Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المعرض الدولي للنشر والكتاب .. أدباء ونقاد يقاربون المعنى “الملتبس” لكتابة السيرة الذاتية

أجمع العديد من الأدباء والنقاد المغاربة، اليوم الجمعة، على “التباس” مفهوم الكتابة السيرية والسير ذاتية، على ضوء “التخييل”، الذي يطرح من جديد عصي الأجناس الأدبية على التحديد، حين يتداخل “المرجعي الواقعي” بـ”التخييلي”.

واستحضر المتدخلون من كتاب وشعراء ونقاد، خلال لقاء حول “التخييل في السيرة والسيرة الذاتية” ضمن لقاءات “الأدب أفقا للتفكير” في إطار فعاليات الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، إسهام المنظر الأدبي الفرنسي لـ”السيرة الذاتية” ” فيليب لوجون، باعتباره مرجعا عالميا في دراستها على ضوء الخصائص التي أوضحها بالاعتماد على ما أسماه بـ”الميثاق السيرذاتي”، لكن كان للمتدخلين رأي آخر ينزع نحو تفكيك مفوم “الأوتوبيوغرافيا” على نحو تعددي آخر.

وفي هذا الإطار، دعا الكاتب والأديب والناقد عبد القادر الشاوي إلى تجاوز “الأسطرة النظرية للسيرة الذاتية”، مادام القارئ لا يلمس “الحدود النظرية الصارمة” بين الأجناس المنتمية للحقل العام للثقافة، متسائلا حول إمكانية أن تكون السيرة الذاتية رواية أم مذكرات على سبيل المثال، بعدما استقرت على مفاهيم نظرية معينة استقاها باحثون قبل ثلاثين سنة من متن معين.

ويقترح الناقد الشاوي الانفتاح على علم الدماغ الذي حقق خلال العقود الثلاثة نتائج مخبرية تجعل من “الضرورة الإقرار بوجود مداخل متعددة لفهم قضية السيرة الذاتية” لكون الدماغ هو المتحكم في كل شيء ومنه تنطلق ملكة التخييل في تناغمها مع النظام اللغوي، ومن خلال معرفته يمكن أن “نصل إلى معرفة الجنس الأدبي”، موردا في هذا السياق أن عددا من الباحثين ومنهم الناقد والأديب الفلسطيني إحسان عباس لم يجدوا من شيء دال على “الأوتوبيوغرافيا” من قريب أو بعيد من غير تسمية “الترجمة الذاتية”.

من جهته، توقف الناقد والأستاذ الجامعي عبد اللطيف محفوظ عند عنصر “التخييل”، الذي”يتمثل بشكل أساسي في محاولة الربط بين الأحداث وخلق جسور بينها وجعلها نسقية”، موضحا أن البعد الأهم فيه هو “محاولة الانتقال بالذات والواقع والسمو بما هو عادي إلى مستوى آخر والبحث عن مبررات لجعل الحياة العادية تأخذ مكانا ساميا”.

وبعدما سج ل أن هناك نزوعا نحو السير خصوصا سيرة الطفولة، لفت الناقد إلى أن هذا النوع من الكتابة الإبداعية هو محاولة لتأريخ آخر للذات مع ارتباطها بذات جماعية ومن ثم فإنه يتيح للمؤرخين فيما بعد التعرف على الحياة كما هي، مضيفا، وهو يشرح “التباس” تحديد مفهوم الكتابة السيرية، أن هناك تخييلا آخرا عن طريق اللغة، من خلال “خلق نوايا غير قصدية لم يقصدها الكاتب ولكن هي التي تخلق التخييل”.

وفي مداخلة ثالثة معنونة بـ”شهادة عبد القادر الشاوي ..تجربة الكتابة وتجربة الحياة، التقاطعات الممكنة”، اختار الشاعر والكاتب المترجم، بوجمعة العوفي، الاحتفاء بالتجربة الإبداعية للأديب والمناضل عبد القادر الشاوي، باعتباره ذاكرة مهمة غزيرة بالكتابة السيرية، وإن كانت حافلة بـ”المعاناة والمكابدة”، في إشارة على سبيل المثال إلى روايته “كان وأخواتها” الشاهدة على تجربة السجن الذي عاشه الشاوي وحكت عن حقبة سنوات الرصاص بالمغرب.

وفي هذا السياق، أورد السيد العوفي أن فترة السبعينيات لفتت اهتمام العديد من الشعراء والكتاب وضمنهن عبد القادر الشاوي، الذين نقلوا هذه “الذاكرة” إلى كتابة سيرية يصعب بالتأكيد تحديدها إن كانت رواية

Exit mobile version