Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الحكومة في عطلة دائمة

محمد عفري

في وقت يعاني فيه المواطنون من لهيب الأسعار وضنك العيش، تواصل حكومة أخنوش نهج سياسة النعامة، بإطباقها الصمت عما يجري ويدور وما ينبغي أن يكون عليه المغرب، لمواجهة أزمة خانقة غير مسبوقة، تتوقعها مؤسسات مختصة في الدراسات الاستشرافية لمصائر الدول، وضمنها المغرب.
الواقع أن أخنوش الذي أدخله “هاشتاغ” المطالَبة بتخفيض أسعار الغازوال والديزل في عطلة قبل وقتها المعتاد، أدخل معه باقي أعضاء حكومته في عطلة سابقة لأوانها أيضا، حيث لم يُكلف أحد من الوزراء نفسه عناء خروج إعلامي مقتضب جدا، يحدِّث فيه المواطنين عن تداعيات انخفاض الأسعار الدولية للمواد الأولية لزيت المائدة التي كانت وراء تخفيض زهيد جدا، في هذه المادة بالمغرب، ولا تداعيات خفض درهم واحد من أسعار المحروقات، في الوقت الذي تراجع فيه السعر الدولي للمنتجات الطاقية إلى المستوى الذي كان عليه قبل الرابع والعشرين من فبراير الأخير، تاريخ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا؛ أي السبب الأول لارتفاع الأسعار، ما يعني ضرورة تراجُع أسعار المحروقات المغربية إلى ذات المستوى.
لا يجادل اثنان في أن حكومة أخنوش وُجدت في عطلة مستدامة، أعلنها رئيسها صراحة، رفقة باقي زعماء الأحزاب المشكلة لأغلبيته الحكومية بشعار “الله غالب” في وجه المغاربة، عند ناصية طريق عمله السياسي كرئيس للحكومة، أي في بداياته من هذه المسؤولية التي تزامنت والمؤشرات الأولى لموسم فلاحي قاحط وركود اقتصادي وطني متأثر بظرفية دولية مستعصية، ما أكد عدم أهلية أخنوش و كفاءته في القدرة على قيادة السفينة لمرحلة ما بعد كورونا.
سيكتب التاريخ أن الحكومة لم تُبْدِ أي نشاطٍ لها إلا في شخص قيادات من حزب أخنوش نفسه، وفقط في الرد على المواطنين الثائرين ضد ارتفاع أسعار المحروقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك باعتبار حملة المطالبة بخفض الأسعار صادرة عن حسابات فايسبوكية وهمية، وعندما اشتدت المطالبة محققة أرقاما قياسية في الخواريزمية الفايسبوكية تم اعتبار “الثائرين” ضد الأسعار بـ”المرضى”.
اليوم؛ ودراسة ميدانية تؤكد على مؤشرات اقتراب دخول المغرب في أزمة خانقة في الأشهر القليلة المقبلة بسبب اشتداد تداعيات الحرب ــ الروسية الأوكرانية، يواصل أخنوش وحكومتُه التمتع بالعطلة، جوهرا ومعنى، بل يواصلان سياسة الآذان الصماء تجاه الآثار السلبية لهذه الحرب التي ستُدخِل كافة الدول الإفريقية، وعلى راسها المغرب، ظرفية اقتصادية سلبية غير مسبوقة، أساسها الارتفاع الدولي لسعر المنتجات الطاقية وتزايد الطلب عليها، كما تزايد الطلب الدولي على الحبوب، مصدر المواد الاستهلاكية الضرورية للمغرب والمغاربة، ما ينبئ ارتفاع فاتورته الدولية للمبادلات واختلال ميزانه وميزانيته بارتفاع الحاجة إلى الديون الدولية.
الحقيقة، أن مَن رفع الراية البيضاء إيذانا بالفشل في بداية الطريق لا يمكنه بتاتا مواجهة أزمة تستفحل يوما بعد يوم.. وبمفهوم فاقد الشيء لا يعطيه، لا يمكن لأخنوش وحكومته فعل شيء غير الهروب والمتعة بعطلة مستدامة، مدفوعة الأجر الباهظ، وترك السفينة بما فيها لقدر الأزمة الخانقة المرتقبة.

Exit mobile version