وسط الزخم اليومي لحياة العمل في إسبانيا، يبرز اسم الجالية المغربية كواحد من أكثر الأسماء حضورًا واستمرارية.
أرقام جديدة صادرة عن وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية كشفت أن عدد المغاربة المنخرطين في نظام الضمان الاجتماعي بلغ 355,296 شخصًا مع نهاية مارس، وهو رقم ليس بالبسيط، بل يكشف عن قصة طويلة من العمل والمثابرة.
المغاربة لم يتفوقوا فقط على باقي الجاليات القادمة من خارج الاتحاد الأوروبي، بل تخطوا أيضًا جاليات أوروبية قوية من حيث العدد والحضور، مثل الرومانيين الذين احتلوا المرتبة الثانية بـ339,527 شخصًا، والكولومبيين ثالثًا بـ224,501.
بعيدًا عن لغة الأرقام، يروي هذا الترتيب حكاية ثقة متبادلة بين المغاربة وسوق الشغل الإسباني. فهنا لا يتعلق الأمر فقط بوظائف، بل بمساحات من الاندماج والمساهمة، في قطاعات كثيرة تتنوع بين الفلاحة والبناء والخدمات والسياحة.
وفي موازاة هذا الحضور الاجتماعي والاقتصادي، تستمر العلاقة بين المغرب وإسبانيا في التقارب، سياسيًا أيضًا. فقد أعادت مدريد تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، ما يعكس استمرار الثقة بين البلدين وامتدادها من الميدان الاقتصادي إلى الملفات الكبرى.
هكذا، يبدو أن الجالية المغربية في إسبانيا لا تكتفي فقط بالحضور، بل تصنع فرقًا، وتُكتب باسمها فصول من الشراكة والتعاون.