Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحكومة تستعين بـ”روتيني اليومي”

في بادرة خطيرة توحي بأن حكومة عزيز أخنوش ترغب في قتل الحقيقة وتزكية “الفايك نيوز”، قامت بجمع ما يسمى في السوشال ميديا بالمؤثرين قصد المواكبة الإعلامية لبرنامج “فرصة”، وكان معروفا أن السلطة الحكومية والمؤسسات العمومية تلجأ إلى الإعلام العمومي والخاص في الترويج لأي برنامج، باعتبار أن الصحافة الوطنية، وحتى لو كان داخلها بعض الشوائب، تبقى الوسيلة الأكثر مصداقية في الترويج لأي مشروع.
لكن لماذا اختارت الحكومة هذه المرة “روتيني اليومي” للترويج لبرنامج فرصة؟ نشير بداية إلى أن “فرصة” سمع به المغاربة وعرفوه وهناك وصلات إشهارية في الإعلام العمومي، والمشكل الوحيد اليوم ليس في الدعاية له ولكن في مواكبة أصحاب المشاريع، الذين يصطدمون بعراقيل كبيرة أثناء الإنجاز، حتى إن كثيرا منهم تخلى عن مشروعه.
الحكومة ليس لديها غرض في أن يتعرف الناس على برنامج فرصة، ولهذا فإن استدعاء “المؤثرين والمؤثرين”، ومنهم مقربون من قادة الحزب الأغلبي، يهدف إلى تحقيق نتيجتين تعودان بالفائدة على الحزب بينما تضربان المصداقية في مقتل، حيث إن التعاقد مع هؤلاء ما زال ملتبسا، فهل جميعهم يتوفرون على الشروط القانونية، بمعنى يتوفرون على شركات أم سينجزونها فورا ويحصلون على المال العام؟
ضخ مبالغ مالية في جيوب “المؤثرين والمؤثرات” يهدف إلى استقطاب هؤلاء إلى جانب الحزب الأغلبي، الذي صرف ملايين عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي قبيل الانتخابات وحاليا من أجل تلميع الصورة ومهاجمة كل من ينتقد الحزب. وسيضيف الحزب إلى جانب الذباب الإلكتروني “المؤثرين” لكن الفرق الوحيد هو أن هؤلاء سيؤدي لهم من المال العام وليس مال الحزب أو شركات رئيس الحزب.
والنتيجة الثانية التي يسعى إليها عزيز أخنوش هو تمييع المشهد من خلال إعطاء المصداقية لأصحاب “روتيني اليومي”، ضدا في الصحافة المغربية، التي ينتقد بعضها رئيس الحكومة، وعندما يصبح المخاطب هو “صاحب أو صاحبة روتيني اليومي” لن يبقى هناك معنى للحقيقة وللمصداقية، وبالتالي أي نقد يوجه لرئيس الحكومة سيكون مثل أي شيء تذروه الريح.
فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبصفتها الأخيرة كلفتها الحكومة أو رئيسها بهذه المهمة “القذرة”، لأنها تستهدف القضاء على الصحافة، حيث يكون الترويج لبرنامج “فرصة” هو الضربة القوية لآخر “فرصة” لإنقاذ الصحافة المغربية، التي تأثرت كثيرا بجائحة كورونا، التي عرفت تضحيات كثيرة من الصحفيين وقدم فيها البعض أرواحهم بعد إصابتهم خلال أداء مهامهم، بحثا عن الحقيقة، والصحافة الوطنية هي من تصدت للتزييف في وقت كان “المؤثرون والمؤثرات” ينشرون الأخبار الزائفة بحثا عن رفع نسبة المشاهدات وتحقيق أرقام مهمة في التراندس، وكل المغالطات خرجت من هؤلاء.
فمتى كان جزاء الإحسان هو الإساءة؟ عند حكومتنا شيء عادي لأنها صرّفت أصوات الناخبين إلى أدوات للجرأة على كل ما هو اجتماعي، وها هي اليوم تصرف من المال العام على ضرب إحدى أرقى الخدمات العامة، أي الصحافة عبر الترويج لـ”روتيني اليومي”.

Exit mobile version