Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

العدالة والتنمية يدافع عن “منجزات” وهمية للحكومة

إلى عهد قريب كان حزب العدالة والتنمية يتهرب من الدفاع عن حكومة سعد الدين العثماني، ويتبنى خطابا شبه معارض لقراراتها، خصوصا تلك القرارات الصادرة عن وزراء غير منتمين للحزب الإسلامي، وكان يعتبر وزارات “السيادة” ضمن معارضته، حتى كنا دائما ننبه إلى أن هذا الحزب يريد التهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقه باعتباره الحزب الذي يقود الحكومة منذ حوالي عشر سنوات، وبالتالي عليه تحمل المسؤولية، لأنه لا يمكن الاستفادة من غلال الحكومة ورمي القشور للشعب ثم الهروب وسط ضجيج النقد.
لكنه اليوم عاد ليمدح الحكومة حتى لو وقع في تناقض صارخ، إذ عبرت الأمانة العامة للحزب، في بلاغ لها عقب اجتماعها الشهري، عن “اعتزازها بالأداء الحكومي في ظل ظروف اقتصادية استثنائية خاصة”، كما أكدت “انشغالها بالتطورات المقلقة للوضعية الوبائية المتمثلة في التزايد المتواصل في عدد الإصابات اليومية وعدد الحالات الحرجة والوفيات”.
كيف تكون الحكومة جادة في عملها وصاحبة أداء جيد، ثم تكون النتيجة صفرًا؟ يقال إن المجهود لا يبرر المضمون، يعني في حالة القيام بمجهود جبار لكن كانت النتائج سلبية أو ضعيفة فإن هذا العمل لا يحتسب، لكن ما بالنا بحكومة لا نرى لها أي مجهود على أرض الواقع؟ حكومة لم تقم بأي دور يذكر في التصدي للجائحة لا يمكن الاعتزاز بمجهودها.
لقد فشلت الحكومة بشكل مطلق في تدبير جائحة كورونا، وبينت عن قصور واضح، والذي نجح هو من تسميه الحكومة ويسميه حزب العدالة والتنمية “الدولة العميقة” وكان يسميه بنكيران العفاريت والتماسيح، وهي كناية على الجزء الذي لم يستطع الحزب الهيمنة عليه، وهكذا رأينا أن هذا الجزء هو الذي قام بواجبه، سواء تعلق الأمر بالسلطات العمومية أو بالأمن الوطني أو الدرك الملكي أو الجيش، لأنه الجزء من الدولة الذي يعمل لأجل الوطن لا من أجل الانتخابات.
فالحكومة عجزت عن تدبير في المستوى للجائحة، وحملت المسؤولية الكاملة للشعب، وطبعا هناك جزء من المسؤولية تتحمله فئة من المواطنين لا تلتزم بقواعد الطوارئ الصحية، لكن المسؤولية الكبيرة تتحملها الحكومة، التي لم توفر الظروف العامة للتطبيب والتمريض، بل لم تَعْتَنِ بجنود الوزرة البيضاء، ولم تكن هناك تحفيزات وأكثر من ذلك شملتهم بعض الاقتطاعات، وكيف يمكن لجيش أن يقاوم وأنت تعرقل عمله؟
تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة في انهيار المنظومة الطبية، التي لم يبق صامدا منها سوى الأطباء والممرضين، الذين رغم معاناتهم مع قرارات الحكومة ما زالوا مصرين على أداء واجبهم لكن الجو العام لا يساعدهم على ذلك.
عود على بدء: لماذا الحزب الإسلامي أصبح في الآونة الأخيرة يدافع عن حكومته، وكأنه تفكر في الأخير أنه يقود حكومة مكونة من مجموعة أحزاب؟ لم يعد يقبل أحد خطاب المعارضة الذي يمارسه العدالة والتنمية، لهذا غير من لهجته حتى يدافع عن منجزات وهمية للحكومة علها تنفعه في الحملة الانتخابية.

Exit mobile version