Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الدعم الحكومي كلعبة سياسية

قررت الحكومة في وقت سابق تخصيص دعم لبعض مهنيي النقل بعد الزيادة في أسعار المحروقات وارتفاعها بشكل كبير. قلنا “بعض مهنيي” النقل لأن الدعم استثنى بعض المهن، فكثير من المهن تستعمل سيارات نقل ولم يتم إدراجها في هذا الدعم “الزائف”، الذي لا يعد أن يكون لعبة سياسية. غير أنه بعد نهاية الدعم الأول المحدد في ثلاثة أشهر أشهر السائقون ورقة جديدة وهي ضرورة مواصلة الدعم، لكن مع مراجعته، لأن هذا الدعم تم تخصيصه يوم كان سعر البنزين 12 درهما أما اليوم فقد فاق 15 درهما.
لماذا استجد هذا المطلب وتجددت قيمته؟ لأن الحكومة بحثت عن حل لإسكات بعض الأصوات، لكن تبين أن الحكومة لم تتمكن من إسكات أصوات سائقي الطاكسيات إلى الأبد، ولم تقدم حلا للمواطن.
فالملايين التي تم صرفها كان بالإمكان أن تتم إضافة أمور أخرى إليها وتتحول إلى حل شامل، وكان يمكن أن تقوم الحكومة بتخفيض الضرائب على استيراد المحروقات، وتحويل عائدات الضرائب لمعالجة تداعيات الأزمة الدولية على المواطنين، بعد لهيب الأسعار في كافة المواد الاستهلاكية، وكان بالإمكان أن تفرض على تجار المحروقات تخفيض هامش الربح، وبالخطاب الوطني ألا يربحوا أصلا.
الأموال التي تم صرفها لا هي أقنعت المهنيين، ولا هي حافظت على الاستقرار المالي للأسر، والاستقرار المالي كما نعرف هو أساس الاستقرار الاجتماعي، ولولا أن المغاربة مقتنعون بضرورة الاستقرار الاجتماعي المضمون عن طريق الاستقرار الأمني لكانت سلوكات الحكومة قد أهلكت الحرث والنسل وأدت إلى الفوضى التي لا يعلم مداها إلا الله.
حكومة عزيز أخنوش مصرة على هدم كل ما يبنيه جلالة الملك، فكل الأمور التي يتم وضعها كاستراتيجيات مهمة للدولة تقوم الحكومة بـ”ثقبها” عن طريق بريكولات غير دقيقة الهدف منها فقط هو إسكات مجموعات وفئات معينة، دون حل المشاكل بشكل نهائي، ولا تفكر الحكومة أصلا في حل أي مشكل.
لا أحد يعرف إلى أين ستصل أسعار المحروقات، ليس في المغرب وحده، ولكن في كل بقاع العالم، غير أن كل الدول اتخذت إجراءات للحد من الكارثة، بما فيها الدول الرأسمالية، فقد اتخذت إجراءات اجتماعية تعود للعهد الاشتراكي لأنه لا مفر من تدخل الدولة في حال الأزمة، لأن ما يقع اليوم شبيه بحالة الحرب، ومن غير المقبول أن تترك الحكومة الشعب يواجه مصيره بنفسه دون أن تتدخل في الحد الأدنى ليس للحد من ارتفاع الأسعار ولكن للتخفيف من وطأة هذا الارتفاع.
ما يجري اليوم هو حرب ضد الشعب يقودها عزيز أخنوش، رئيس “تجمع المصالح الكبرى”، وهو تحالف خطير همه الربح بدليل الأرباح التي راكموها زمن الأزمة، وكان ينبغي مساءلته عن جوهر كل الأرباح التي حصل عليها في وقت يعيش الشعب على وقع أزمة كورونا وأوكرانيا.

Exit mobile version