Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المحروقات تحرق العالم إلا حكومتنا

الهدف من تحرير القطاعات العامة في كل بلاد الدنيا هو منحها فرصة للتطور، إلا في المغرب نبيع القطاعات المنتجة، التي تعتبر الحاجة إليها ماسة ونحتفظ بالتي تشكل عالة على خزينة الدولة. واحدة من هذه شركة تكرير البترول “لاسامير”، التي تعتبر الحاجة إليها ماسة لا تفكر الحكومة في استعادتها إلى حظيرة القطاع العام، في وقت لن تخسر كثيرا لاستردادها ما دامت الحكومة مدينة لها بحوالي 80 في المائة من رأسمالها.
اليوم يتم الكشف عن رقم خطير وهو أننا نخسر 50 مليار درهم نتيجة تحرير سوق المحروقات. التحرير، الذي يتحمل جريرته عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، وعزيز أخنوش الوزير الأقوى في تلك الحكومة، لكنه تحرير فريد في العالم لأنه دون تسقيف، وها نحن نعيش تبعاته الخطيرة جدا.
ما معنى أن تبقي على التحرير في وقت تخسر فيه الملايير؟ لا يمكن لحكومة عاقلة أن تقوم بذلك إلا إذا كانت هي نفسها المستفيد الأول من خسارة الدولة؟ واتضح منذ انطلاق هذه الحكومة أن التجسيد العملي لهيمنة “تجمع المصالح الكبرى” على دواليب التدبير الحكومي، بمعنى أن رئيس الحكومة بما هو أكبر تاجر محروقات في المغرب وزعيم اللوبي وزعيم التجمع المذكور لن يكون في صف حماية مالية الدولة التي هي مالية المواطنين، وسيفكر فيما يجنيه هو من أرباح لا أقل ولا أكثر.
في العالم كله تتجه الدول إلى تأميم قطاعات مهمة تفاديا للأزمة، وفي فرنسا سيطرت الدولة على قطاع الكهرباء تفاديا لما من شأنه أن يثير توترات اجتماعية، وفي الوقت الذي لا توجد فيه سوى 26 مصفات في كل أنحاء العالم يتوفر المغرب على المصفاة رقم 27 لكنها معطلة، وكان بالإمكان في ظل الأزمة أن يربح المغرب الكثير، بالنظر لموقعه الجغرافي، وكان بالإمكان كما كان الأمر في السابق تغطية الحاجيات الداخلية بأقل تكلفة وتوزيع الفائض عبر الأسواق الدولية، لكن اللوبي يفكر في مصلحته الخاصة.
ما كشف عنه تقرير الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بناء على وجود مناضلين خبراء في هذا المجال يوحي بأن هناك من يتآمر على البلاد، حيث لا يريد أن تكون أسعار المحروقات منخفضة نسبيا حتى يتم التغلب على الأزمة، بمعنى من يصر على الأسعار المرتفعة يصر على صناعة التوتر وخلق القلاقل الاجتماعية.
دوليا هناك توجه نحو التخفيف من غلواء الأزمة، ومعالجة تداعيات كورونا والحرب في أوكرانيا على الاقتصاديات العالمية، فكل الدول تبحث عن حلول وقد طرحت بعضا منها، لكن هنا والآن في ظل حكومة “تجمع المصالح الكبرى” لا تهمهم بتاتا النتائج الوخيمة التي قد تترتب على استمرار وتيرة ارتفاع الأسعار، والتي لا تقف عند حد، لكن نارها قد تحرق الجميع وهناك من يسعى لإغراق السفينة لا قدر الله.

Exit mobile version