Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المخاطر الأمنية والتهديدات والتحديات الناجمة عن التوترات العالمية تجمع حموشي بمدير أكبر جهاز مخابرات في العالم

المخاطر الأمنية والتهديدات والتحديات الناجمة عن التوترات العالمية تجمع حموشي بمدير أكبر جهاز مخابرات في العالم

اللقاءات التي تجمع بين كبار رجال الاستخبارات في العالم لها دلالات كبيرة، تفيد المدى وصلته العلاقات بين البلدين والجهازين في التعاون الأمني والمعلوماتي، ومن هذا المنطلق نرى اللقاء الذي جمع المدير العام لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي بمكتبه بالرباط، بوليام بورنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي كان مرفوقا ببعض من كبار مساعديه وبسفير الولايات المتحدة الأمريكية المعتمد بالمغرب، بونيت تالوار.
هذا النوع من الزيارات بعيد كل البعد عن المجاملات، فالزيارة جد في جد لأن ما يجمع الطرفين هو بحجم التحديات التي فرضتها التحولات الإقليمية والعالمية، واللقاء استكمال ومتابعة للقاءات سابقة، وعلى رأسها الزيارة التي قام بها المدير العام لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 13 و14 يونيو 2022، والتي التقى فيها بكل من أفريل هاينز مديرة أجهزة المخابرات الأمريكية، ووليام بورنز مدير وكالة الاستخبارات المركزية، والسيد كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، وكان لهذه اللقاءات مخرجات ما زالت في حاجة دائمة للمتابعة والتنزيل على أرض الواقع.
التحولات الإقليمية والدولية تفرض نفسها على اللقاءات بين مسؤولي الأجهزة الاستخباراتية، فيلزم ذلك تقييم الوضع الأمني والمخاطر المرتبطة به على المستويين الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، فضلا عن رصد واستشراف مخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء، فالمنطقة تعرف غليانا خصوصا وأن منطقة الساحل والصحراء الشاسعة تعتبر اليوم محضنا للحركات الإرهابية الهاربة من النزاعات في الشرق.
تعتبر المخابرات المركيزة الأمريكية كبرى الأجهزة الاستخباراتية في العالم، ووضعها الثقة في المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني هو اعتراف بالامكانيات التي يتوفر عليها هذا الجهاز بقيادة عبد اللطيف حموشي، وكذلك الخبرات التي راكمها في مجالات كثيرة وعلى رأسها محاربة الإرهاب والتطرف العنيف وآليات الاستقطاب التي تمارسها هذه الحركات، حيث كان حاجزا مانعا في وجه الدعم البشري الذي كانت تبحث عنه هذه الحركات.
كما راكمت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني خبرات كبيرة في محاربة الشبكات العابرة للقارات، التي تشتغل في تهريب المخدرات والاتجار في البشر، ولا ينبغي أن ننسى أن عناصر هذا الجهاز وجهوا ضربات موجعة لكارتيلات المخدرات بأمريكا اللاتينية، التي حاولت أن تختبر يقظة المخابرات المغربية حتى تحول المغرب إلى نقطة “ترانزيت” لكنها باءت بالفشل.
وتعكس هذه الزيارة متانة وعمق علاقات التعاون الاستراتيجي والتنسيق الأمني والاستخباراتي بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والوكالة المركزية للاستخبارات الأمريكية، كما أنها تأتي كذلك لتأكيد الرغبة المشتركة للطرفين في تدعيم هذا التعاون، وتوطيد التنسيق البيني في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لمختلف التهديدات الأمنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

Exit mobile version