Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“الديستي” تُحاصر الإتصالات المشبوهة بالانترنيت للإطاحة بالإرهابيين

كشفت العملية الأمنية الإستخباراتية للإطاحة بزعيم “خلية السودور” بضواحي مراكش، عن اليقظة الأمنية العالية والجهوزية التامة لإحباط المخططات الإرهابية، وأظهرت مدى تمكن عناصر الحموشي من رصد التحركات المشبوهة للمتطرفين ومحاصرة الإتصالات المشبوهة بين الخلايا النائمة والجهات “الخفية” الداعمة في الخارج، حيث تمكنت عناصر الحموشي سواء على مستوى جهاز المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أو جهاز “البسيج” من فك طلاسم التواصل الإلكتروني بين الذئاب المنفردة وجهات خارجية، للعمل على مخططات إرهابية بالمغرب، واستقطاب عناصر إجرامية متطرفة الى منطقة الساحل جنوب الصحراء للتدريب على استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات و العبوات الناسفة.

وبينت العملية الأمنية بضواحي مراكش، عن تنسيق أمني عالي بين جهاز “الديبستي” و البسيج” وعناصر الإستعلامات، لرصد تحركات المشبوهين المتطرفين ومراقبة محلات بيع العقاقير “الدروكري” للإطاحة بمستخدمي المواد الكيماوية في عمليات إرهابية، كما أظهرت قوة العناصر الأمنية في رصد العالم الإفتراضي والتمكن من مراقبة جميع الإتصالات المشبوهة بتقنيات عالية وفك طلاسم المحادثات السرية و المشفرة للإطاحة بالإرهابيين، حيث تؤكد هذه العمليات الأمنية، استمرار تنامي التهديدات الإرهابية التي تتربص بأمن المملكة وبسلامة المواطنات والمواطنين، وإصرار المتشبعين بالفكر المتطرف على تنفيذ مشاريع إرهابية تحت لواء تنظيم داعش الإرهابي.

وكانت عناصر “الديستي” احبطت مخططا إرهابيا دمويا، استهدف إغتيال شخصيات عمومية وتفجير مقرات أمنية وتنفيذ عمليات إنتحارية بعبوات ناسفة، ومحاولة إستغلال الأطفال في تنفيذ عمليات إرهابية وتحويل الأطفال الى مشاريع إنتحارية، وتمكنت يقظة “البسيج” من الإطاحة بزعيم الخلية الخلية الإرهابية بمنطقة سيدي الزوين بضواحي مراكش، وحجز أسلحة خطيرة و مواد كيماوية تفجيرية وأجهزة إلكترونية، كما أحبطت صناعة اسلحة بيضاء خطيرة خطط أمير الخلية لصناعتها لتنفيذ الإغتيالات الدموية.

وكشف “البسيج” أن الخلية استقطبت مجموعة من الأطفال بالمنطقة، وعملت على تغريرهم وحشوهم بالفكر المتطرف لخلق ما أسموه “أشبال الخلافة” وتحضيرهم لمشاريع إرهابية دموية، والتعرف على خيوط الجهة الأجنبية التي تتواصل مع أمير الخلية لتنفيذ عمليات إرهابية بالمغرب، ومحاولة جلبهم الى تنظيمات “داعش” بمنطقة الساحل للتدرب على السلاح والعبوات الناسفة.

وأوضحت إجراءات البحث والتحري، أن أعضاء هذه الخلية الإرهابية راهنوا على الاستقطاب والتجنيد في صفوف الأطفال اليافعين، بغرض إشاعة وتعميم الفكر المتطرف، وذلك عبر تنظيم لقاءات دعوية لفائدة أطفال قاصرين بمنطقة سيدي الزوين، بغرض شحنهم وتلقينهم مرتكزات الفكر المتطرف على نهج ” أشبال الخلافة” المعتمد من طرف تنظيم “داعش”.

و مكنت عمليات التفتيش والمسح التقني المنجزة بمنازل الأشخاص الموقوفين، وبمحل ملحق بمسكن المشتبه فيه الرئيسي، عن حجز أسلحة بيضاء من مختلف الأحجام، ومعدات معلوماتية، وآلة للتلحيم، ومواد كيماوية يشتبه في تسخيرها في تحضير وإعداد العبوات الناسفة، وهي عبارة عن خمسين كيلوغرام من نترات الأمونيوم، وثلاثة كيلوغرامات من “سلفات البوتاس”، وأربع علب تحتوي على مواد سامة، وثلاثة أكياس سعة 800 غرام تضم مساحيق كيميائية مشبوهة، فضلا عن أسلاك كهربائية وميزان، كما أجرى ضباط المكتب المركزي للأبحاث القضائية معاينة على باب حديدي بمسكن أحد المشتبه فيهم، يحمل شعار يحاكي راية تنظيم “داعش” الإرهابي، وأشار المصدر إلى أنه تم الاحتفاظ بالأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي يجريه المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن الارتباطات الإقليمية والدولية لأعضاء هذه الخلية الإرهابية، وتحديد كافة المشاريع الإرهابية التي خططوا لها، فضلا عن رصد كل المساهمين والمشاركين المحتملين في هذا المشروع الإرهابي.

وأوضح بلاغ الأمن، أن عمليات البحث الميداني والتتبع التقني مكنت من تجميع معطيات دقيقة حول المشروع الإرهابي لزعيم هذه الخلية، الذي كان يراهن على تنفيذ أجندات التنظيمات الإرهابية الدولية لضرب أهداف ومشاريع داخل المملكة، حيث كان يخطط للالتحاق بفرع تنظيم “الدولة الإسلامية” بمنطقة الساحل، بعدما نسج علاقات مع قيادي في صفوف هذا التنظيم، يحمل جنسية دولة أجنبية ويقيم خارج أرض الوطن، والذي أوعز له بضرورة الالتحاق بمعسكرات القتال التابعة لتنظيم “داعش”، بغرض التدريب على صناعة المتفجرات وانتقاء الأهداف الإرهابية، وتابع البلاغ أن إجراءات البحث المنجزة تشير إلى أن ” أمير” هذه الخلية الإرهابية استعان بمهاراته المهنية المكتسبة في مجال “التلحيم” لصناعة وإعداد أسلحة بيضاء، وتحضير عبوات متفجرة تقليدية الصنع، حيث أجرى تجارب عملية لصناعة وتشغيل هذه المواد الناسفة، قبل أن يعمد لاقتناء مواد كيماوية تدخل في صناعة هذه العبوات من محل تجاري بمدينة مراكش، وذلك في إطار التحضير لمشروعه الإرهابي داخل المملكة.

وأبرز المكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه بعد استيفاء عمليات التجنيد والاستقطاب وإنهاء الانخراط الكلي لجميع عناصر الخلية في هذا المشروع الإرهابي، تم الانتقال لمرحلة التنفيذ المادي للمخططات التخريبية التي حددت كأهداف آنية استهداف منشآت حيوية ومقرات أمنية، فضلا عن تحديد أشخاص بغرض تصفيتهم جسديا بواسطة السلاح الأبيض، وذلك ضمن أساليب الإرهاب الفردي المستوحاة من عمليات تنظيم داعش الإرهابي.

Exit mobile version