Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

العلاقات المغربية البريطانية قبل وبعد نزاع الصحراء المغربية 2/2

أهم المحطات التاريخية في قضية الوحدة الترابية من خلال العلاقات المغربية البريطانية
ومن اهم المحطات التاريخية لقضية الوحدة الترابية نجد انجلترا كانت ضمن الخليط الاستعماري للصحراء المغربية لكن الهيمنة كانت لإسبانيا المعتدي الاول في سلم المساس بسيادة المغرب ووحدته الترابية، حيث 1476م احتلت اسبانيا جزر الخالدات وانشأت برجا بمصب واي الشبيكة santa cruz de mar de quena، وفي سنة 1492 استرجعه المغاربة وفي سنة 1496 اعاد الاسبان بناءه وفي سنة 1517 استرجعه المغاربة وفس نفس السنة عاد اليه الاسبان وفي سنة 1524 طردوا منه وفي نفس السنة احتلوه وفي سنة 1527 استرجعه المغاربة بشكل نهائي.
و بالموازاة مع هذه الوضعية اعلنت البرتغال الحرب على اسبانيا لانها كانت تعتبر المغرب منطقة نفوذها وفرضت عليها تقديم تنازلات منصوص عليها في معاهدات.. من بينها معاهدة الكاصوبا . وفي سنة 4 دجنبر 1479 ومعاهدتطورديسياس 1494 ومعاهدة سيطري بتاريخ 15 دجنبر 1509 ، وعليه قال مؤرخ المملكة المغربية الاستاذ عبد الوهاب بن منصور ان البرج santa cruzمثل (مسمار جحا).
وبعد استرجاع البرج من طرف المغاربة ومرور 240 سنة على تحطيمه نزل بنفس المكان الانجليزي كلاص 1764 فطرده المغاربه وهو ما أثار فضول اسبانيا مرة أخرى وذلك بالتزامن مع وجود السفير أحمد الغزال سنة 1766 حيث طلب منه الملك كارلوس الثالث الاذن باعادة بناء برج santa cruzلكن السفير لم يوافق، وهو نفس الطلب الذي تقدم به السفير الاسباني في المغرب لدى السلطان محمد بن عبد الله خورخي خوان وقوبل طلبه بالرفض كذلك سنة 1767. حيث قام هذا السفير بتزوير ترجمة مضمون عبارة وردت في اتفاقية بين اسبانيا والمغرب .
ومن الصدف الغريبة انه في سنة 1880 ابرمت ابريطاتيا اتفاقية مع فرنسا حول بخيرة النيجر وشمال مالي، اتفقتا الدولتان على تخلي ابريطانيا لفرنسا عن هذه المناطق ومرور فرنسا عبر الصحراء المغربية شريطة احترام الوحدة الترابية للمغرب بما فيه للصحراء الشرقية والغربية للمغرب، مقابل تنازل فرنسا لابريطانيا عن مناطق في المحيط الهادي، هذه المعاهدت احبطت التواحد الاسباني تاريخا وواقعا.
لذا تعنتت اسبانيا وواصلت اعتدائها على ارض المغرب ونزلت بالداخلة يوم 3 نونبر 1884 وبنت كوخا كمركزا للتجارة باسم شركة تجارية اسبانية دون ان يعد ذلك احتلالا مادام الامر ليس الا كوخا فقط.
وفي 26 دجنبر 1884 أخبرت اسبانيا الدول الاوربية باحتلالها للداخلة دون اخبار المغرب، وعليه هاجم المغاربة الاسبانيين فارغموهم على مغادرة الداخلة.
وفي 9 مارس ارغم المغاربة الاسبان على مغادرة الداخلة بعدما شرعوا في بناء البرج بالحجارة حيث تم طردBonelli.
وفي 28 مارس من نفس السنة ناقش البرلمان الاسباني قضية طردBonelliوأصحابه. وفي 16 ابريل من نفس السنة احتجت اسبانيا على الاعتداء الذي تعرض له البرج من طرف المغاربة، وكان رد المغرب انه سبق ان حذر من عواقب نزول الاجانب بالشواطئ المغربية غير المفتوحة في وجه التجارة الخارجية.
وفي 8 يونيو 1885 قررت اسبانيا التدخل عسكريا لأول مرة وعادBonelliومعه كتيبة من العسكر مكونة من 25 جندي تحت قيادة ضابط. وعليه بدأت هجومات المغاربة منذ السنة الاولى من الاحتلال حيث احتج السلطان مولاي الحسن الاول سنة 1886 وتوالت الهجومات منها هجوم في نفس السنة وهجومات 1887 و1889 و1890 و1892 و1894.
وفي سنة 13 مارس 1895 ابرم المغرب وابريطانيا معاهدة مراكش التي تقضي باسترجاع المغرب لزينة البناءات التي كان قد انشاها الانجليزي (ماكنزي ) وتم حيازة هذه البنايات من طرف المغرب يوم 6 يوليوز من نفس السنة مما يدل على انتصار المغرب حيث اعترفت ابريطانيا بان طرفاية والاراضي الجنوبية هي جزء لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية بما فيها مركز برج الداخلة المحتل من طرف الاسبان.
وفي 20 يونيو 1900 ابرم المغرب مع اسبانيا بروتوكول ينص على أنه سيعهد الى لجنة مشتركة للبحث عن مكان يقام فيه مركز للصيد حسب معاهدة تطوان 26 ابريل 1860 وهذا اعتراف بسيادة المغرب على المنطقة التي تريد اسبانيا بناء عليها المركز. وفي نفس الفترة كانت اسبانيا تتفاوض مع فرنسا لاقتسام الاراضي المغربية ووقعتا اتفاقية بموجبها اخذت اسبانيا الجزء الشاطئي الممتد من راس بوجدور الى الراس الابيض (وادي الذهب )، وهذه المعاهدة جاءت ضدا في اعتراف ابريطانيا بمغربية الاراضي جنوب رأس جوبي.
وفي 11 نونبر سنة 1902 اتفقت اسبانيا وفرنسا على تقسيم الاراضي المغربية على اساس ان تكون لاسبانيا منطقة الشمال والجنوب، لكن البرلمان الاسباني لم يوافق على هذه الاتفاقية . وفي 8 اكتوبر 1904 اتفق الدولتان سريا على مواصلة تقسيم أراضي المغرب، لكن الاتفاق النهائي بين الدولتين لم يتم الا يوم 27 نونبر 1912، وبقي ذلك كله حبرا على ورق لان اسبانيا لم تكون مطمئنة.
وفي حدود 1916 لم تكون اسبانيا تحتل في الصحراء سوى مركز الداخلة، ثم احتلت طرفاية يوم 29 يونيو 1916 ثم احتلت الكويرة 30 نونبر 1920 بينما ايفني والسمارة فلم تحتلهما الا بين 6 و15 يوليوز 1934 وباقي المناطق سنة 1939.
وبقيت التشريعات التي يسنها الخليفة السلطاني هي التي تسري وحدها على الاقاليم الجنوبية للمملكة كظهير 12 فبراير 1941.
وبمقتضى التصريح المشترك المغربي الاسباني تعهدت اسبانيا باحترام وحدة المغرب الترابية في 7 ابريل 1956 بعد استقلال المغرب وارجاع ايفني طرفاية الساقية الحمراء ووادي الذهب.

ان الفترة التي تعد احتلالا اسبانيا تمتد من 1939 الى 1956. الا ان فرانكو قرر خلاف ذلك يوم 10 يناير 1958 وجعل ايفني عمالة اقليم اسباني وطرفاية الساقية الحمراء ووادي الذهب عمالة اقليم الصحراء مما يدل على ان السياسة الاسبانية تتبنى الاعتداء المستمر والمتواصل على سيادة المغرب الترابية.
وبعد مرور ثلاثة أشهر وجدت اسبانيا نفسها مضطرة الى تسليم طرفاية الى السلطان المغربي بمقتضى اتفاقية 1 ابريل 1958 وتم استرجاعها يوم 10 ابريل من نفس الشهر، وبعد عشر سنوات اعترفت اسبانيا بمغربية إيفني حسب معاهدة فاس 4 يناير 1969 وتم استرجاها في 30 يونيو من نفس السنة وهذا ايضا اعتراف بمغربية الصحراء بالرغم من ان ممثل اسبانيا كان يدعي لدى الامم المتحدة ان الصحراء أرض اسبانية لأكثر من مرة كما ادعت اسبانيا ان الصحراء ارض خلاء.
بداية افتعال نزاع الصحراء المغربية وتدويله.
على إثر التطور الذي يبين تمسك المغرب بأرضه وسيادته على ترابه ولإتمام الدفاع عن وحدة ترابه لجأ الى الشرعية الدولية ثم الى محكمة العدل التي أصدرت حكمها يوم 16 اكتوبر 1975 في صالح المغرب، وأن اسبانيا لم تعترف بذلك الحكم اضطر المغرب الى تنظيم المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975، مما ارغم اسبانيا على التفاوض، وابرمت اتفاقية مدريد يوم 14 نونبر من نفس السنة، كما أنه بتاريخ 19 نونبر 1975″ وافق البرلمان الاسباني على اتفاقية مدريد وكذلك المرسوم الملكي الذي امر الحكومة بالتخلي عن (اقليم الصحراء الاسبانية)، حيث وردت ان الصحراء لم تكون في يوم من الايام جزء من التراب الوطني للمملكة الاسبانية، وتم استرجاع اقليم الساقية الحمراء وادي الذهب يوم 26 فبراير 1976.
علاقات التعاون المغربية البريطانية الدالة على مغربية الصحراء
في 7 أكتوبر 2021، أعلنت السلطات البريطانية أن مشروع الطاقة “XlinksMorocco-UK” في المغرب سيكون عبارة عن منشأة جديدة لتوليد الكهرباء مدعومة بالكامل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح جنبًا إلى جنب مع بطاريات تخزين عملاقة.
أصبح بإمكان المغرب إنتاج الطاقة على مدار العام، ويساعد في توفير إنتاج يلبي احتياجات سوق الطاقة في المملكة المتحدة، خاصة خلال فترات انخفاض إنتاج الرياح البحرية. تكنولوجيا التوليد المتطورة وتوفير التوليد الأكثر استمرارية لبريطانيا.
على الرغم من أن المشروع سيستفيد من تصاميم الألواح الشمسية الأكثر تقدمًا، ستعمل هذه الألواح بنفس الطريقة التي تعمل بها الألواح العادية في مواقع التوليد الحالية داخل المغرب. الأهم من ذلك، أن الألواح الشمسية ستولد ما يصل إلى خمسة أضعاف الطاقة المنتجة في المملكة المتحدة، ما سيساعد على إبقاء الأضواء مضاءة والمنازل دافئة في بريطانيا طوال أيام الشتاء الأكثر برودة. وإمكانية تخزين الطاقة المولدة وتسليمها إلى بريطانيا في الأوقات التي تشتد فيها الحاجة إليها.
وعليه فان التاريخ العلاقةالمغربية البريطانية تعد مفصلا بحثيا أساسيا ليس على مستوى إشكاليات وقضايا التاريخ العام فحسب، بل أيضا تعد في صلب الملفات الديبلوماسية للدول، بمختلف توجهاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية.
وتميزت العلاقات المغربية الإنجليزية عموما بسمات خاصة، تتداخل ضمنها الأبعاد التجارية والاقتصادية والسياسية ثم الثقافية إلى حد ما، وتعود أصولها إلى عصر الموحدين. وكان بالإمكان تفادي المغرب للاحتلال الأجنبي لو اصغت الدولة المغربية لنصائح وتوجيهات بريطانيا الإصلاحية التحديثية، تلك العناصر الحيوية التي كان المغرب في أمس الحاجة إليها أمام توالي التراجعات والانتكاسات، هذا ويبقى البعد التجاري المؤطر أحيانا بما هو سياسي سمة ميزت العلاقة بين البلدين.
ولعل التنافس بين البلدان الاستعمارية من جهة، واحتلال الجزائر، رجحا كفة فرنسا في احتلال المنطقة دون التغاضي عن المصالح الإنجليزية، وهناك بالطبع عامل التوسع الإمبريالي الإنجليزي التجاري والسياسي معا، وعزز ذلك موقع المغرب الاستراتيجي المتحكم في مدخل البحر المتوسط وفي ضفته الجنوبية خاصة، وتوفره على مواد أولية وتجارية هامة وكونه أيضا سوقا مثالية للمواد المصنعة. كما أن علاقة المغرب وبريطانيا كشريكين أساسيين لها مزايا جمعت البلدينوالتي لم تقتصر على الصعيد الثنائي بل امتدت لتشمل المستوى متعدد الأطراف وعلى الخصوص داخل الأمم المتحدة حيث يضطلع المغرب “بدور متميز” بصفته عضوا غير دائم في مجلس الأمن خاصة في موضوع الأزمات الدولية في ليبيا ومالي وسوريا.
ومن جهتها فان ابريطانيا تعلم جيدا التآمر الاوربي ضد الوحدة الترابية للمغرب، وأنها شهدت ودافعت عن سيادة المغرب لاسيما الاتفاقية التي ابرمتها مع فرنسا سنة 1880 حول بخيرة النيجر وشمال مالي، واتفقتا على تخلي ابريطانيا لفرنسا عن هذه المناطق ومرور فرنسا عبر الصحراء المغربية شريطة احترام الوحدة الترابية للمغرب بما فيه للصحراء الشرقية والغربية، ثم اتفاقية مراكش سنة 13 مارس 1895 بين المغرب وابريطانياو التي تقضي باسترجاع المغرب لزينة البناءات التي كان قد انشاها الانجليزي (ماكنزي ) وتم حيازة هذه البنايات من طرف المغرب يوم 6 يوليوز من نفس السنة مما يبين أن ابريطانيااعترفت بان طرفاية والاراضي الجنوبية للمغرب هي جزء لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية بما فيها مركز برج الداخلة المحتل من طرف الاسبان.
واليوم تدعم ابريطانيا العظمى خطة الحكم الذاتي وجهود المغرب الجادة وذات المصداقية لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية، كما تدعم مجهودات الأمم المتحدة انطلاقا من عراقة العلاقات بين البلدين وعلم ابريطانيا بكل التفاصيل التي ترجمتها أحداث المساس بالوحدة الترابية للمغرب، وأن الاستثمار البريطاني واتفاقيات الشراكة والتعاون التجاري والاقتصادي خاصة في الاقاليم الجنوبية للمغرب تؤكد الموقف الثابت لابريطانيا من وحدة المغرب الترابية.
المراجع:
– محاضرات الدكتور عبد الهادي التازي “التاريخ الدبلوماسي للمغرب” مقرر السلك الثالث كلية أكدال 1997- 1996.
– مقال للدكتور أحمد درداري “التاريخ السياسي للوحدة الترابية للمغرب” المجلة الالكترونية للمركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية.
– ب. ج. روجرز “تاريخ العلاقات الانجليزية المغربي حتى 1900” تحقيق يونان لبيب رزق دار الثقافة والنشر والتوزيع طبعة 1981.
– https//www.maroc.ma ذكرى مرو 800 سنة على العلاقات المغربية البريطانية :
– https//m.marefa.orgالعلاقات البريطانية المغربية
– https//www.noor-book.com-tagكتب العلاقات المغربية البريطانية
– بوابة مجلس المستشارين المغربي: نشرة مجموعة التعاون والصداقة المغربية البريطانية 15 ماي 2022.

Exit mobile version