Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

“الفايسبوك” يلتهم الحملات الإنتخابية

رسمت الفوضى و الصراعات و “البلطجة” في الحملات الإنتخابية صورا سوداوية في التواصل مع المغاربة، بعدما غيب الوباء الأحزاب السياسية عن الشوارع و عن التجمعات و المهرجانات الخطابية، حيث سقطت اغلب الحملات الانتخابية في خروقات قانونية باللجوء الى الفضاء الأزرق وإطلاق “اللايفات” و فيديوهات تصعيدية وخطابات الاتهامات والتروج لمشاهد طرد “البيجيدي” من عدد من المدن، عوض توزيع المنشورات السياية للدعوة الى معاقبة “العدالة والتنمية”، وانفجار حرب “الدولارات” على الأنترنيت بالسيطرة على اعلانات “غوغل” و “الفايسبوك”، جعل المغاربة يعيشون اجواء المغاربة الحملات الانتخابية من خلال هواتفهم، في شكل جديد من الانتخابات فرضته الجائحة.
و أظهر البيانات الإحصائية التي ينشرها “فايسبوك” أن الصفحة الرسمية لحزب التجمع الوطني للأحرار تنفق 6 آلاف دولار “حوالي 6 ملايين سنتيم” يوميا للترويج لما تنشره من منشورات وفيديوهات وملصقات وكبسولات وشهادات على واحدة من صفحاتها الرسمية الوطنية، وفق معطيات الشفافية التي نشرها الموقع، وعرفت الصفحة الرسمية للتنظيم التجمعي ضخ الحزب 221 ألف و20 دولار “حوالي 221 مليون سنتيم” في الفترة المتراوحة ما بين 11 مارس2021 و 31 غشت الماضي لإشهار ما تنشره الصفحة الحزبية من مواد لفائدة الجمهور.
وبينت البيانات الإحصائية ذاتها المنشورة على “فايسبوك”، أن حزب التجمع الوطني للأحرار ضخ 34 ألف و 878 دولار( حوالي 35 مليون سنتيم) للترويج لنفس الصفحة الفايسبوكية خلال سبعة أيام فقط، وذلك في الفترة المتراوحة ما بين 25 غشت و 31 منه، و مجموع المواد التي تنشرها صفحة التجمع الوطني للأحرار على “فايسبوك”، 2011، تصل إلى 60 مادة كل يوم (24 ساعة) بمعدل يقارب مادة كل نصف ساعة، ينفق عليها التنظيم التجمعي 100 دولار (حوالي 1000 درهم) لكل واحدة من أجل الترويج لها بهدف استقطاب جمهور أوسع تزامنا مع الحملة الانتخابية الجماعية والبرلمانية لاقتراع 8 شتنبر الجاري.
وخلال عشرة أيام على انطلاق الحملة الانتخابية لاقتراع 8 شتنبر الجاري، فإن مجموع ما تم ضخه للترويج لتلك الصفحة الحزبية التجمعية سيصل إلى 60 ألف دولار، أي ما يعادل 60 مليون سنتيم تقريبا.

وخرج سعد الدين العثماني، أمين عام حزب العدالة والتنمية، قائلا إن الذي “يشتريك اليوم بالمال الانتخابي، كن على يقين أنه سيبيعك غدا”، مضيفا بأن العمل السياسي “مصداقية، وضمير الناس لا يجب أن يشترى بالمال، جاء ذلك، في كلمة للعثماني، في لقاء تواصلي نظمته الكتابة الإقليمية لحزبه بإنزكان أيت ملول.
وخرج عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، ليصف إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي بـ”البلطجي السياسي”، الذي أساء لحزبه إساءة بالغة، بشكل كاد أن يضرب تاريخه في الصفر، وهاجم بنكيران لشكر خلال شريط فيديو بثه على صفحته بـ”فيسبوك”، لافتا إلى الدور الذي لعبه الكاتب الأول للاتحاد في البلوكاج الحكومي، بعدما جاء به أخنوش لمساعدته، واصفا ما حدث بالضربة القاسية للديمقراطية.
واتهم الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية أخنوش بالعجز عن الترشح في الانتخابات التشريعية، والذهاب لأكادير والترشح في الانتخابات الجماعية هناك.
واعتبر بنكيران، أن أخنوش ضعيف سياسيا، وعاجز عن الدفاع عن سياساته، وفي كل خرجاته يحدث كارثة سياسية، كما هو الشأن عند حديثه عن “تربية المغاربة”، مبرزا أن الدولة إذا أرادت أن تضرب فليست بحاجة لأخنوش، كما أن رئيس الحكومة ينبغي أن تكون له القدرة على الحديث للمواطنين.
وساءل بنكيران أخنوش “كيف ستواجه المجتمع، من خلال المواقع الاجتماعية لي شريتي؟”، “الدولة مامحتاجاش ليك ولأمثالك.. أنت ومولاي حفيظ وبنشعبون تكونوا وزراء لا مشكلة، وأثني على عملكم، ولكن رئاسة الحكومة، تحتاج نوعا آخر من الناس، تحتاج سياسيين يتحملون المسؤولية، ولهم ماضيهم يدافع عنهم، وفاش يهضرو يسمعو ليهوم الناس”.
وانتقد بنكيران اعتماد أخنوش على المال للوصول إلى رئاسة الحكومة، واصفا ذلك بـ”العيب والعار”، فأن يصل رئيس حكومة لهذا المنصب بالمال سابقة في تاريخ المغرب، كما اعتبر أن أخنوش لا يملك شيئا غير المال، فليست له ثقافة ولا أيديولوجيا ولا ماض تاريخي.
وجدد بنكيران التأكيد على أن رئيس الحكومة في المغرب ليس هو الذي يحكم، الدولة هي التي تحكم، ورئيس الحكومة لديه مسؤولية محددة في حدود معينة، مشيرا إلى موقفه الرافض للملكية البرلمانية، وقال بنكيران موجها خطابه لأخنوش، إذا كنت تعول على “زمت المغاربة فهم لا يزمتون، وإذا دوختيهوم شي مرة غاينوضولك، وآش غادير إذا نوضلك المغاربة، وغي البارح ناضولك مشيتي لدارك لبستي فوقية وجلستي”.
وانتقد بنكيران وعود أخنوش والزيادة التي وعد بها الأساتذة، متسائلا عن المصدر الذي سيأتي منه بالمال لذلك، ووعوده للناس بالدعم المباشر، لافتا إلى أن أخنوش اشترط عليه في مفاوضات الحكومة سنة 2016 عدم تقديم دعم مباشر وعدم دخول حزب الاستقلال للحكومة، واعتبر رئيس الحكومة السابق أن وصول أخنوش للحكومة يهدد السلم الاجتماعي، وأن الدولة حينها ستجد نفسها وجها لوجه مع المجتمع، بما يهدد بالرجوع إلى 20 فبراير من جديد.
وشدد على أن رئاسة الحكومة تحتاج شخصية نزيهة ونظيفة وبكاريزما، ليس حولها شبهات 17 مليار ولا أقلها، ولا شبهات في سبب توسع ثروتها، وأن تقوم بقرارات قد تكون قاسية ولكن فيها مصلحة الشعب والمجتمع، متسائلا عما إذا كانت لرئيس الأحرار القدرة على إزالة صندوق المقاصة، أو إصلاح التقاعد.
وانتقد بنكيران دعاة مقاطعة الانتخابات معتبرا أنهم “مكايفهموش”، وأضاف “شنو كايقتارحو يديرو الثورة؟ يتفضلوا يديروها ونتبعوهوم، شنو نبقاو ساكتين تا تزيان القضية وتولي الانتخابات ديمقراطية، هذا لا يمكن، واستدرك بنكيران “ماباغيينش الثورة ورافضينها وغانواجهوها، بلادنا آمنة ودازت من مراحل قاسية دون ثورة ودون انقلاب.. وحنا عتقنا الدولة في 2011”.
ودعا بنكيران المغاربة للتصويت على من يشاؤون وليس بالضرورة حزب العدالة والتنمية، مؤكدا أنه سيصوت لصالح حزبه، وأن يتحملوا المسؤولية في تحديد رئيس الحكومة المقبل، لأنه في وصول رئيس حكومة “ماشي هو هذاك”، لا يمكن التكهن بالمستقبل كيف سيكون.
وهاجم بنكيران في مقطع مباشر بثه على صفحته بفيسبوك، ، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، معتبرا أنه لا يصلح رئيسا للحكومة، إذ ليست لديه شخصية سياسية، ولم يدخل لحزب سياسي، ولا تربى ولا ناضل ولا عانى داخل حزب، ولا عرف كيف يحل مشكلا سياسيا.
واعتبر بنكيران أن أخنوش مجرد رجل أعمال تحيط به شبهات، وقد غرر به، مضيفا “غايفوت العرس تلقا نفسك وجها لوجه مع شعب ودولة، وتطرق بنكيران في كلمته إلى حملة المقاطعة التي طالت أخنوش منذ بضع سنوات، “ثم بعد عشية وضحاها أصبح مطروحا علينا أن نصوت على حزبه باعتباره رئيس الحكومة المحتوم”، مشيرا إلى أنه يتم التهييء له ليكون “عريس الحكومة المقبلة”.

Exit mobile version