Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الصراع العالمي على اللقاحات “يُربك” التلقيح بالمغرب

تتجه حملات التلقيح الوطنية ضد فيروس “كورونا” الى التأثر بطبيعة الصراعات و المنافسة الدولية على اللقاحات، حيث إرتفعت أصوات خبراء مغاربة لتغيير إستراتيجية المغرب في حملات التلقيح بالتزامن مع التغييرات العالمية في الصراع على الإستحواذ على اللقاحات، بعدما أعلن معهد سيروم الهندي للمصل واللقاح ، أنه أخطر كلا من السعودية والمغرب والبرازيل بأن الإمدادات القادمة من لقاح “أسترا زينيكا ” المضاد لمرض كوفيد-19 ستتأخر بسبب ارتفاع الطلب المحلي في الوقت الذي يعمل فيه المعهد على زيادة الطاقة الإنتاجية.

وأكدت وكالة “رويترز”، أن الكشف عن التأخير الجديد في شحنات اللقاح ، جاء بعد أيام من إعلان بريطانيا أنها ستبطئ وتيرة برنامج التطعيم الشهر المقبل لأن من المرجح أن يسلم معهد سيروم الإمدادات في مواعيد أبعد من المتوقع، حيث كان معهد سيروم قام بتوريد نصف الكمية التي طلبتها بريطانيا مؤخرا وتبلغ عشرة ملايين جرعة، وتقول وزارة الخارجية الهندية إن البرازيل تسلمت أربعة ملايين جرعة من المعهد والسعودية ثلاثة ملايين جرعة والمغرب سبعة ملايين جرعة. وكانت الدول الثلاث قد طلبت 20 مليون جرعة.

من جهته اعتبر الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أنه ينبغي التفكير في إمكانية التباعد بين جرعتي لقاح أسترازينيكا – أكسفورد بمقدار ثلاثة أشهر بدلا من مدة أربعة أسابيع الموصى بها حالي ا، من أجل تطعيم وحماية المزيد من الأشخاص.

وفي تحليل بعنوان “مشاكل إمدادات اللقاحات: تحديات وحلول بديلة”، دعا هذا الباحث إلى تطعيم الأشخاص المصابين سابقا بجرعة واحدة من 3 إلى 6 أشهر بعد الإصابة، “لأن هذه الجرعة ستقوم بدور التذكير المناعي وتقوي المناعة التي أنتجتها الإصابة المرضية السابقة، ما سيسمح بتلقيح أشخاص آخرين من ذوي الأولوية”.

وواصل حمضي أن هذا التوجه سيساعد في تطعيم وحماية المزيد من السكان، في فترات أقصر، من خلال إعادة توزيع الجرعات التي تم توفيرها لاستخدامها للتطعيم على نطاق أوسع، مؤكدا أنه لمواجهة مشاكل إمدادات اللقاحات، سيكون على جميع البلدان البحث عن حلول بديلة لمواجهة مخاطر الجائحة في انتظار المناعة الجماعية، وقال إن المغرب وبفضل حملة لقاح ناجحة وساكنة شابة، سيتمكن من تحقيق أهداف حماية الفئات السكانية الهشة بسرعة أكبر وتفادي خطر التدهور السريع والعام للوضع الوبائي بسبب السلالات الجديدة وإحساس الساكنة بالإنهاك.

واعتبر أن هذه البدائل ستكون ممكنة بالنظر لما أثبتته الدراسات من كون لقاح أسترازينيكا -أوكسفورد فعالا بدرجة عالية منذ الجرعة الأولى، وهي فعالية تزيد مع مباعدة الجرعتين لثلاثة أشهر.

وأوضح أن دراسات أخرى تؤكد أن الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بفيروس “كوفيد-19” ينتجون، بعد الحقنة الأولى، كميات من الأجسام المضادة من 10 إلى 45 مرة أكثر من الأشخاص الذين لم يصابوا بالفيروس بعد تلقيهم الحقنة الأولى، ما ينعش أمل الباحثين في الوصول إلى جرعة واحدة من لقاح الريبوزوم المرسال ولقاحات الناقلات الفيروسية.

في الاتجاه ذاته، وبهدف الوصول سريعا إلى المناعة الجماعية وتخفيض معدل تكاثر الفيروس، يؤكد الدكتور حمضي على أهمية احترام الإجراءات الوقائية والاحترازية، ويضيف “كلما احترمنا الإجراءات الحاجزية والترابية، قللنا من سرعة انتشار الوباء، واقتربنا من تحقيق مناعة جماعية واستعادة الحياة الطبيعية، مع الاستمرار بعد ذلك في تطعيم بقية السكان لتعزيز مناعتنا الفردية والجماعية”.

من جهة أخرى، استعرض الخبير إنجازات المغرب في حملته الناجحة للتلقيح، إذ تمكن من حماية المهنيين في الصفوف الأمامية والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة بغض النظر عن السن.

واعتبر أنه “بفضل ديمغرافيتنا التي تتميز بشبابها، سيتم تحقيق أهداف حماية الفئات السكانية الهشة بسرعة أكبر في المغرب منها في الدول الغربية”، محذرا من مخاطر تعقد الوضع الوبائي وظهور سلالات جديدة وإنهاك الساكنة والاقتصاد.

و هددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، بوقف تصدير لقاحات “أسترازينيكا” إذا لم يتلق الاتحاد الأوروبي شحناته أولا، في تصعيد جديد للخلاف بشأن تأخر عمليات تسليم اللقاحات، وقالت فون دير لايين في تصريحات صحفية، “لدينا إمكانية حظر التصدير المقرر. هذه هي الرسالة الموجهة إلى أسترازينيكا: نفذوا عقدكم مع أوروبا أولا قبل البدء بتسليم اللقاحات إلى دول أخرى”، ويأتي تحذير فون دير لايين بينما تبذل دول الاتحاد الأوروبي جهودا حثيثة لتسريع حملتها ويواجه بعضها موجة ثالثة من انتشار فيروس كورونا وتجديد فرض قيود على الحياة العامة، وقالت إن شركة الأدوية البريطانية السويدية العملاقة “أسترازينيكا” لم تسلم سوى ثلاثين بالمئة من تسعين مليون جرعة لقاح كانت قد وعدت بها في الربع الأول من العام الجاري.

وكانت هذه المجموعة تحدثت عن تأخير في الإنتاج في مصانعها في الاتحاد الأوروبي. لكن المسؤولين الأوروبيين غاضبون من أنها تمكنت من تنفيذ عقدها في بريطانيا وبقيت مقصّرة في القارة، وقد هددت رئيسة المفوضية الأوروبية الأربعاء الماضي باللجوء إلى صلاحيات الطوارئ لوقف الصادرات الأوروبية من لقاحات كوفيد-19 لضمان “المعاملة بالمثل” مع الموردين الآخرين.

ويتركز الجزء الأكبر من مخاوف الأوروبيين على بريطانيا حيث تقدمت حملة التلقيح بوتيرة أسرع بكثير، واتهمت المفوضية لندن بفرض حظر فعلي على التصدير لضمان نجاح حملتها للتطعيم لكن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون نفت ذلك بشدة، وكانت علاقة الاتحاد الأوروبي المضطربة أساسا مع شركة أسترازينيكا قد واجهت ضربة أخرى في وقت سابق من هذا الشهر عندما علقت دول عدة استخدام لقاحها بسبب مخاوف من أنها قد تسبب جلطات دموية.

Exit mobile version