Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المراكشيون في مسعى للتأقلم بين ضرورة التقيد بالحجر الصحي وعيش الأجواء الرمضانية

حل شهر رمضان الفضيل هذه السنة، في ظل ظرفية خاصة تتسم بانتشار فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19)، والتي عززت من انشغال الأسر المراكشية الباحثة عن توازن وتأقلم بين ضرورة التقيد الصارم بتدابير الحجر الصحي والرغبة الجامحة في عيش الأجواء الرمضانية.

وضمن الأسر بكافة فئاتها، كانت التعبئة كبيرة مع اقتراب حلول شهر رمضان، رغم هذه الظرفية الاستثنائية التي يمر منها المغرب، حيث لم تمنع المراكشيين من البقاء أوفياء للتقاليد المتوارثة من أجدادهم والسعي للتأقلم مع واقع الحال. وبذلت الأسر مجهودا كبيرا في التحضير المسبق لاستقبال شهر رمضان في جو ودي وإيماني.

غير أن رمضان هذه السنة بمراكش وغيرها من مدن المملكة، وكما هو الرأي بالنسبة للجميع، استثنائي على أكثر من صعيد، وذلك بسبب الحجر الصحي الإلزامي كإجراء ضروري للتحصن من (كوفيد-19) واحترام التباعد الاجتماعي الذي اختفت معه اللقاءات بين أفراد العائلة الكبيرة وفي المساجد والأسواق. وبدءا بصلوات التروايح وبسبب عدم إمكانية الذهاب إلى المساجد، تنتظم عدد من الأسر، في كل مساء، من أجل أداء هذه الشعيرة بشكل جماعي داخل المنازل. وتمثل هذه الخطوة مناسبة لتقريب الصغار من هذه الشعيرة الدينية وإظهار مزاياها، لاسيما على التوازن النفسي للفرد. وبالنسبة لرواد الجولات الليلية الطويلة أو اللقاءات في الفضاءات الخضراء أو في شرفات المقاهي، أصبحت متعة الاستمتاع بهذه الأجواء، حاليا، من الذكريات القديمة والمؤجلة إلى إشعار آخر. وباستثناء بعض الأيام المطيرة في هذا الشهر الفضيل، لا تتردد الأسر المراكشية في الخروج إلى ساحات المنازل وشرفات الشقق للتحلق حول أكواب من القهوة أو كؤوس من الشاي، قصد تغيير الأجواء والتخفيف من الرتابة والقلق الذي قد يتسلل إلى النفوس بسبب الحجر الصحي، فيما يختار البعض الآخر مشاهدة التلفاز.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الأزمة الصحية التي يمر منها المغرب لم تنل من تفاؤل وحماس المراكشيين، كبارا وصغارا، الذين يأملون في اختفاء (كوفيد-19) في أقرب الآجال، وعودة الحياة إلى مسارها الطبيعي. وفي نفس السياق، يعتبر “بهجاوة” أن رمضان، شهر التعبد والتقوى، يتيح هذه السنة الفرصة للبقاء إلى جانب الأسرة لتقاسم لحظات عائلية، نادرا ما تتحقق في الأيام العادية بسبب مشاغل الحياة وقضاء أكبر جزء من الوقت في مواقع التواصل الاجتماعي. وتماشيا مع تدابير وتوجيهات حالة الطوارئ الصحية، بادرت عدد من الأسر، لاسيما بالمدينة العتيقة، إلى تنظيم شؤونها التموينية بتكليف عملية التبضع للأقارب أو أحد الأشخاص المتطوعين للقيام بهذه المهمة.

وتضم قائمة المشتريات القطاني والفواكه الجافة ومواد أخرى ضرورية، ذلك أن تحضير الأطعمة والحلويات (شباكية وبريوات ومخرقة وغيرها) تشكل جزءا لا يتجزأ من يوميات ربات البيوت خلال رمضان، حيث تسهرن على أن تكون مائدة الإفطار “متنوعة” و”ممتلئة” مع الاعتناء بأدق التفاصيل.(يتبع)

(سمير لطفي)

Exit mobile version