قال المهندس الزراعي محمد ينعطا، إن وتيرة الجفاف تضاعفت في العقد الأخير، حيث أصبح المغرب يعيش سبع سنوات جافة كل احدى عشر سنة، بعكس ما كان في السابق، من خلال تسجيل سنتين جفاف فقط كل خمس سنوات.
وأضاف المهندس، أن المغرب سجل تحولات مناخية جد مهمة خلال العقد الأخير، وذلك راجع لقلة وعدم انتظام التساقطات وارتفاع درجة الحرارة وتوالي فصول الجفاف.
وزاد المتحدث، في حوار مع صحيفة العلم، أن المغرب عرف ارتفاع درجة الحرارة المتوسطة وبدأ يسجل أرقاما قياسية في درجة الحرارة العليا في بعض المدن، حيث من المرتقب أن يتأثر المغرب مثل بلدان أخرى في المنطقة، من جراء تغير المناخ بارتفاع درجتين مئويتين في مستويات الحرارة خاصة بسبب زيادة شدة الحرارة المتوقعة وانخفاض توفر المياه، حيث تزداد درجات الحرارة القصوى بحوالي 30 في المائة في فصل الصيف في كل مكان تقريبا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المتوقع أيضا ارتفاع مستوى سطح البحر بمتوسط 35 سم بحلول نهاية القرن في المدن الواقعة على ساحل المغرب.
وشدد الخبير، أن الموارد المائية في المغرب حسب الأرقام الرسمية للاستراتيجية الوطنية للماء (2009)، تقدر بحوالي 22 مليار متر مكعب في السنة منها حوالي 4 مليار متر مكعب من موارد المياه الجوفية المتجددة، إلا أن الدراسات تشير حاليا إلى أن متوسط توافر المياه السطحية خلال العقد الماضي كان بين 10 و15 مليار متر مكعب فقط.
وأكد المهندس، أن المغرب يقع في واحدة من أكثر المناطق في العالم تعرضا للتغيرات المناخية، ولا سيما تأثيرها على القطاع الزراعي الذي يعـد بمثابة العمود الفقري للاقتصاد المغربي، مبرزا أن قطاع الزراعة كان دائما قطاعا استراتيجيا ويحتل الأولوية في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ عهد الاستقلال.
وأوضح المهندس الزراعي ومنسق التجمع البيئي لشمال المغرب، أن المملكة تساهم بحصة ضئيلة في انبعاثات الغازات الدفيئة على المستوى العالمي نسبتها (0.16) في المائة، غير أنه يتأثر سلبـا بآثار الاضطراب المناخي.
وخلص الخبير إلـى أن الطلب سيرتفع على الماء لاستعمالات منزلية وصناعية من 1.7 مليار متر مكعب سنويا حاليا إلى 2.6 مليار متر مكعب سنة 2050، فيما سيرتفع الطلب على مياه السقي من 14.5 مليار متر مكعب في السنة حاليا إلى 16.1 مليار متر مكعب سنويا في 2050.
