Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحرب الروسية الأوكرانية وفرصة الانتعاش مغربيا

الحرب حرب مهما كانت، لأنها تخلف ضحايا، والحرب الروسية الأوكرانية من الأكيد ستخلف وراءها مئات آلاف الضحايا والمهجرين، وهو وضع إنساني مقلق، لكن الحرب والمأساة لا تعني أن الحياة سوف تتوقف، بل ينبغي استثمار الظروف لفائدة بلدك، وهذا ما ينبغي أن تقوم به حكومتنا، إن كانت تريد خيرا للبلاد، ونحمد الله تعالى أن الرؤية الملكية دائما تأتي في وقتها ومحلها، حيث القرار التاريخي بعدم المشاركة في التصويت على قرار إدانة روسيا بالأمم المتحدة، والذي من خلاله تم بعث رسالة مفادها أن المغرب ليس طرفا في هذا الصراع حتى يتخذ موقفا مهما كان.
موقف عدم المشاركة كان ضربة “معلم”، إذ لم يزعج أي طرف من الشركاء، وقد يجني ثمار ذلك إن استطاعت الأدوات التنفيذية وضع خطة لذلك، فاليوم كل الطيران الروسي، الذي كان يتخذ من مطارات أوروبا معبرا اتخذ المغرب بديلا عن ذلك بعد منعه نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي، وهذه عملية ستخلق كثيرا من الرواج في سوق الطيران المغربي وستحقق أرباحا كبيرة للمغرب لأن الترانزيت يؤدى عنه وفق أنظمة منظمة الطيران المدني.
يمكن الاشتغال على قضية أخرى تتعلق بتحويل وجهات الأسواق الأوروبية بالنسبة للروس، حيث يمكن أن يتحول المغرب وجهة استقبال جديدة للسياح من روسيا، بعد أن كان عددهم ضعيفا سنويا ولا يتعدى 50 ألف سائح سنويا، يمكن حاليا تغيير هذا الرقم ورفعه بشكل كبير بعد إغلاق الأسواق الأوروبية في وجه مواطني روسيا، حيث يمكن جلب سياح كثيرين من روسيا بمعنى إضافة سوق سياحية جديدة إلى السوق المعروفة حاليا، وهذا يتطلب تظافرا للجهود بين الوزارة الوصية على القطاع والمكتب الوطني للسياحة وفديراليات التسويق السياحي وكل الفاعلين في المجال.
التصريح الذي أدلى به رئيس القسم التجاري في السفارة الروسية بالرباط، هو رسالة واضحة موجهة للفاعل الاقتصادي والتجاري المغربي، قصد الاستفادة من هذه الفرصة، ففي وقت أغلقت أوروبا الأسواق في وجه روسيا، لا يوجد ما يمنعنا نحن من الاستفادة من ذلك، ويمكن معالجة الاختلالات الناتجة عن إخراج مجموعة من الأبناك من نظام سويفت المالي، مع العلم أن الصين قد استعاضت عنه منذ مدة طويلة، كما أن روسيا منذ 2016 وهي تبحث عن تركيز نظام بديل تمكنت لحد الآن من إدخال 23 بنكا مركزيا لنظامها المالي الخاص. لسنا نحن من يبحث عن حل لهذه القضية ولكن إذا توفرت إرادة الاستفادة من الوضع سيتم ذلك بسلاسة.
إذن الاقتصاد المغربي في منعطف يمكنه أن يستفيد من التموقع الجيوسياسي ومن اختيارات المغرب، التي لم يفهمها كثيرون، ويمكن اليوم فهم خلفياتها بوضوح، بعد أن انتهى التصويت وبقيت النتائج حيث يحصل كل واحد على ما قدم من مواقف يتم تصريفها صفقات واتفاقيات جديدة.

Exit mobile version