كما عادته يبهر بأسلوب لعبه على رقعة الميدان، وبفنيته في إحراز الألقاب، وخاصة منها الكؤوس الإفريقية التي له منها عشرة، وفي تمثيل الكرة الوطنية خير تمثيل خارج المغرب، أبدع فريق الرجاء البيضاوي وأبهر العالمين خلال الجمع العام الأخير في الديمقراطية الرياضية التي جعلته نموذجا للكرة المغربية، وجب على باقي الفرق المغربية لكرة القدم وغيرها من فرق باقي الأنواع الرياضية والعصب الجهوية والجامعات الوطنية أن تحتدي به . في سابقة تاريخية بالرياضة المغربية وبالكرة المغربية، من الجامعة الملكية المغربية إلى أصغر فريق منضو تحت لوائها، تقدم إلى رئاسة الفريق الأخضر ثلاثة مرشحين بثلاث لوائح انتخابية وبمشاريع مختلفة وطموحة، وكان الجمع العام بمنخرطي الفريق الذي يصل عددهم إلى 159 منخرطا وبأصواتهم بالاقتراع المباشر في صناديق انتخابية، فيصلا في اختيار الرئيس الجديد وباقي المكتب المسير الذي يرافقه في حلقة جديدة لتتمة مسيرة هذا الفريق الموفقة في تاريخ المستديرة الذي يعتبر أشهر من نار على علم، ليس في المغرب و إفريقيا وإنما لدى العرب والعجم، وفي القارات الخمس بكاملها.
في الجمع العام النموذجي لفريق الرجاء البيضاوي،تمكنت لائحة أنيس محفوظ من الفوز برئاسة الفريق، وهي اللائحة التي ضمت الوزير السابق عبد الكريم بنعتيق الذي انتخب نائب أول للرئيس. وليس غريبا على فريق الرجاء أن يضم في صفوفه سياسيا أو سياسيين، وتاريخه الرياضي الطويل شاهد على وجود سياسيين كبار في صفوف مسيرييه أوالمتعاطفين معه أوالفاعلين فيه بشكل مباشر وآخر غير مباشر، من قادة الأحزاب الوطنية والوزراء والنقابيين ورجال المقاومة وجيش التحرير، نذكر منهم المرحومين المعطي بوعبيد وعبد اللطيف السملالي ومحمد معاش وعبد الله الفردوس و قبلهم بن عبد الرزاق وبن الصديق، دون نسيان كريم حجاج( بتاريخه المعروف مع الملك الراحل الحسن الثاني والمدون في كتاب ذاكرة ملك) وغيرهم من رجال السياسة والاعمال والثقافة والفن في التاريخ الحديث بداية من الرتناني، مرورا بمزوار والصويري وحوراني وأغماني واللائحة طويلة..
ليس غريبا على الرجاء أن يكون نموذجا رائدا في الديمقراطية والتسيير وهو الفريق الذي استطاع أن يكون نموذجا لباقي فرق الكرة الوطنية، في التوهج و التألق الرياضي حيث استطاع في ظرف ثلاث سنوات، مابين 2018 و 2021 حصد ثلاث ألقاب إفريقية، كأسين للـ”كاف” وثالثة للـ”سوبير”الإفريقي، بالإضافة إلى كأس عربية تحمل اسم جلالة الملك محمد السادس وتأهيل إلى كأس “سوبير” إفريقي يتوق إلى إحرازه للمرة الثالثة في مساره القاري. ليس غريبا على الرجاء أن يكون على غير باقي الفرق المغربية، وهو الذي استطاع بقاعدته الجماهيرية أن يحظى بأربع تهنئات ملكية سامية متتالية وفي ظرف وجيز، استحقاقا على إنجازاته المشرفة للمملكة، آخر هذه التهنئات كانت في العشرين غشت 2021 التاي تزامنت مع ذكرى ثورة الملك و الشعب و ذكرى ميلاد جلالة الملك وإحرازه لقب ألكاس العربية الغالية شكلا ومضمونا. ليس غريبا على الرجاء أن يكون نمودجا في الديمقراطية وهو الذي استطاع مسيروه في السنوات الثلاث الاخيرة النجاح في مواجهة أصعب أزمة مالية في تاريخه زادت من حدتها أزمة كوفيد و تداعياتها، والخروج منهما بسلام وبخمسة ألقاب غالية.
ليس غريبا على الرجاء أن يكون نموذجا في كل شيء، بقاعدته الجماهيرية التي تعدت المغرب وإفريقيا إلى باقي العالم وبمتتبعيه على “السوشيل ميديا” الذين يتجاوزون الثمانية ملايين، على الفايسبوك وحده، كما تجاوز متتبعو فعاليات الجمع العام لديمقراطي الأخير مليون متتبع عبر تقنية المباشر اللايف.
الغريب هو الغياب الكبير للمسيرين الرجاويين الذين استطاعوا كسب كل هذه الرهانات، عن مشهد التسيير في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ومؤسساتها، والحال أن كفاءات تدبيرية وتسييرية استطاعت أن تحقق مع الرجاء كل الرهانات المذكورة، وأن تجدد عهد الديمقراطية المألوف لدى هذا الفريق بجمع عام انتخابي نموذجي غير مسبوق أن تكون ضمن تشكيلة المكتب المديري للجامعة أو المؤسسات الحساسة لأنها ستقدم القيمة المضافة المكتسبة من تجربة النجاح في الفريق الأخضر.