Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الجزائر…ما قيمة الانتخابات إن خسرت أصوات الناخبين احتجاجا؟

في كثير من الديمقراطيات لا تصل نسبة المشاركة في الانتخابات إلى مستوى جيد، لكن مع ذلك تبقى انتخابات معقولة لأن أصحاب الأصوات المقاطعة ليس لهم موقف سياسي، ففي الأغلب الأعم يكون ذلك نتيجة ضعف في الوعي السياسي أو عدم المبالاة، وكأن الانتخابات فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن الآخرين، لكن ما معنى كلمة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، الذي قال “لا تهمني نسبة المشاركة ولكن تهمني أن ترم الانتخابات”.
لم تكن الانتخابات في يوم من أيام الديمقراطية هدفا في حد ذاتها، ولكنها آلية لتحقيق هدف آخر هو الاستقرار الديمقراطي، بعد أن يكون تم اختيار من يمثل الشعب ومن يدبر شؤونه اليومية، أما عند تبون فقد أصبحت الانتخابات حتى لو قاطعها 70 في المائة هي الهدف.
ويا ليث 70 في المائة كانت رقما حقيقيا، لأن 30 في المائة من الأصوات التي ذكرتها السلطات الجزائرية شكك فيها الجميع، إذ أن المقاطعة في منطقة القبائل كانت شاملة مائة بالمائة وفي كثير من الولايات مثل بجاية والبورية تم اقتحام مقرات التصويت وحمل الصناديق ورميها في صناديق القمامة، بمعنى أن الأصوات كلها أو جلها ذهبت إلى القمامة.
فمن أين جاءت السلطات الجزائرية بهذه النسبة؟ ولو صدقنا أنها صحيحة، فنسبة المقاطعة بلغت 70 في المائة، ليس لأن المواطنين غير مبالين بذلك، ولكن لأن الحراك الشعبي الذي يخرج بمئات الآلاف في كل المدن الجزائرية كل جمعة دعا إلى المقاطعة، واغلب الأحزاب السياسية دعت إلى المقاطعة، يعني أنها مقاطعة سياسية لها دلالات عميقة تفيد أن النظام اليوم فاقد لأية شرعية.

Exit mobile version