Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الجدل حول تصميم ملعب محمد الخامس.. خطوة نحو التطوير أم خيبة أمل للجماهير؟

في ظل الجدل الذي رافق الأشغال الأخيرة بملعب محمد الخامس في الدار البيضاء، تثار أسئلة محورية حول كيفية التعامل مع الإرث التاريخي لهذا الصرح الرياضي وبين متطلبات التطوير الحديث.

ورغم وعود المسؤولين بظهور الملعب بحلة جديدة وجاذبة، يظل الشارع الرياضي في حالة من الترقب والتساؤل حول ما إذا كانت هذه الإصلاحات سترقى إلى تطلعات الجماهير.

التصريحات الأخيرة لكريم الكلايبي، عضو لجنة القيادة والتتبع للمرافق الرياضية، حملت تطمينات تفيد بأن التصميم الخارجي للملعب لم يكتمل بعد، وأن الحكم عليه في هذه المرحلة سابق لأوانه.

هذا التوجه في الرد قد يساهم في تهدئة بعض الأصوات الغاضبة، لكنه لا يعالج بشكل كامل الأسئلة الجوهرية التي طرحتها الجماهير، خاصة بعد معاينة الهياكل النسيجية المثبتة التي أثارت جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.

الجماهير التي طالما كانت تنتظر تصميماً بمواصفات عالمية تتناسب مع عراقة الملعب وتاريخه، فوجئت بما وصفه البعض بأنه “تشويه” للطابع الأصلي للملعب.

لم يكن التحدي الرئيسي مجرد تحديث الملعب، بل في كيفية تحقيق التوازن بين الحفاظ على رمزيته التاريخية وضرورة مواكبته للمعايير الدولية، خصوصاً وأن الملعب يُعد معقلاً لأحد أكبر الأندية المغربية، الوداد والرجاء البيضاويين.

التصميم الخارجي لأي ملعب لا يقتصر على الشكل الجمالي فقط، بل يمتد ليعكس هوية تاريخية ورياضية تحاكي أمجاد المدينة والناديين اللذين يرتبطان به، ومن هذا المنطلق، يأتي الانتقاد المتعلق بتثبيت هياكل نسيجية على واجهة الملعب كخطوة غير مدروسة بشكل كافٍ، حيث لم تتمكن من تعزيز هوية المكان أو إضفاء طابع عصري يلبي طموحات جماهير عاشقة لتاريخ الملعب.

إعادة التأهيل بمبلغ 25 مليار سنتيم، رغم أنها تعتبر ميزانية معتبرة، إلا أنها تستدعي تساؤلات حول مدى كفاءة تخصيص هذه الموارد. هل كانت هذه الهياكل هي الخيار الأمثل لتحقيق التوازن بين المتطلبات الجمالية والفنية؟ أم أن هناك خيارات أخرى لم تُستغل بالشكل الأمثل؟

ورغم الانتقادات الموجهة للتصميم الخارجي، فإن التطورات الأخرى في الملعب تسير بشكل متسارع حسب تصريحات الكلايبي، حيث من المتوقع أن يفتح ملعب محمد الخامس أبوابه في يناير 2025، مما يتيح للوداد والرجاء استقبال مبارياتهم في ظروف مثالية. هذه الخطوة، إذا ما تحققت، قد تعيد بعض الثقة بين الجمهور وإدارة المشروع.

المسؤولون، من والي جهة الدار البيضاء إلى عمدة المدينة، يعكفون على متابعة سير الأشغال، ما يشير إلى حرص الجهات الرسمية على إنجاح المشروع. ولكن يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه الجهود كافية لتجاوز الجدل الحالي واستعادة ثقة الجماهير؟

في نهاية المطاف، يمكن القول إن ملعب محمد الخامس في طور تحول كبير، ولكن الوقت وحده كفيل بتحديد ما إذا كان هذا التحول سيعزز مكانته كأحد رموز كرة القدم المغربية، أم سيظل مثاراً للجدل والنقاش بين أوساط الجماهير.

Exit mobile version