تسارعت الأحداث في العلاقات بين المغرب والمحور الأوروبي، فهي تشتد وترتخي مع بعض الدول، لكن مع فرنسا هناك حذر كبير، فهذه الأخيرة مرتهنة للثروات الجزائرية، التي تستغلها بأبخس الأثمنة، فرغم أن فرنسا تشدد اللهجة أحيانا تجاه الجنرالات إلا أنها تعود لمرحلة البداية، حيث كانت العلاقات بينهما وصلت حد القطيعة بعد تصريحات الرئيس الفرنسي التي قال فيها “إن الجزائر يوم دخلناها لم تكن دولة”، وبدأت العلاقات تعود لسابق عهدها بعد زيارة وزير خارجية فرنسا للجزائر، بمعنى استعمال العصا والجزرة في العلاقة مع هذا البلد.
هذه الطريقة لم تعد تجد نفعا مع المغرب، الذي اتخذ قرار سيادته بيده، ولهذا لم تجد فرنسا بعد أشكال من التشويش والحصار الظالم، سوى الإعلام كواجهة لممارسة المغالطة تجاه المغرب، وما زالت المناورات مستمرة بعد أن قامت بإهداء “إدارة الإسلام الفرنسي” على طابق من ذهب للجزائر، مع العلم أن الطريقة المغربية في تدبير الشأن الديني تتميز بالعقلانية والوسطية.
لهذا نفهم لماذا كل هذا الاهتمام الإعلامي الفرنسي بالمغرب، وكمثال على ذلك جريدة لوموند، التي تزعم أنها صحيفة دولية تتميز بالموضوعية، لكن عندما يتعلق الأمر بالمغرب لا يتخلف خطابها عن خطاب خصومه.
ولقد حضر المغرب بشكل كبير على صفحاتها، فخلال 11 شهر من فاتح يناير إلى متم يونيو من السنة الجارية نشرت الصحيفة المذكورة 232 مقالا في صيغتها الرقمية، أي بحضور شبه يومي تقريبا، فعدد المقالات المنشورة على صفحات هذه الجريدة المتعلقة بالمغرب تراوحت بين مقالين و19 مقالا في الأسبوع، أي ما بين 14 و37 في الشهر، ما يعني ما بين 36 و87 في كل ثلاثة أشهر، أي 54 مقالا في الثلث الأول من السنة و55 مقالا في الثلث الثاني و87 مقالا في الثلث الثالث و36 مقالا في الشهرين الباقيين.
وعندما تفجرت قضية بيغاسوس، برنامج التجسس الإسرائيلي، تبين أن الصحافة الفرنسية كانت الأنشط ووجهت اتهامات مباشرة للمغرب، وانكشفت القضية لما تم ربطها بالتآمر مع الجزائر، حيث نشرت الصحافة الفرنسية 1100 مقالا والإسبانية 238 مقالا والإيطالية 198 مقالا والألمانية 91 والبريطانية 78 مقالا، بينما باقي الدول الأوروبية لم تهتم أصلا بالموضوع.
العداء الفرنسي لبلادنا ينعكس في صحيفة لوموند
