Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الجنسية بين الكبار والصغار…بين السرفاتي والزفزافي

 

للأسف الشديد نجد أنفسنا أحيانا مضطرين للمقارنة بين ما لا يمكن أن يكون مجالا للترجيح، ولكن الواقع لا يرتفع كما يقال.

ونحن نتحدث عن مطالب الزفزافي وبعض أصحابه إسقاط الجنسية المغربية، نجد أنفسنا مضطرين للحديث عن عظماء المغرب، محاربة للتسافل الخطير.

أي مغربي يذكر أبراهام السرفاتي يذكر مناضلا صنديدا، ما كان بحاجة إلى الارتزاق وهو المهندس الكبير ابن العائلة الغنية،

مؤسس منظمة إلى الأمام الثورية، قضى 17 سنة من عمره في السجن، وكان محكوما بالمؤبد، ولسنا هنا في وارد الدفاع عنه وعن أفكاره،

ولكن لمعرفة خلفيات المناضلين الثوريين، وعندما أرادت الدولة التخلص من هذا الملف أبدع الراحل إدريس البصري قصة الجنسية البرازيلية وأنه غير مغربي.

من السجن تم إرساله في أول طائرة متوجهة إلى باريس. يعني البصري قال له أنت لست مغربيا.

لكن السرفاتي بما أنه مناضل حقيقي أصر على أنه مغربي وظل متمسكا بذلك إلى أن عاد سنة 1999 بموجب قرار ملكي.

وكان مناضلون كبار في السجون والمنافي ولم يفكروا يوما واحدا في التخلي عن جنسيتهم المغربيه، وعلى رأسهم عبد الرحمن اليوسفي، الذي أصبح أول وزير أول في حكومة تترأسها المعارضة.

ولما كان بنسعيد أيت إيدر يعيش في المنفى بباريس بلغته معلومات عن عزم الجزائر شن هجومات على مواقع للجيش المغربي عن طريق أحد أصدقائه من الثورة الجزائرية.

لم يقل بنسعيد أنا معارض للنظام وكفى. بل سارع إلى طلب أحد أصدقائه للسفر إلى باريس، وكان يعرف علاقاته برجالات الدولة،

فأخبره بالواقعة وقال له عد رأسا إلى المغرب لتخبرهم بما تبيت له الجزائر.

والمناضل الكبير عبد الرحيم بوعبيد خرج من السجن والإقامة الإجبارية ليجمع حقيبته في جولة قادته عند أصدقائه من الأممية الاشتراكية ليوضح لهم الموقف المغربي حول قضية الصحراء.

هؤلاء كانوا يعرفون أن الجنسية جزء من الهوية والأرض والانتماء الثقافي والجغرافي والتاريخي ولا علاقة لها بالموقف من الدولة أو النظام، ولا علاقة لها بالموقف السياسي الذي تتبناه.

عندما تسافلت الأمور أصبح كل من يقطر به السقف يقول إنه سيتخلى عن الجنسية المغربية.

هذا خطاب تسطيحي مهما كانت خلفياته ومؤثراته ومسبباته. مهما تكن لا شيء يبرر هذا الفعل أبدا.

نعود للناحية القانونية لتأكيد أن هذا الطلب لا يوجد ما يسعفه قانونيا.

لما يخرج هؤلاء من السجن يمكن أن يرفعوا هذا الطلب في بلد آخر، لأن قانون الجنسية المغربية لا يسمح بذلك إلا في حالات محددة ليس من ضمنها حالة الزفزافي ومن معه.

دعنا من القانون لنحتكم إلى المنطق. لنفترض أن الجهات المعنية وجدت مخرجا قانونيا لإسقاط الجنسية عن هؤلاء.

بمعنى سيصبحون مهاجرين بشكل غير قانوني على أرض المغرب. ولما يتم توقيف مهاجر سري إما يعاد إلى بلده أو يمنح الإقامة. كيف ستتعامل الجهات المعنية مع الزفزافي لما يصبح مهاجرا سريا وإلى أي بلد سترسله؟

Exit mobile version