يستعد المنتخب المغربي لدخول غمار فترة تحضيرية جديدة، ستكون بمثابة اختبار جدي قبيل التحدي القاري الكبير الذي ستشهده المملكة نهاية هذا العام، حين تحتضن نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025.
محطة يونيو الودية، التي ستقوده لمواجهة كل من تونس وبنين، ستكون أكثر من مجرد تجريب لاعبين؛ إنها لحظة لإعادة ضبط الإيقاع واختبار التوازن بين التجديد والوفاء للركائز.
مدرب “أسود الأطلس”، وليد الركراكي، لم يكتفِ بالمكوث في الرباط، بل حمل أفكاره وسافر بها إلى ملاعب أوروبا، حيث تابع عن قرب أداء لاعبيه في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، في محاولة لرسم صورة أوضح للقائمة المقبلة.
ومع اقتراب موعد المعسكر، يبدو أن الرجل يستعد لقلب بعض الموازين، بفتح الأبواب أمام عناصر جديدة، وإعادة أسماء لطالما أبهرت الجماهير المغربية في مواعيد سابقة.
وفي مقدمة العائدين المحتملين، يبرز اسم سفيان بوفال، الموهبة التي أسرت الأنظار في مونديال قطر، والذي يقضي حاليًا موسمه مع سان جيلواز البلجيكي.
إلى جانبه، يعود اسم سليم أملاح ليُطرح من جديد بقوة، لاعب بلد الوليد الذي عرف كيف يفرض نفسه عندما كانت الأضواء ساطعة في أكبر محفل كروي عالمي.
مصدر مقرب من الطاقم الفني للمنتخب أفاد بأن الركراكي يتجه نحو توسيع دائرة الخيارات، خصوصًا مع الغيابات المرتقبة في يونيو، حيث سيلتحق بعض اللاعبين بأنديتهم استعدادًا لكأس العالم للأندية في أمريكا.
هذا المعطى فتح الباب أمام أسماء شابة وطموحة، تطمح لإثبات الذات وافتكاك مكان ضمن النخبة الوطنية.
ليس هذا فقط، بل وعد الركراكي، وفق نفس المصدر، بعض اللاعبين الذين غابوا عن المعسكرات الأخيرة، بالعودة إلى كتيبة الأسود، شرط أن يكونوا قد واصلوا العطاء والتألق مع أنديتهم الأوروبية.
وبين الأسماء العائدة وتلك التي تنتظر فرصتها الأولى، يجد الناخب الوطني نفسه أمام معادلة دقيقة: كيف يحافظ على روح المجموعة التي أبهرت العالم في قطر، دون أن يغلق الباب أمام الدماء الجديدة التي يمكن أن تصنع الفارق في “كان المغرب 2025”.
الأنظار الآن مشدودة نحو القائمة التي سيُعلن عنها في الأيام القليلة القادمة.
فهل ينجح الركراكي في مزج التجربة بالحماس؟ وهل ستكون وديتا تونس وبنين بوابة لتشكيل نواة الفريق الحالم بالتتويج على أرضه؟