Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المحيطات”القلب الأزرق” للكوكب وخط دفاعه الأول في مواجهة التغيرات المناخية

في كل مرة تتداول فيها وسائل الإعلام صورا صادمة لـ”قارة” جديدة من النفايات استوطنت جزءا من أحد المحيطات وجهود انتشالها، يتجدد الحديث عن أهمية الحفاظ على مورد حيوي يؤمن استمرارية الحياة البشرية: القلب الأزرق للكوكب.

إذ تضطلع المحيطات، التي تغطي أزيد من ثلاثة أرباع مساحة الكوكب، بدور بارز في تأمين موارد هائلة لاستمرار الحياة، وفي مكافحة التغير المناخي الذي يهدد العديد من المجتمعات عبر العالم.

ولعل الخطر المحدق بالعديد من الدول الجزرية، التي تواجه ارتفاع منسوب مياه المحيط، يعد إشارة أخرى على التهديد المتنامي، بعد أن أضحت أوطان مهددة بخطر الزوال نتيجة التغير المناخي، وأصبح بذلك “حق اللجوء المناخي” متداولا في أدبيات الأمم المتحدة.

المحيطات.. خط الدفاع الأول في مواجهة تغير المناخ

تزخر المحيطات، باعتبارها موردا لعيش ملايين السكان عبر أنحاء العالم، بموارد حيوية تتيح استمرارية الحياة، وتمكن من تحقيق الأمن الغذائي، لذا يغدو من الضروري إقرار سياسات عالمية مستدامة.

إذ أن التهديدات المرتبطة بالتغيرات المناخية تفرض المزيد من التنسيق بين مختلف المتدخلين. فبين الأطنان من أكوام البلاستيك التي يتم تفريغها يوميا، وبقع النفط المتسربة إثر كل حادث ناقلة، وغيرها من الظواهر المترتبة عن النشاط البشري، تبدو الحياة البرية في المجالات البحرية على المحك.

في هذا الإطار، تؤكد جولي باكارد، الباحثة المتخصصة في مجال المحيطات، أن التركيز على الحلول المستلهمة من الطبيعة ذاتها يعد السبيل الأمثل نحو حماية الموارد المتاحة وتقليل التغيرات الطارئة على صيغ وأنماط الحياة البرية في المجال البحري.

وخلال لقاء حمل عنوان “الطريق إلى (كوب-28): دور المحيطات في مكافحة التغير المناخي” نظمه مركز الصحافة الأجنبية في واشنطن، استعرضت المتحدثة عددا من الإجراءات، من قبيل تقليل كميات الأسماك التي يتم اصطيادها للتخفيف من الضغط على موائل هذه الأصناف، والتقليص من الأثر الكربوني وبلورة اقتصادات صفرية الانبعاثات.

ورصدت المديرة التنفيذية لـ”حوض أسماك خليج مونتيري”، التأثير الوخيم للمخلفات البلاستيكية على الصحة البشرية، معتبرة أن مؤتمر الأطراف (كوب-28)، الذي تحتضنه دبي ما بين 30 نونبر و12 دجنبر، يشكل فرصة ثمينة أمام صناع السياسات لبلوغ الأهداف، وتحقيق التقدم المنشود في محادثات الأمم المتحدة بشأن معاهدة عالمية بشأن البلاستيك.

قبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ في دبي (كوب-28)، أظهر تقرير صدر مؤخرا عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أنه “وعلى الرغم من عقود من التحذيرات من المجتمع العلمي، وآلاف الصفحات من التقارير، وعشرات المؤتمرات المناخية، ما زلنا نسير في الاتجاه الخاطئ”.

وحسب الأمين العام لهذه المنظمة، بيتيري تالاس، فإن المستوى الحالي لتركيزات الغازات الدفيئة يضع العالم على طريق زيادة درجات الحرارة أعلى بكثير من أهداف اتفاق باريس للمناخ بحلول نهاية هذا القرن. وأضاف “سيصاحب ذلك (أنماط) طقس أكثر قسوة، بما في ذلك الحرارة الشديدة والأمطار وذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر وحرارة المحيطات وتحمضها”.

هذه الإشارة إلى التغير الطارئ على المحيطات بفعل التغير المناخي يظهر الحاجة إلى تعزيز استجابة المجتمع الدولي.

Exit mobile version