Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

السرعة تقتل.. بين “بؤساء” هوغو و”موتشو” أوريد

إدريس عدار

نشر موقع “GEO” مقالا تحت عنوان “سبع حكايات غير معروفة عن فيكتور هوغو”. سبع حكايات: منذ صغره، كان بارعًا في التهجئة. وفاة ابنته المفضلة: مأساة لن يتعافى منها. دخل الأكاديمية الفرنسية بعد رسوبه عدة مرات!. فيكتور هوغو: رجل رائد وملتزم. كان فيكتور هوغو زير نساء. تم إرساله إلى المنفى من قبل نابليون الثالث. والسابعة التي تعنينا هنا: استغرق فيكتور هوغو ما يقرب من 20 عامًا لكتابة رواية البؤساء.
جاء في المقال: إن “البؤساء” هو بالتأكيد العمل الرئيسي لفيكتور هوغو: فهو معروف في جميع أنحاء العالم، ولا يمكننا أن نحصي التعديلات المتعددة التي أدى إليها هذا العمل، التاريخي والفلسفي والاجتماعي في آن واحد. نُشر العمل في عام 1862، لكن كتابة هذه التحفة الأدبية تمت مع ذلك في عام 1845. وقد توقفت هذه الكتابة عدة مرات، لاسيما بسبب ثورة 1848. وبعد مرور 20 عامًا تقريبًا، سيكمل أخيرًا هذه الرواية الرمزية.
تطلبت كتابة هذا العمل الأدبي 20 سنة. قد لا تعجب البعض وهذا حقهم لأن الحكم على الإبداع ينطلق من الذوق أولا. مثلما هو الشأن في الأكل. لكن الكاتب الذي يحترم نفسه يحترم قارئه.
استغرق غوستاف فلوبير خمس سنوات في كتابة روايته “مدام بوفاري”. كتب محمود عبد الغني في موقع ضفة ثالثة “في الخامسة والثلاثين بدأ فلوبير كتابة روايته الشهيرة التي ستصبح رائعة روائية خالدة من روائع الروايات الواقعية في القرن التاسع عشر. كان قد أنهى كتابة “محاولة سانت أنطوان” التي لم يقتنع بها أقرب أصدقائه في مجال الأدب، ماكسيم دي كامب، ولويس بويلييت. فاقترحا عليه اختيار حكاية واقعية كما كان يفعل بلزاك في زمنه. هكذا سيصبح حدث تافه شغل الصحافة اليومية لعدّة سنوات هو موضوع رواية فلوبير الأولى. والمتمثل في قصة زوج “دولامار” التي وقعت أحداثها في مدينة “ري” في بلاد “براي”، واللتين تماهت معهما أسرة بوفاري.”
ومعروف أن غوستاف فلوبير استغرق وقتا لا بأس به في جمع المادة التي تتعلق بالقضية وتابعها عن قرب. طبعا ما كتبه كله متخيل عن واقعة حقيقية.
ما الذي يجعل كاتبا يتريث في النشر بينما آخر يسرع في ذلك بل يُكثر. وأحيانا تكون الكثرة غزارة في الإنتاج المعقول والمضبوط. لكن في كثير من الأحيان تكون بدوافع البحث عن موقع يتمناه الكاتب في المشهد. كثيرون ينطبق عليهم “من كثُر كلامه كثر سقطه”. بعض الكتاب أكثروا لكن أجادوا وأتقنوا أعمالهم.
كاتب مغربي اسمه مصطفى يعلى عرفته وأنا تلميذ قبل أن أكبر وأحاوره، بدأ النشر سنة 1976 بمجموعة قصصية تحت عنوان “أنياب طويلة في وجه المدينة”، وحسب معلوماتي أنه بدأ ينشر في الملاحق الثقافية أواخر الستينيات. وهو كاتب وناقد. في رصيده، إن لم أخطئ، أربعة عشر كتابا.
حسن أوريد ماكينة في إصدار الدراسات والروايات. قرأت له مرآة الغرب المنكسرة فيه كثير من “البلاجيا”. رواية الموتشو لم أستطع مواصلة قراءتها. قد تعجب كثيرين وهذا حقهم. بل ستجد دراسات في الماستر اتخذت من بعض رواياته موضوعا للدراسة. لكن هذه الكثرة غير المفهومة تترك لدينا سؤالا: هل هذا المنتوج فكرا وإبداعا أم ضجيجا؟

Exit mobile version