Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحكمة الملكية في الصراع العربي الإسرائيلي

* لحسن اكودير

اضطلع المغرب على الدوام، بدور رائد في التقريب بين الشعوب والنهوض بالسلم والاسقرار في الشرق الأوسط.

فالحكمة الملكية لا جدال فيها في الصراع العربي الإسرائيلي”، و “الدفاع عن القضية الوطنية لا يؤثر، بأي شكل من الأشكال، على التزام المغرب الدائم والثابت لصالح القضية الفلسطينية”.

وموقف المغرب ما يزال ثابتا ولم يتغير بخصوص الدعم المقدم للفلسطيننين في قضيتهم العادلة والمشروعة، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس، على نحو واضح وصريح، خلال مباحثاته الهاتفية مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب”. فالمغرب بقيادة جلالة الملك كان دائما فاعلا بناء عمل بشكل دؤوب على تعزيز الاستقرار والسلام والتعاون في منطقة الشرق الأوسط وغيرها ، فالتزام المغرب بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية لا يحتاج لدليل، لأن المملكة أظهرت عزمها الراسخ على الاضطلاع بدور بناء بين فلسطين وإسرائيل على أساس معايير محددة على نحو واضح، تتمثل في حل الدولتين، والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وتعزيز الحوار المستمر والمباشر بين فلسطين وإسرائيل، والحفاظ على الهوية الإسلامية للقدس و أي انحراف عن هاته المعايير لا يدخل بتاتا ضمن خيارات وتصورات المغرب.

وهذا التوجه العام للمغرب اكده جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اخلال الاتصال الهاتفي الاخير مع محمود عباس أبو مازن، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وخلال هذا الاتصال، أطلع جلالته الرئيس الفلسطيني على مضمون الاتصال الهاتفي، الذي جمعه بالرئيس الأمريكي السيد دونالد ترامب، اعتبارا للتقدير الذي يخص به جلالته فخامة الرئيس الفلسطيني.
وقد أكد جلالة الملك، حفظه الله، لفخامته بأن موقف جلالته الداعم للقضية الفلسطينية ثابت لا يتغير. وقد ورثه عن والده المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، أكرم الله مثواه.
وفي هذا الصدد، أبرز جلالته أن المغرب مع حل الدولتين، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
وبصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، فإن جلالة الملك ما فتئ يؤكد على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس الشريف، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي للمدينة المقدسة وحرمة المسجد الأقصى.
كما شدد جلالة الملك على أن المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، وأن عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة.

كما أكد جلالة الملك، نصره الله، بأن المغرب الذي يضع القضية الفلسطينية في صدارة انشغالاته، لن يتخلى أبدا عن دوره في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأنه سيظل كما كان دائما، ملكا وحكومة وشعبا، إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، وسيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط.

وأكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن القضية الفلسطينية هي “مفتاح الحل الدائم والشامل بمنطقة الشرق الأوسط “؛ داعيا جلالته إلى تجاوز حالة الانسداد في العملية السلمية، وتكثيف الجهود الدولية لإعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأعرب جلالة الملك، في رسالة سابقة وجهها إلى رئيس اللجنة الأممية المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، السيد شيخ نيانغ، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عن قناعته بأن “القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل الدائم والشامل بمنطقة الشرق الأوسط ؛ حل يقوم على تمكين كل شعوب المنطقة من العيش في أمن وسلام ووئام، في إطار الشرعية الدولية، ووفق مبدأ حل الدولتين، الذي توافق عليه المجتمع الدولي”.

وأكد صاحب الجلالة على تضامن المملكة مع الشعب الفلسطيني الشقيق ووقوفها الثابت معه، ودعمها الموصول لحقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، دولة قابلة للحياة ومنفتحة على جوارها وعلى جميع الأديان.

وبهذه المناسبة، دعا جلالة الملك إلى ضرورة تجاوز حالة الانسداد في العملية السلمية، وتكثيف الجهود الدولية لإعادة إحياء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحل كافة القضايا الخلافية.

وجدد صاحب الجلالة تشبثه بالسلام العادل والدائم والشامل، معتبرا جلالته الإجراءات أحادية الجانب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، وترهن الحل المنشود، وتذكي الصراع والإحباط، وتقوي نزوعات التطرف.

ودعا جلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، إلى الحفاظ على وحدة مدينة القدس وحرمتها ووضعها القانوني والحضاري والديني، ومكانتها المتميزة، مؤكدا جلالته، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، أن دعم قدرات المقدسيين “يظل رهينا بتعبئة كل الموارد والإمكانات المادية المتاحة، واستثمارها في النهوض ببرامج التنمية البشرية بالقدس”.

وقال جلالة إن ذلك “ما نحرص على أن تقوم به وكالة بيت مال القدس الشريف كآلية تنفيذية للجنة القدس، تحت إشرافنا الشخصي، في إنجاز مشاريع وبرامج ملموسة، صحية وتعليمية وسكنية واجتماعية لفائدة الساكنة المقدسية”.

وبخصوص الشؤون الداخلية الفلسطينية، أكد جلالة الملك أنه يتابع “عن كثب جهود المصالحة وحوار الفصائل الفلسطينية، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني”، مضيفا جلالته “وقد عبرنا مرارا عن أملنا في انخراط الفرقاء الفلسطينيين بجميع توجهاتهم في مصالحة حقيقية وبحسن نية، لتجاوز حالة الانقسام التي تعتري الجسم الفلسطيني منذ سنوات، بما يخدم المشروع الفلسطيني العادل والنبيل”.

واغتنم صاحب الجلالة مناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لتجديد تأكيد الدعم الكامل للمغرب لدولة فلسطين، بقيادة الرئيس محمود عباس، في جهودها لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق إلى الاستقلال والوحدة والازدهار، ودعمه الموصول لحقوقه المشروعة في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، دولة قابلة للحياة ومنفتحة على جوارها وعلى جميع الأديان.

Exit mobile version