Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

السينغال على موعد مع حدث “ديني” كبير

تحتفل الطريقة المريدية، اليوم الإثنين ب”مغال توبا الكبير”، وهو تجمع ديني ضخم يجمع كل سنة أتباع الطريقة المريدية في السنغال وحول العالم في مدينة توبا الدينية (وسط البلاد)، وذلك تخليدا لذكرى نفي الشيخ أحمدو بامبا ، مؤسس الطريقة المريدية (1895).
ويأتي الاحتفال بالمغال الأكبر (مصطلح بلغة الولوف ويعني التكريم والاحتفال) من طرف الطريقة المريدية ، في مدينة توبا المقدسة، استجابة للدعوة التي أطلقها الشيخ أحمدو بامبا (1853-1927).
ويأتي مئات الآلاف من المريدين السنغاليين، أتباع الطريقة من جميع مناطق البلاد وبقاع العالم، كل 18 صفر (تاريخ ذهاب الشيخ إلى المنفى)، للاحتفال في جو من الطمأنينة والسكينة بهذا الحدث العزيز على السنغاليين.
وبالنسبة لأتباع الطريقة المريدية، فإن الاحتفال بالمغال، الذي أضحى حدثا مركزيا في الحياة الدينية في السنغال، يعكس استكمال رسالة وتجديد الانتماء إلى جماعة الشيخ أحمدو بامبا، وترجمة قيم التضامن والمساعدة ومحبة الله التي دعا إليها مؤسس الطريقة المريدية.
وإحياء ذكرى هذا الحدث الديني له صدى في كافة مناطق السنغال، خاصة في العاصمة داكار منذ بداية شهر صفر من العام الهجري، من خلال عقد تجمعات في الشوارع، في جو من الروحانية والحماس، لترديد آيات من القرآن الكريم وكذا أشعار الشيخ .
ولهذا الحدث الديني الكبير أيضا بعد اقتصادي واجتماعي، حيث تتحول مدينة توبا، لبضعة أيام، إلى مركز للمبادلات التجارية في السنغال، سارقة الأضواء من العاصمة دكار، التي يهجرها الباعة المتجولون، خلال هذه المناسبة، نحو المدينة المقدسة.
وخلال المغال، تكون مدينة توبا ومحيط مسجد- ضريح مؤسس الطريقة المريدية، على وجه الخصوص، ممتلئا بالتجار والبائعين المتجولين، الذين يتوافدون من مناطق مختلفة من السنغال، وكذا من بلدان مجاورة على غرار غينيا وغامبيا وموريتانيا.
وحسب المتحدث باسم الخليفة العام للمريدين ورئيس اللجنة المنظمة، سيرين بشيرو عبدو خضر، فإن المغال الأكبر هو “رمز الانتصار الروحي لخادم الرسول (خادم النبي) على مخالفيه ” ولكنه أيضا “مصدر فوائد جمة للشعب السنغالي”.
وبخصوص الدورة الحالية (129) من هذا الحدث، أشار المتحدث باسم الخليفة العام للمريدين إلى أنها ستتميز كالعادة بتنظيم العديد من الأنشطة المتعلقة بهذا الملتقى الديني.
وفي هذا السياق، دعا المريدين وغيرهم من الوافدين إلى الالتزام، أثناء الاحتفال بهذا اليوم، بتوصيات مؤسس الطريقة المريدية.
من ناحية أخرى، اتخذت السلطات السنغالية مجموعة من التدابير ليمر المغال الأكبر لتوبا في أحسن الظروف الممكنة.
وفيما يتعلق بالجانب الأمني ، فقد عبأت الشرطة الوطنية 4106 عنصرا ، فضلا عن موارد لوجستية مهمة، وذلك من أجل ضمان سلامة الأشخاص والممتلكات خلال هذا الحدث
وكان مدير الأمن العمومي في السنغال، ابراهيما ديوب ، قد صرح السبت الماضي، بأنه ” ارتباطا بالمغال الأكبر، فقد تمت تعبئة طاقم مكون من 4106 عنصر أمن وموارد لوجستية كبيرة لتغطية بلديات توبا ومباكي وديوربيل وبامبي، أي بزيادة قدرها 352 عنصرا إضافيا، مقارنة بالعام الماضي”.
كما أعادت السلطات السنغالية تشغيل خط قطار داخلي لنقل الموردين في طريقهم إلى المغال الأكبر لتوبا، في وسط البلاد يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد خمس سنوات من التوقف .
وسيتم نقل حوالي 10000 راكب بالقطار خلال احتفالات المغال الأكبر، حسبما كشف عنه المدير العام للشركة الوطنية للقطارات بالسنغال (GTS SA)، سامبا ندياي.
والسنغال بلد معروف بتسامحه الديني، إذ يبلغ عدد المسلمين فيه أكثر من 90 بالمئة، معظمهم ينتمون إلى الإسلام الصوفي، ممثلا بعدة طرق من أبرزها الطريقة المريدية.
ويعتبر المغال أكبر حدث ديني في القارة. ويجسد هذا الحدث التبجيل العميق والتكريم الذي يكنه المريدون لمؤسس الطريقة، أحمدو بامبا مباكي، واسمه الحقيقي أحمد بن محمد بن حبيب الله.

Exit mobile version