Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

السنة الأمازيغية 2974.. زخم احتفالي كبير ومطالب بزيادة الإنصاف


صاحبت ذكرى السنة الأمازيغية الجديدة هذا العام أجواء احتفالية خاصة، حيث احتفل المغاربة، يوم الأحد 14 يناير لأول مرة برأس السنة الأمازيغية وهم في عطلة رسمية مؤدى عنها.

ورحب العديد من المراقبين بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي أصدر توجيهاته السامية إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي، وإقرار هذا اليوم كعطلة وطنية رسمية.


وكان الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في المغرب يقتصر على فعّاليات في مدن محددة فضلاً عن الاحتفالات العائلية، بينما استقبل المغاربة رأس السنة الأمازيغية 2974 بنكهة رسمية واحتفالات في جل المدن المغربية.

قرار ملكي حكيم

تقرر اعتماد 14 يناير عطلة رسمية في المغرب بعدما أعلن جلالة الملك محمد السادس في ماي 2023 عبر بلاغ للديوان الملكي، أن رأس السنة الأمازيغية أصبحت عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، داعيا الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي.


وجاء في بلاغ الديوان الملكي، أن إقرار السنة الأمازيغية كيوم عطلة رسمية يأتي “تجسيدا للعناية الكريمة، التي ما فتئ يوليها جلالته، حفظه الله، للأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء، كما يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية”.


ومباشرة بعد القرار الملكي، صادقت الحكومة على مشروعي مرسومين، يتعلق الأول بالمرسوم رقم 2.23.1000 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.04.426 بتاريخ 16 من ذي القعدة 1425 (29 ديسمبر 2004) بتحديد لائحة أيام الأعياد المؤداة عنها الأجور في المقاولات الصناعية والتجارية والمهن الحرة والاستغلالات الفلاحية والغابوية، ويتعلق الثاني بمشروع المرسوم رقم 2.23.688 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2.77.169 بتاريخ 9 ربيع الأول 1397 (28 فبراير 1977) بتحديد لائحة أيام الأعياد المسموح فيها بالعطلة في الإدارات العمومية والمؤسسات العمومية والمصالح ذات الامتياز.


ندوات فكرية


نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، يوما دراسيا حول موضوع “السنة الأمازيغية الجذور التاريخية والممارسات الاحتفالية “، وقارب هذا اليوم الدراسي، المنظم من قبل مركز الدراسات التاريخية والبيئية التابع للمعهد، موضوع الاحتفاء بهذه “السنة الفلاحية” الضاربة في عمق التاريخ والوقوف عند أبرز التقاليد، وكذا التحولات التي طرأت على هذا الاحتفاء التاريخي.

وقال الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الحسين المجاهد، لــ “أشطاري 24″، إن الاحتفاء هذه السنة يعد يوما تاريخيا يصادف، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بإقرار السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها .

وأضاف المجاهد أنه إلى جانب الاحتفاء الشعبي والاجتماعي، هناك الجانب الأكاديمي والذي يوليه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أهمية بالغة ولاسيما انجاز دراسات في مجال الحقول ذات الصلة بهذه المناسبة من قبيل الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والاجتماعية والأدبية .

واستدعى المعهد ثلة من الباحثين من مختلف الجهات والمؤسسات الأكاديمية ليقدموا جانبا مشرقا من البحث الأكاديمي المتعلق بموضوع الثقافة الأمازيغية.

وتوزع برنامج هذا اليوم الدراسي على جلستين علميتين، حيث قاربت الأولى مواضيع الجذور التاريخية للتقويم الزمني الأمازيغي، في حين تمحورت الجلسة الثانية حول دلالات وطقوس السنة الأمازيغية، و حضور المرأة في الاحتفال بالسنة الأمازيغية.

 

زخم احتفالي كبير


سجلت جل مدن المملكة، زخم احتفالي كبير برأس السنة الأمازيغية أو ليلة “إيض ناير”، بداية من الشمال والريف مرورا بمناطق الأطلس الكبير، وصولا إلى الجنوب.


بدورها استقبلت العاصمة الرباط السنة الأمازيغية بأنشطة ثقافية وفنية ضخمة طيلة نهاية الأسبوع الماضي، اختتمت بسهرة فنية كبرى بمسرح محمد الخامس.


وعرف الحفل حضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزراء إلى جانب العديد من السفراء وشخصيات بارزة، ونشط السهرة فنانين من مختلف المناطق والجهات، كما عرف الحفل تكريم الفنان الراحل، محمد رويشة.


وقال محمد مهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل لــ “أشطاري 24″، إن هذا الاحتفال جاء بعد إقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله السنة الأمازيغية عطلة رسمية.


وأضاف بنسعيد، أن وزارة الثقافة والتواصل منخرطة بقوة لتثمين والتعريف بالثقافة الأمازيغية، وتقوية حضور الفنانين الأمازيغ على الصعيد الوطني، مبرزا أن الوزارة تعمل على تحسين وضعية الفنانين الأمازيغ.

 

 

احتفال خارج الحدود


لم يقتصر الزخم الاحتفالي داخل المغرب فقط، بل انتقل خارج الحدود، حيث تم تنظيم العديد من السهرات الفنية والفقرات الاحتفالية في العديد من عواصم العالم.


وفي هذا الصدد، احتفت المدرسة المغربية بكولومب بجهة باريس، يوم السبت، بالسنة الأمازيغية الجديدة، في أجواء مفعمة بالمودة والفرح، وشكل هذا الاحتفال، الذي نظمته القنصلية المغربية بكولومب، بالتعاون مع جمعية أولياء أمور المدرسة المغربية بكولومب، مناسبة لتسليط الضوء على الثقافة والتقاليد الأمازيغية، وقدم لتلاميذ المدرسة وأولياء أمورهم تجربة ثقافية أمازيغية غامرة مطبوعة بروح الفخر بالانتماء إلى أمة ضاربة في التاريخ وحضارة تمتد لآلاف السنين.


إلى جانب فرنسا، احتضن مسرح لاهاي بهولندا سهرة فنية ضحمة عرفت مشاركة ألمع نجوم الفن الأمازيغي، على رأسهم فرقة أحواش، إلى جانب الفنانة المغربية وفاء مراس، وآخرون.


وفي هذا السياق، قالت الفنانة المغربية وفاء مراس لــ “أشطاري 24″، إن الجالية المغربية بالخارج حجت بقوة لمتابعة فقرات السهرة الفنية، حيث امتلأت جنبات المسرح عن أخره.


وأضافت الفنانة، أن الاحتفال هذا العام حمل طابعا خاصا، بعد إضفاء الطابع الرسمي على السنة الأمازيغية، مبرزة أن الجالية المغربية رحبت بقوة بهذا القرار.


وأكدت مراس، أن السهرة الفنية حافظت على الطابع الأمازيغي الخالص، وتم الاحتفال بتقاليد جميع المناطق الأمازيغية المغربية.

مطالب بزيادة الإنصاف

كل سنة، توجه الحركة الأمازيغية والجمعيات حقوقية مطالب إلى الحكومة لإنصاف اللغة الأمازيغية اعتماداً على دستور عام 2011، الذي جعل الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.

وفي هذا الصدد، قال أحمد عصيد، إن هناك تعثرا كبيرا في تنزيل ورش الأمازيغية، مبرزا أن الحكومات تتعاقب منذ دستور 2011 دون أن تنهض بهذا الورش الدستوري الهام.

وأضاف عصيد في تصريح لــ “أشطاري 24” أن اعتماد اللغة الأمازيغية في المدارس العمومية انطلق سنة 2003، وبعد مرور 20 سنة وصل رقم تعميم اللغة الأمازيغية فقط نسبة 9 في المائة في التعليم الابتدائي.

وشدد عصيد، أنه إلى حدود السنة الحالية لا زالت هناك العديد من القنوات والإذاعات المغربية لا تنفذ دفاتر التحملات بخصوص تنزيل اللغة الأمازيغية.

ودعا الباحث أحمد عصيد الحكومة الحالية إلى ضرورة الاشتغال بجدية لتزيل ورش اللغة الأمازيغية على أرض الواقع.

بدوره، شدد محمد أوزين الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، في تصريح لــ “أشطاري 24″، أنه لا يمكن اختزال السنة الأمازيغية في يوم للاحتفال فقط، بل يجب على الحكومة أن تحافظ على هذا الموروث الثقافي العريق، وتنزيل هذا الورش الهام وإضفاء جانب تنموي عليه.

وسبق أن أعلن عزير أخنوش أن حكومته ستعمل على رفع وتيرة تنزيل خريطة الطريق التي أعدتها بخصوص تكريس الطابع الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية، وتتضمن خريطة الطريق 25 إجراءً، تشمل إدماج اللغة الأمازيغية في الإدارات والخدمات العمومية، وفي وزارات التعليم والصحة والعدل، والإعلام السمعي البصري.

 

 

جذور التسمية

تتباين تسميات رأس السنة الأمازيغية في المغرب من منطقة إلى أخرى، ما بين “إيض يناير”، و”إيض سكاس”، و”حاكوزة”، وهذا هو العام 2974 بالتقويم الأمازيغي، وهو يتجاوز التقويم الغريغوري (الميلادي) بـ 950 عاماً.

وينقسم المؤرخون حول أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، الأول يربطه بالاحتفال بالأرض والزراعة، لذا يحكون عن “السنة الفلاحية”، في حين يعيده الفريق الآخر إلى إحياء ذكرى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني.

 

 

Exit mobile version