Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الرباط تُصعد ضد غطرسة مدريد

هاجم المغرب تحرشات حكومة و إعلام إسبانيا، ونبه الجارة الشمالية بخطاب شديد اللهجة، من كون “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”، موضحا أن إسبانيا تحاول أن تناور لإبعاد حقيقة الإشكال في استضافة مجرم حرب وزعيم مليشيات يحمل السلاح ضد بلاده، والدفاع عن دخوله بهوية مزورة بعدما كشف المغرب مخطط التستر الدنيء على مجرم حرب”، حيث أكد ناصر بوريطة أن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، فالمغرب ليس لديه عقدة “، مضيفا أن العدوانية الإعلامية خلال الأيام الأخيرة تظهر أن العقدة تجاه المغرب توجد في اسبانيا”.

وأبرز الوزير، أن المغرب الفخور بإنجازاته، وبلد في طريقه ليصبح بلدا ناشئا وإسبانيا تدرك ذلك، مؤكدا أنها “ردود فعل ماضوية تعود للظهور اليوم، والتي تكشف عن هذه الهوة بين المغرب في المخيال الإسباني والمغرب الحقيقي”. وأضاف أن البعض في إسبانيا لم يستطع بعد أن يتقبل أن المغرب حافظ على استقراره وأمن تطوره الاقتصادي وتنميته الاجتماعية، من خلال إصلاحات تم القيام بها تحت قيادة جلالة الملك، وشدد على أن “الوقت قد حان لتوضيح كل هذا، كما يتعين على اسبانيا أن تحدد ما تريده من هذه الشراكة”.

وشدد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عل أن اسبانيا انخرطت خلال الأيام الأخيرة في محاولة لتحويل انتباه الرأي العام عن المشكلة الحقيقية للأزمة المغربية-الإسبانية، والتي تكمن في كون مدريد فضلت أن تناور مع أعداء المغرب بخصوص قضية أساسية بالنسبة للمملكة وللمغاربة، وأكد بوريطة ، أن المناورات الإسبانية تهدف إلى جعل المسؤولين عن هذه الأزمة بمثابة ضحايا، مذكرا بأنه إذا كانت هناك أزمة بين المغرب وإسبانيا، فإن ذلك يعود إلى كون مدريد عمدت بشكل سيادي، إلى المناورة مع أعداء المملكة وأن تستقبل على أراضيها شخصا “يعمل يوميا على محاربة المغرب”.

وأفاد بوريطة، أن إسبانيا تصرفت في هذا الصدد بشكل يثير الكثير من التساؤلات تجاه دولة جارة تحظى بالاحترام، من خلال قبول الدخول في كل هذه المناورات، مشيرا إلى أن بداية الأزمة تعود إلى 17 أبريل الماضي، ومنذ ذلك الحين فضلت إسبانيا وعدالتها غض الطرف عن وجود شخص على أراضيها وهو متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم اغتصاب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بل ذهبت إلى حد منحه هوية مزورة، وأبرز الوزير أن كافة المناورات الإسبانية من أجل تحويل الانتباه عن الجذور الحقيقية لهذه الأزمة “لا تنطلي على أحد، وعلى كل حال فهي لا تنطلي على المغرب ولا تفاجئه”.

وأشار بوريطة ، إلى أن السلطات الإسبانية “يجب أولا أن تكون شفافة مع الرأي العام والقوى الحية في إسبانيا”، مؤكدا أن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحجبها الروبورتاجات والشتائم والقصف الإعلامي، وشدد على أن “المغرب سيواصل طلب توضيحات، وسيستمر في اعتبار ذلك هو أصل الأزمة”، مسجلا أن منطق الإنسانية لم يعد يخدع أحدا.

ولفت بوريطة إلى أن العمل الإنساني لم يفرض أبدا ممارسة المناورة، كما أنه لا يمارس في جنح الظلام، داعيا إسبانيا إلى الاعتراف وتحمل مسؤولية “مواقفها الخطيرة” وتجنب “ازدواجية الخطاب”. وأضاف أن المغرب لا يلجأ إلى الابتزاز. فالمغرب واضح في مواقفه، وعمله.

وأدان بوريطة “العداء الإعلامي غير المسبوق” الذي تشنه إسبانيا ضد المغرب، مضيفا “أننا نشهد توظيفا وتعبئة لجميع وسائل الإعلام بعبارات صادمة وغير مقبولة تصدر أحيانا عن مسؤولين رفيعي المستوى”، واعتبر أن المصطلحات المستخدمة في هذه الحملة، من قبيل “الابتزاز” أو “الاعتداء” أو “دولة نامية”، تدل على أن “بعض الأوساط في إسبانيا مطالبة بتحيين معلوماتها حول المغرب”.

و أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اناصر بوريطة، أن إسبانيا تحاول استغلال ما حدث في الثغر المحتل لسبتة كـ”مطية للهروب من النقاش الحقيقي” حول الأزمة المغربية- الإسبانية المتعلقة باستقبال مدريد للمدعو إبراهيم غالي، المتابع مع ذلك، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والاغتصاب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وأوضح بوريطة، أن “سجل المغرب في محاربة الهجرة السرية معروف”، مؤكدا أن ما حدث في ثغر سبتة المحتل يأتي للتذكير أولا بالتكلفة التي تتحملها المملكة للحفاظ على حسن الجوار.

وفي إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية، شدد الوزير على أن “المغرب لا يحتاج إلى تقييم من إسبانيا ووسائل إعلامها”، مذكرا في هذا السياق بأن المغرب أجهض 13 ألف محاولة للهجرة غير شرعية منذ 2017، وفكك 4163 شبكة تهريب وسجل 48 محاولة اقتحام لسبتة.

وأكد أن “هناك حقيقة، هناك أرقام تستحق الاعتراف”، مشيرا إلى أن ما حدث في الثغر المحتل يذك ر أيضا بـ “التكلفة المالية التي يتحملها المغرب لحسن الجوار، والتي أساء البعض استغلالها في الأيام الأخيرة”، وقال بوريطة، الذي رفض اتهامات إسبانيا للمغرب بالابتزاز” وهو الذي يعبئ قواته الأمنية ويدفع من ميزانيته للحفاظ على جواره”، إن “أوروبا لا تمنحنا حتى 20 في المائة من التكلفة التي يتحملها المغرب في محاربة الهجرة غير الشرعية”، مضيفا أن الأحداث التي وقعت خلال الأيام الأخيرة أظهرت أن 99 في المائة من جهود المكافحة يقوم بها المغرب مقابل “لا شيء من الجانب الآخر”.

وأكد أن المغرب ليس دركيا لكنه يظل دائما فاعلا مسؤولا في محاربة الهجرة غير الشرعية، مشددا على أن من حق المملكة أيضا أن تطالب شراكاءها بنفس المسؤولية ونفس الالتزام ونفس الثقة.

وقال إن “حسن الجوار والشراكة ليسا مجرد شعارات. بل يجب أن نجسدها. وللأسف فإن ما حصل عليه المغرب منذ 17 أبريل ليس دليلا على حسن الجوار أو الشراكة. فمغرب اليوم لم يعد يقبل هذا النوع من ازدواجية الخطاب.

واعتبر بوريطة أن إسبانيا تجعل أوروبا تدفع ثمن رعونتها ويجب أن تشرح لأوروبا كيف تسمح دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بدخول أشخاص يحملون هويات مزيفة إلى الأراضي الأوروبية، وأضاف أنه يتعين على مدريد أن تشرح أيضا لنظرائها الأوروبيين كيف يمكنها إيواء شخص فوق التراب الأوروبي متابع بتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية واغتصاب وانتهاكات لحقوق الإنسان، وكيف أن امرأة تعرضت للاغتصاب، تطالب بحقها، يجب أن تنتظر حتى يقوم وزيرا الخارجية الاسباني والجزائري بالتنسيق.

و أكد ناصر بوريطة، ، أنه تم استدعاء سفيرة المغرب في مدريد السيدة كريمة بنيعيش للتشاور، بصلة مع الأزمة التي تعود إلى منتصف شهر أبريل، والتي تتمثل في استقبال إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، والذي لم يتلق المغرب بعد أي توضيحات أو ردود فعل بشأنه، وأوضح بوريطة ، أن السيدة بنيعيش تلقت توجيهات استدعائها للتشاور في الرباط عشية استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية.

وأبرز الوزير أن السلطات الإسبانية منحت للدبلوماسية المغربية 30 دقيقة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية، “وهو عمل غير مسبوق، وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة ونادر في الممارسة الدبلوماسية”، موضحا أن سفيرة جلالة الملك لا تتلقى تعليمات سوى من بلدها.

وشدد على أن الأزمة ستستمر ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي، فالمغرب يرفض تلقي هذا النوع من التخويف، القائم على صور نمطية بائدة، وسيظل واضحا بشأن أصل هذه الأزمة وت كو نها والمسؤولين عنها.

Exit mobile version