Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

العقيدة الأشعرية.. نهج فكري يعكس اعتدال الدين الإسلامي وسماحته

أكد ثلة من الأكاديميين والأساتذة الباحثين، أمس السبت بفاس، أن العقيدة الأشعرية تعد نهجا فكريا وصياغة عقدية جامعة تعكس اعتدال الدين الإسلامي وسماحته.

وأوضح المشاركون في جلسة تحت عنوان “العقيدة الأشعرية”، أن الثوابت الدينية المغربية أسست للتدين المعتدل النافي لكل أشكال الغلو والتشدد، مشيرين إلى أن العقيدة الأشعرية تحظى بمكانة المصدر والمرجع ضمن نسق الثوابت، وتشكل صمام أمان للمغرب وصلة وصل بين المملكة وعمقها الإفريقي.

وأبرزوا ، خلال هاته الجلسة التي تندرج في إطار أشغال الندوة الدولية حول “قول العلماء في الثوابت الدينية المغربية”، وينظمها موقع الثوابت الدينية المغرية بتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على مدى يومين، أن التوافق والتكامل الحاصل بين الثابتين المذهبي والعقدي بالمغرب ينعكسان بالخصوص على الاستقرار الفكري والعقدي بالمملكة.

كما توقف المتحدثون عند جمع المذهب الأشعري بين النظر والاستدلال العقلي والالتزام السلوكي والعملي، مشيرين إلى أن هذا المنهج الذي تختص به العقيدة الأشعرية ينسحب على سائر الثوابت الأخرى في الفقه والتصوف بل وعلى سائر العلوم من التفسير والحديث والأصول، وغيرها.

وبعدما تناولوا إسهامات المتكلمين الأشاعرة في العلوم الدينية وفق اختيارات المذهب الموسعة والبعيدة عن منطق الخصومة والتقاطب الثنائي بين التيارات المختلفة، أبرزوا خلو السياق المغربي من الصراعات والنزاع الذي عرفه المشرق، مبينين أن الأشاعرة لم يجدوا إشكالا في الامتداد والتواصل مع ما جاء في الاختيارات المذهبية الأخرى في الفقه والسلوك بالخصوص.

وأرجعوا هذا المكسب إلى كون الاختيارات المذهبية عند الأشاعرة تشترك في “جعل النص قرآنا وسنة منطلقها والحاكم بينها ومصدرها الملهم وليس مقولات التاريخ ولا المقولات المستعارة من الديانات والأمم الأخرى”.

وفي السياق ذاته، أكد الأساتذة الباحثون أن العقيدة الأشعرية أسهمت في حل إشكالات عويصة سادت في الأمة لمدة طويلة، وذكروا بالخصوص إشكالية إعمال العقل والنقل، وإشكالية الجبر والاختيار، إشكالية التكفير بالأعمال، وقضية الكلام، وتكفير المخالف، وغيرها.

من جهة أخرى، استحضر المساهمون في التظاهرة العلمية جهود مجموعة من العلماء المغاربة الرحالة في ترسيخ العقيدة الأشعرية ومبادئ التصوف المغربي السني في المشرق الإسلامي، خصوصا الطريقة الناصرية الشادلية التي انتسب إليها عدد وافر من علماء وفقها تلك البلاد.

وأجمع الأكاديميون أن العقيدة الأشعرية تمثل الطريق الأمثل لسلامة الفرد والمجتمع من الانحراف عن سواء السبيل

Exit mobile version