Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

العمل عن بعد .. أربعة أسئلة لأستاذ علوم الإعلام والاتصال الطيب بوتبقالت

أفرزت جائحة كورونا جملة من الإكراهات والتحولات على مختلف المستويات، ت طرح في سياقها أسئلة ملحة عن التوجهات والخيارات الحالية والمستقبلية التي تفرض نفسها بعد زوال هذه الجائحة.

يجيب أستاذ التاريخ المعاصر وعلوم الإعلام والاتصال بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، الطيب بوتبقالت، عن أربعة أسئلة عن خيار العمل عن بعد، ومزايا وسلبيات هذا النمط من العمل، واحتمال استمرارية هذه التجربة بعد انتهاء الأزمة، ومدى استعداد المواطن لهذا النوع من العمل.

1- فرضت جائحة فيروس كورونا عددا من التحولات، منها خيار العمل عن بعد. كيف تقيمون هذه التجربة حتى الآن ؟

كثيرة هي التحولات التي فرضتها جائحة كورونا، منها ما هو معروف بسبب تأثيراتها المباغتة ونتائجها المباشرة التي أضحت خلال أسابيع قليلة واقعا خطيرا وملموسا في مجالات حيوية متعددة وعلى أكثر من صعيد، ومنها ما هو مجهول إلى حد الساعة، بحيث تعذر على الخبراء الاهتداء إلى رسم خارطة طريق دقيقة لما يمكن أن يكشف عنه الزمن على المدى المتوسط والمدى البعيد من تداعيات لهذه الجائحة التي أخذت العالم على حين غرة واحتجزت كافة شعوب المعمورة رهائن تحت رحمة موجاتها العابرة للقارات.

ومن هذه التحولات خيار العمل عن بعد الذي ساهمت هذه الجائحة بشكل ضاغط في تسريع وتيرته وتعميمه، أكثر من كونه انعكاسا أو نتاجا لها. فقد انطلق فعلا نظام العمل عن بعد جزئيا بالمغرب منذ بضع سنوات في كثير من مؤسسات القطاعين العام والخاص، ولكن بشكل بطيء ومحتشم، وجاءت كورونا لتضخ فيه دفعة قوية لم تكن في الحسبان. أما تقييم هذه التجربة حتى الآن فإنه يحتاج إلى مسافة زمنية أطول من أجل توفير ما يكفي من المعطيات التي على ضوئها يتم إنجاز التقييم بمنهجية علمية ذات مصداقية. وفي جميع الأحوال، فإن الخلاصة الأولى التي يمكن تسجيلها هي أن نظام العمل عن بعد أصبح يفرض نفسه في المملكة كضرورة من الضروريات الملحة التي من الواجب تبنيها قصد مواكبة عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال والانخراط المصيري في مجتمع المعلومات والذكاء الاصطناعي. وليس من المبالغة التأكيد على أن كل مجتمع تخلف عن هذا الركب سيؤدي ثمنا حضاريا. 2- ما مزايا وسلبيات هذا النمط من العمل في تصوركم ؟

هذا النمط من العمل له مزايا وسلبيات كثيرة، قد لا يخطر بعضها على بالنا في الزمن الراهن لأننا لا نتوفر على تراكمات كمية وكيفية تساعدنا على رصدها. ومع ذلك فإن هناك اعتقادا سائدا مفاده أن هذا النمط من العمل ينطبق عليه منطق “رابح-رابح” للأطراف المعنية، وذلك بالنظر إلى ما يوفره من مرونة وحرية في إبرام عقود الشغل وفقا لمبدأ العرض والطلب بخلفيته الليبرالية، من جهة، وما يتيحه من توازن بين الحياة المهنية والحياة الخاصة للموظف أو المستخدم، من جهة ثانية، ناهيك عن ربح الوقت وتقليص نفقات التنقل والأخطار المحتملة من جراء التوتر والإجهاد نتيجة للظروف والحيثيات ذات الصلة الوثيقة بالعمل الحضوري.

يضاف إلى هذه المزايا تلافي هجرة العمالة وتعويضها بالعمل عن بعد لفائدة كافة الأطراف المتدخلة في سوق الشغل. كما أن العمل عن بعد يحفز الأطراف المعنية على الانخراط الفعلي في ولوج مجتمع المعرفة المعلوماتية وما يقتضيه ذلك من تكوين وتكوين مستمر باعتباره شرطا أساسيا في إنجاح أي مشروع تنموي ذي أهمية

Exit mobile version