Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الرجاء الرياضي بين مطرقة الصراعات وسندان التحول إلى شركة.. من يُمسك بدفة المستقبل؟

تعيش أروقة نادي الرجاء الرياضي مرة أخرى على وقع صراع محتدم على كرسي الرئاسة، في لحظة دقيقة يختلط فيها الرياضي بالتجاري، والتاريخي بالمستقبلي، وسط تساؤلات مشروعة من جماهير خضراء تعبت من مسلسل “اللااستقرار”.

 

اليوم، يتصدر المشهد اسمان بارزان: جواد الزيات، الرئيس السابق الذي انسحب في ظروف صعبة لكنه لا يزال يتمتع بعلاقات نافذة داخل البيت الرجاوي، وعبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية، والذي دخل السباق بشكل مباشر، واضعاً نفسه في قلب التجاذبات التي ترافق المرحلة الانتقالية نحو تأسيس شركة رياضية.

 

الرهان لم يعد فقط على من يقود الفريق، بل على من يمتلك رؤية واضحة ومؤهلات حقيقية لتدبير مرحلة شائكة يتداخل فيها المال بالهوية، والاستثمار بالمبادئ.

ففي خلفية هذا الصراع، يلوح خبر استحواذ محتضن على 60% من أسهم شركة الرجاء مقابل 15 مليار سنتيم تُوزّع عبر المواسم، وهو تحول جوهري قد يعيد تشكيل ملامح النادي كما عرفه الرجاويون لعقود.

 

إن الإشكال الجوهري هنا لا يكمن فقط في أسماء المرشحين، بل في غياب نقاش عمومي راجح داخل مكونات النادي حول أي نموذج للحكامة يريد الرجاء اعتماده؟ وهل نحن أمام مشروع رياضي-اقتصادي مستدام، أم مجرد تسويات ظرفية لأزمة بنيوية متجددة؟

 

الأكيد أن الرجاء دفع هذا الموسم ثمناً غالياً لعدم الاستقرار الإداري، من رحيل عادل هالا إلى المرحلة المؤقتة لعبد الله بيراوين، وسط تقلبات أثّرت بشكل مباشر على الأداء الرياضي وعلى ثقة الجمهور في اختيارات المكتب.

 

لقد بات من الضروري أن تتجه العقول نحو تجاوز منطق “الرئاسة كشرف شخصي” إلى منطق “المؤسسة كأمانة جماعية”، وإعادة الاعتبار للمشروع الرجاوي كمكون من مكونات الذاكرة والهوية الكروية الوطنية.

 

وفي انتظار حسم اسم الرئيس المقبل، يبقى السؤال الأهم: هل من يقود الرجاء غداً، سيقوده كرجل تسيير، أم كمجرد واجهة ضمن معادلات أكبر لا يعلم تفاصيلها إلا أصحاب القرار الفعلي؟

 

Exit mobile version