شددت السلفادور، على أن مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 لإيجاد حل نهائي لقضية الصحراء المغربية تشكل “الأساس الوحيد لحل واقعي، قابل للحياة، جدي، وذي مصداقية” لهذا النزاع، حيث أوضح بيان مشترك، عقب زيارة العمل التي قامت بها للمغرب وزيرة العلاقات الخارجية بجمهورية السلفادور ألكسندرا هيل تينوكو ، و صدر في ختام اجتماع عقدته الوزيرة السلفادورية ، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن حكومة السلفادور تدعم الجهود “الجادة وذات المصداقية” التي تبذلها المملكة المغربية من أجل البحث عن “حل سياسي، واقعي، براغماتي ودائم لهذا النزاع الإقليمي، يقوم على التوافق”.
وأكد البيان، أنه من هذا المنطلق، ووفقا للقرار 2494 لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فإن جمهورية السلفادور تعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي “تشكل الأساس الوحيد لحل واقعي قابل للحياة وجدي وذي مصداقية، في إطار الاحترام التام للوحدة الترابية للمملكة المغربية وسيادتها الوطنية على أقاليمها الجنوبية”.
و أكدت السلفادور مجددا، على “سحب اعترافها ب”الجمهورية الصحراوية” الوهمية كما عبرت عن ذلك رسميا في 15 يونيو 2019 بسان سلفادور”حيث جدد الوزيران، التأكيد على ضرورة تعزيز الدبلوماسية متعددة الأطراف وكذا الدور الجوهري لتنسيق منظمة الأمم المتحدة، عبر تعاون مشترك وفعال.
و أشادت جمهورية السلفادور، بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس “من أجل ضمان استقرار وأمن المنطقة”، وكذا بدور جلالته في الحوار بين الديانات، حيث أوضح البيان الاجتماع بين وزيرة العلاقات الخارجية بجمهورية السلفادور، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أن حكومة السلفادور تشيد بـ “الجهود المبذولة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل ضمان استقرار وأمن المنطقة”.
وأضاف البيان أن السلفادور حرصية أيضا على “التنويه بالدور الهام لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، لاسيما الجهود المبذولة من أجل الحوار بين الديانات، التسامح وقيم السلام”، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها قداسة البابا فرانسيس يومي 30 و31 مارس 2019 للمغرب، ومختلف رسائل السلام التي بعثها الحبر الأعظم خلال أنشطة رسمية، تشكل “دليلا آخر على روح الانفتاح والتسامح بالمغرب”.
و عبر بوريطة، باسم المملكة المغربية، عن “تهانئه الحارة على الشفافية والمسؤولية التي طبعت الانتخابات العامة بالسلفادور، والتي مكنت من انتخاب فخامة السيد نجيب بوكيلي رئيسا للجمهورية، مسلطا الضوء على أوجه التقدم المهمة المحرزة من طرف الحكومة الجديدة لجمهورية السلفادور، قصد ضمان الأمن، الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي للبلاد”.
وأوضح البيان أن الوزيرين أكدا على أهمية “تطوير العلاقات القطاعية للتعاون” بين المملكة المغربية وجمهورية السلفادور، مشيرا إلى التزام الجانبين بتنسيق جهودهما في هذا الاتجاه.
و قرر المغرب منح السلفادور “دعما تقنيا وماليا من أجل تطوير تعاون قطاعي يغطي العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك”، والمشار إليها في رسالة النوايا من أجل التعاون الرباعي بين جمهورية السلفادور والمملكة المغربية، و يتعلق الأمر بالمشاورات السياسية، والدبلوماسية، والتكوين، والتعليم العالي، والشباب، والتعاون التقني (التكوين المهني، الفلاحة، الصحة، الماء والكهرباء، الطاقات المتجددة، دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، والسياحة والصناعة التقليدية)، والتنمية البشرية والتعاون في مجال الأمن، ودعم مشاريع التنمية وتبادل الزيارات.
و أكد الطرفان على أن الدبلوماسية الثقافية تشكل ركيزة مهمة للعلاقات بين الشعبين، وأبرزا أهمية التعاون في هذا المجال، وكذا التزام البلدين بالنهوض بها بشكل أكبر من أجل التقارب بين الشعبين، و عبرت هيل تينوكو و ناصر بوريطة عن التزامهما بتوسيع تعاونهما في إطار التعاون جنوب- جنوب، وذلك “على أساس معطى كون المغرب يشكل جسرا طبيعيا بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي الإفريقي، وكون جمهورية السلفادور تمثل بوابة ومنصة نحو أمريكا الوسطى”.
وسجل البيان المشترك أن اللقاء بين اهيل تينوكو و بوريطة يندرج في إطار حوار سياسي تطبعه رغبة السلطات بكلا البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية وإعطاء دفعة قوية للتعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وذلك وفقا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس الداعية إلى إرساء تعاون جنوب- جنوب فعال.
و أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، أول أمس الخميس، على أن المغرب والسلفادور فتحا صفحة جديدة في علاقاتهما الثنائية ستتم ترجمتها بفتح سفارة لهذا البلد بالرباط وإطلاق مشاريع عملية عبر تعاون فعلي لفائدة البلدين والشعبين.
وذكر بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزيرة العلاقات الدولية للسلفادور، ألكسندرا هيل تينوكو، التي قامت بزيارة رسمية للمملكة، بأن السلفادور كانت قد أعلنت عن موقفها من قضية الصحراء المغربية أثناء زيارته إلى هذا البلد في شهر يونيو الماضي بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وحظي خلالها باستقبال من قبل رئيس السلفادور نجيب بوكيلي، وهو ما أرسى أسس صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأوضح الوزير، الذي أعرب عن شكر المملكة وتقديرها لمواقف السلفادور الثابتة من قضايا المغرب، وخصوصا قضية الصحراء المغربية، أن زيارة المسؤولة السلفادورية تندرج في إطار هذه الدينامية الجديدة، مشيرا إلى أن المباحثات بين الجانبين تناولت تطوير العلاقات الثنائية، وتم خلالها الاتفاق على مجموعة من النقط، تهم على الخصوص، فتح سفارة للسلفادور بالرباط مطلع السنة المقبلة.
ووقع الجانبان بهذه المناسبة على إطار للتعاون التقني والاقتصادي في مجموعة من المجالات تشمل السياحة والتعاون الاقتصادي والتعاون في المجال الفلاحي وفي مجال تكوين الأطر. كما اتفق الطرفان على تطوير علاقات التشاور السياسي في كل القضايا العربية والإفريقية والقضايا التي تهم المنظمات الدولية والإقليمية.
ولفت بوريطة إلى أن بعثة تقنية من السلفادور ستزور المملكة في بداية السنة المقبلة لمناقشة تفاصيل المشاريع التي سيتم إطلاقها، والتهييئ لفتح سفارة السلفادور بالرباط، كما أعرب الوزير عن تقدير المملكة لكل ما يقوم بها رئيس السلفادور من إصلاحات تهم محاربة الجريمة المنظمة والرشوة والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، واستعداد المغرب لمصاحبة هذه الجهود ودعمها.
السلفادور تصف الحكم الذاتي بـ”بالحل الواقعي” للصحراء المغربية
