Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

الغباء والحقد في البروباغندا الجزائرية

ليس عبثا أن يرد في الأثر الدعاء المعروف “اللهم ارزقني عدوا عاقلا”، لأن العدو العاقل لما تظهر له المصلحة المشتركة ينسى عداوته، لكن الابتلاء بالعدو الغبي والحاقد مصيبة عظمى، وهو ما يعاني منه المغرب عبر الجر الشقي، الذي يوظف غباءه وحقده ضد المصلحة المشتركة لدول المغرب العربي أو المغرب الكبير، ولم يعد خافيا اليوم أن التكتلات الإقليمية ضرورة للبقاء على قيد الوجود الجيوسياسي، لكن غباء الجار الممتزج بالحقد التاريخي، الذي لا يمكن أن يحكم العلاقات الدولية ناهيك عن علاقات الجيران، عطّل أية فرصة لتقدم المنطقة.
وحتى لا تكون مرافعتنا مجرد إنشاء ولغو كلام، ننطلق من آخر إبداعات البروباغندا الجزائرية، حيث نشرت وكالة الأنباء الجزائرية، قصاصة إخبارية يوم الأحد الماضي تحت عنوان “شركتين مصريتين تعتزمان الاستثمار في الصحراء الغربية في انتهاك للقانون الدولي” قالت فيه “قام المغرب خلال 2020 بالتصدير غير الشرعي لما مقداره 1،1 مليون طن من الفوسفات انطلاقا من الصحراء الغربية بقيمة 8،170 مليون دولار، حسبما أفاد به تقرير لمرصد مراقبة موارد الصحراء الغربية المكلف بمتابعة استغلال الموارد الطبيعية في إقليم الصحراء الغربية”.
في أي بلد يحترم نفسه تعتبر هذه القصاصة الصادرة عن مؤسسة إعلامية رسمية فضيحة كبرى تنم عن غباء وجهل كبيرين، لأن الخبر صحيح إلى حدود “شركتين مصريتين تعتزمان الاستثمار في الصحراء الغربية”. دعك من نصب المبتدأ من قبل إعلام النصب والاحتيال على القارئ، لكن القضية تتعلق بالصحراء الغربية المصرية، وليست الصحراء الغربية المغربية، التي تنتظر أن تعانق شقيقتها الصحراء الشرقية المغربية التي سطا عليها النظام الجزائري مستغلا حسن النوايا المغربية قبيل استقلال الجار الشقي.
فيكفي أن يقرأ القائمون على البروباغندا الجزائرية أي قصاصة أو مقال فيه “الصحراء الغربية” حتى يحيلوها على المغرب، حتى لو كان ذلك في صحراء نيفادا. نعرف أن الأمر عندهم ليس استغلالا مقصودا، أي أنهم كانوا على دراية به وحرفوه، ولكنه الغباء المتحكم في هؤلاء عندما يمتزج بالحقد التاريخي الموروث عن “البوخروبية”، هو الذي يدفع هؤلاء للسقوط الحر في مهوى التوظيف غير الدقيق لخبر بعيد كل البعد عن المغرب.
هم يكذبون ويكذبون كل يوم، تنفيذا لتعليمات غوبلز، وزير الدعاية على عهد هيتلر، الذي قال ينبغي أن تكذب وتكذب حتى يصدقك الناس، لكن من غباء الغوبلزية الجزائرية أنها تعتمد أدوات لا يمكن تصديقها، إذ كيف يمكن أن يكون المغرب مسؤولا عما يجري في مصر؟
منذ أن استعاد المغرب السيطرة على معبر الكركرات الحدودي، وحرره من رجس الخونة والمرتزقة، أصيبت الإعلام الجزائري بالسعار، فهو ينشر يوميا أخبارا عن هجومات “الجيش الصحراوي”، أي ميليشيات بوليساريو، على قواعد الجيش المغربي على امتداد الحدود، ووصلت البيانات التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية ما يفوق المائة.
يتوهم الجنيرالات أن تصعيد خطاب الكذب ضد المغرب قد يحل مشاكلهم الداخلية، وهي واضحة المعالم وما عليهم سوى البحث عن مخرج لها، ولا يعنينا من أمرهم شيء سوى كونهم جيراننا الأشقياء الذين يرعون الارتزاق.

Exit mobile version