Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الصريح الحكومي لأخنوش…برنامج انتخابي أم مصالح الشركات؟

قريبا سيتم الإعلان عن الحكومة، ولا يهمنا في هذا السياق من سيتولى المناصب، لأننا نعرف أن كثيرا من الوجوه تأتي ترضية، وإن كان المطلوب هو اقتراح كفاءات حتى لو كانت غير محزبة باسم الأحزاب السياسية وهذا يحدث في كل بلاد الدنيا، ولا يهمنا من هو الحزب الذي سيفوز بهذه الحقيبة أو تلك، والأحزاب تعتبر “توزيع الحقائب” معركة حقيقية، وهي معركة أقوى من معركة تشكيل التحالف الحكومي، ولكن يهمنا التصريح الحكومي، الذي ستتقدم به الحكومة إلى البرلمان قصد نيل “التنصيب” كما ينص على ذلك الدستور.
المفروض أن يشكل التصريح الحكومي الحد الأدنى من توافق الأحزاب السياسية المشكلة للتحالف الحكومي، وعندما تكون الأغلبية مكونة من أحزاب كثيرة يصعب بشكل كبير تحقيق أهدافها وتضمين برامجها في التصريح الحكومي، لكن اليوم نحن أمام تحالف حكومي مكون فقط من ثلاثة أحزاب متقاربة في رؤاها، بل تلتقي في كثير من عناوين برامجها التي تقدمت بها إلى الانتخابات.
في الغالب يتم التخلص من البرامج الانتخابية في أول “دورة” ويتم رميها في صناديق القمامة أو حتى إحراقها، بينما يتقدم القائمون على الحكومة بتصريح حكومي، أي برنامج “التنصيب” لا علاقة له بتاتا بما تقدموا به خلال الانتخابات. وهذا كان واضحا مع البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية الذي تضمن عشرات الإجراءات، لكن في التصريح الحكومي وجدنا شيئا آخر غريبا لا علاقة بالتعاقد مع الناخبين.
كان الحزب الذي يقود الحكومة سابقا يتحجج بكثرة المكونات المشكلة للحكومة وتناقضها أحيانا، لكن اليوم نحن أمام ترويكا متقاربة، قد تكون مختلفة في التوجهات، لكن متقاربة في البرامج، ولهذا لا مبرر للتخلي عن برامجها الانتخابية.
لقد اتفقت الأحزاب الثلاثة في برامجها الانتخابية، أو توافقت دون تنسيق، على كثير من الأمور ذات الطابع الاجتماعي، واتفقت على حل مشكل الأساتذة أطر الأكاديميات، الذين يطلق عليهم المتعاقدون أو يطلقون على أنفسهم الذين فرض عليهم التعاقد، فهل سيوفون بوعودهم؟ وكيف سيتصرفون في ظل ميزانية مأزومة متأثرة بجائحة كورونا؟ من أين ستأتي الحكومة بالموارد المالية اللازمة لتحقيق هذا الغرض؟
وتضمنت برامج الأحزاب المذكورة العديد من القضايا ذات الطابع الاجتماعي، وحتى لا يستشكل علينا أحد بأن الأمر يتعلق بتحالف حزبي نقول إننا نطلب فقط العمل بما تم التوافق عليه بين هذه الأحزاب، أي ما كان مشتركا في برامجها، أي الأمور التي لا خلاف حولها.
لكن المتوقع هو أن البرامج الانتخابية لن تكون لها قيمة، باعتبار أن الترويكة وكما أسميناها في وقت سابق هي “تجمع المصالح الكبرى”، وبالتالي سنكون أمام برامج لا قبل للناخب بها، وسيفاجأ الجميع بأن البرامج الانتخابية وكلام الزعماء لم يكن سوى “الطعم” المقدم للناخب، الذي كان في حالة هيجان وانتقام ضد الحزب الذي قاد الحكومة السابقة.
نتمنى أن يكون تخمينا غير صحيح ويتم تغليب البرامج على طموحات “تجمع المصالح الكبرى”.

Exit mobile version