي.
وبالمناسبة فالمغاربة يخلدون الإثنين ذكرى عيد الشباب، باعتباره ركيزة الأوطان وبناء القوة القادرة على السير بالبلاد إلى الأمام.
الشباب عنوان الثورة والملك قائدها.

Exit mobile version