Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

العمراني وبنشعبون لتحريك ملفات الشراكة المغربية الأوروبية

عين جلالة الملك محمد السادس، عقب مجلس وزاري عقد في القصر الملكي بمدينة فاس، يوسف العمراني سفيرا للمملكة لدى الاتحاد الأوروبي، ويأتي تعيين الديبلوماسي العمراني، الذي راكم تجربة كبيرة، بعد أسابيع قليلة على قرار المحكمة الأوروبية فيما يتعلق بإلغاء اتفاقية التبادل الحر للمنتجات الفلاحية، وفي ظل ما شهدته العلاقات المغربية الإسبانية من تدهور عقب إدخال زعيم البوليساريو سرا إلى مدريد.
وخبر العمراني دواليب وزارة الشؤون الخارجية، حيث يدرك إثر هذا التعيين أن ملفات كبرى تنتظره لإعادة ترتيب العلاقات بين الرباط وبعض دول الاتحاد الأوروبي، وسيكون على هذا القيادي بحزب الاستقلال، الذي كان سفيرا بدولة جنوب إفريقيا، العمل على توطيد العلاقة والتعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في العديد من القضايا الاستراتيجية، و الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون في عهد حكومة بنكيران سيكون مطالبا بتحسين العلاقة بين الطرفين، بعد الضغط الذي مارسته إسبانيا داخل الاتحاد على خلفية تهريب زعيم البوليساريو.
وسيعمل العمراني على تذكير الاتحاد الأوروبي بدور المملكة في محاربة الهجرة السرية، وكذا محاربة تهريب المخدرات والشبكات المنظمة، ويعد العمراني من الشخصيات التي تدرجت في سلك وزارة الخارجية وعرفت دواليبها بشكل جيد. إذ التحق بهذه الوزارة سنة 1978 بصفته سكرتيرا للشؤون الخارجية بعد حصوله على ديبلوم في التدبير من معهد الإدارة ببوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية.
كما اشتغل الدبلوماسي نفسه ملحقا بديوان وزير الشؤون الخارجية، من سنة 1981 إلى 1984، قبل أن يلتحق موظفا دوليا بالمركز الإسلامي لتنمية التجارة التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى غاية 1989، وقد سبق للعمراني أن عين قنصلا عاما ببرشلونة بإسبانيا سنة 1992، وسفيرا لدى جمهورية كولومبيا سنة 1996، وبعدها بالشيلي، ثم المكسيك سنة 2001، وعاد يوسف العمراني من جديد إلى وزارة الشؤون الخارجية، حيث شغل سنة 2003 منصب المدير العام للعلاقات الثنائية، إلى غاية 2008، ليعين بعدها كاتبا عاما بالوزارة إلى غاية 2011.

وعين جلالة الملك محمد السادس محمد بنشعبون، الوزير السابق للاقتصاد والمالية، سفيرا في باريس، وهو المنصب الذي كان يشغله شكيب بنموسى، المعين أخيرا وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي.
ويأتي تعيين بنشعبون سفيرا في أبرز عواصم الاتحاد الأوروبي في سياق تعرف العلاقات بين الرباط وباريس مدا وجزرا، آخره قرار خفض التأشيرات لفائدة المغاربة، والعلاقات بين باريس والرباط تتعدى ما هو دبلوماسي إلى ما هو اقتصادي وتجاري، ففرنسا من أبرز الشركاء التجاريين للمملكة، وتوجد فيها أكبر جالية مغربية، وسيكون على بنشعبون تدبير العلاقات مع باريس وهي على بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية، التي تشهد تنافسا حادا بين المرشحين من اليمين والوسط، تجلى في استغلال فادح لعدد من الملفات، من بينها ملفا المهاجرين والإسلام.
جدير بالذكر أن بنشعبون حاصل على دبلوم المدرسة الوطنية العليا للمواصلات بباريس، وسبق أن عمل مديرا مركزيا في إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، مكلفا بتنسيق المشاريع الأفقية بوزارة الاقتصاد والمالية سنة 1996، وفي سنة 1999 التحق بنشعبون بمجموعة البنك الشعبي المركزي كنائب للمدير العام مكلف بالخدمات المشتركة، ثم بقطب التنمية، وتمرس الوزير السابق في عدد من المناصب الكبرى، إذ عين في منصب المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات سنة 2003، قبل أن يتولى منصب الرئيس المدير العام لمجموعة البنك الشعبي المركزي في فبراير 2008، وسبق لبنشعبون أن تقلد عدة مهام بالقطاع الخاص، لاسيما بـ “ألكاتيل ألستوم المغرب”، حيث شغل منصب مدير الإستراتيجية والتنمية ومراقبة التسيير، ثم منصب المدير الصناعي.

Exit mobile version