Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

القراءة في متناول الجميع في نيويورك

تتراءى كلتك المنارات “الشامخة” التي ترشد السفن إلى بر الأمان. في المتنزهات العامة ومحطات القطار كما في أكثر الأحياء النائية في نيويورك، تجدها شامخة بجمالها وسمو رسالتها لتوجيه الإنسان نحو “ميناء” المعرفة والإبداع والتنوع وقبول الآخر.

“منارات المعرفة” هذه ليست سوى مكتبات صغيرة مجانية أو مكتبات “البوب أب”، كما يحلو للأمريكيين تسميتها.

تجدها في مانهاتن وبرونكس وبروكلين وكوينز و ستاتن أو حتى في ضواحي بيغ آبل (ولاية أب). وجود هذه الجواهر، التي تم تصميمها ببراعة عالية على شكل بيوت طيور كبيرة، لا يمكن أن تخطئه العين، لاسيما أن قائمة الكتب توفر للزائر القارئ عددا كبيرا من الكتب ذات تنوع ملحوظ، بهدف نهائي وغاية نبيلة تتمثل في نشر ثقافة المطالعة وجعلها أقرب إلى الفئات الأقل حظوة.

ولدت هذه المبادرة المبتكرة، التي يمكن لأي شخص أن يساهم فيها بسخاء من خلال الكتب التي يختارها، مع إنشاء منظمة “ليتل فري ليبريري” في عام 2009، بمبدأ بسيط للغاية: “خذ كتابا، اترك كتابا، واقرأ كتابا”.

يمكن لأي شخص أن يساهم في هذه المبادرة من خلال التبرع بكتاب للمكتبة التي تتيح له إمكانية أخذ الكتاب الذي يختاره … مجانا. وبفضل هذا التبادل، يتحقق فعل المطالعة والتقاسم بسلاسة مدهشة.

في هذا السياق، قال المدير التنفيذي لمنظمة “ليتل فري لبريري”، السيد غريغ ميتزغر، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو تحفيز الإبداع وإشراك عشاق الكتب والعمل كمحفز لمساعدة الجيران على التعرف على بعضهم البعض والتواصل”.

وعلى الرغم من بداياتها الخجولة جدا، إلا أن المبادرة اكتسبت زخما وشعبية في جل أرجاء الولايات المتحدة وخارجها منذ عام 2012 عندما أصبحت “ليتل فري ليبريري” منظمة غير ربحية.

“توجد اليوم أكثر من 138 ألف مكتبة مجانية صغيرة في 112 بلدا، في جميع القارات بما في ذلك القطب الجنوبي”، يضيف السيد ميتزجر الذي أكد أنه تمت مشاركة أكثر من 250 مليون كتاب من خلال شبكة المكتبة المجانية الصغيرة.

وأبرز أن هذه المبادرة اتخذت بعدا أكثر شمولا، مع إطلاق برنامج “ريد إن كلور” (اقرأ بالألوان)، الذي يهدف إلى خدمة المجتمعات “المحرومة”، ولا سيما الأطفال، من خلال الكتب، وإعطاء صوت للمؤلفين “الذين لا يحظون بالتقدير أو المهمشين”، علاوة على كونها تميل إلى إرساء منظومة تمكن من سهولة الوصول إلى الكتب في كل وقت.

وأضاف أن “هذا البرنامج جاء كنوع من الرد على مقتل جورج فلويد في مدينتنا مينيابوليس والاضطرابات المدنية واسعة النطاق التي أعقبت ذلك”، مبرزا “نعتقد أنه من خلال مشاركة مثل هذه المجموعة المتنوعة من الكتب، يمكن أن يزدهر التفاهم والتعاطف والعدالة في المجتمع”.

ويذكر أن جورج فلويد وهو أمريكي من أصل إفريقي توفي في ماي 2020 عقب تدخل عنيف للشرطة في مينيابوليس بولاية مينيسوتا (الغرب الأوسط)، وتسبب الحادث العنيف، الذي تم تسجيله بالفيديو، في إثارة اضطرابات في الولايات المتحدة وحول العالم كما أثار موجة غضب مناهضة للعنصرية.

وأضاف السيد ميتزغر أن هذا العمل طويل الأمد تطلب أيضا دعم ومساهمة العديد من الشركاء لجعل مبادرة المطالعة حقيقة واقعة.

“لقد عملنا مع شركاء محليين وفاعلين في مجال محو الأمية لتوسيع نطاق البرنامج ليشمل المناطق التي تشتد فيها الحاجة”، يقول المسؤول عن المنظمة، مبرزا أن هذه المبادرة

Exit mobile version