Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغرب استهلك 43 مليون جرعة من اللقاحات

يقترب المغرب من تلقيح الفئة المستهدفة المحددة في 30 مليون مواطن، التي تفصل المغرب عن الوصول للعدد المحدد سوى تلقيح سبعة ملايين مواطن، بعد انطلاق تزويد المواطنين بالجرعة الثالثة، التي بدأ الإقبال عليها يتسارع أكثر فأكثر، بعدما توصلت المملكة بـ60 مليونا و365 ألفا و660 جرعة، من ضمنها خمسة ملايين جرعة وصلت الأحد، حيث استهلك المغاربة منها أكثر من 43 مليون جرعة، وارتفع المخزون إلى 18 مليون جرعة باحتساب الشحنة الجديدة.
و تلقى أكثر من 23 مليون مغربي الجرعة الأولى من اللقاح، وهو ما يعادل 77 بالمائة من الفئة المستهدفة، فيما تلقى الجرعة الثانية أكثر من 20 مليون مواطن، وهو ما يمثل 69.8 بالمائة.
وأكد عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا بالمغرب، أن قرابة 6 ملايين شاب، ومليون شخص في المغرب فوق الأربعين، لم يتلقوا اللقاح، معتبرا ذلك أحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى تفشي موجة جديدة من الفيروس بالمغرب، و قال الإبراهيمي: “ما بين 5 و6 ملايين من فئة الشباب بين 17 و26 سنة، ومليون شخص فوق الأربعين لم يتلقوا اللقاح إطلاقا”، وطالب بضرورة “استهدافهم لأنهم أشخاص لا يمثلون فقط خطرا على أنفسهم، بل أيضا على المنظومة الصحية”.
و أوضح عضو اللجنة العلمية لمواجهة كورونا في المملكة المغربية، أن “ما بين 5 و6 ملايين من فئة الشباب ما بين 17 و26 سنة لم يلقحوا ظنا منهم أن الفيروس لا يمثل أي خطر عليهم”، وأكد أن “5% فقط من هؤلاء الأشخاص إذا ما انطلقت موجة جديدة سيتسببون في إصابة آلاف الأشخاص الذين يمكن أن يطوروا حالات حرجة، وهو ما يمثل خطرا على المنظومة الصحية التي لا يمكنها أن تتحمل ذلك”.
وطالب الإبراهيمي هذه الفئات بضرورة “التوجه إلى التلقيح حماية لأنفسهم، وللحفاظ على المنظومة الصحية والخروج بسرعة كبيرة وبأقل الخسائر الممكنة”، وبخصوص ما يحققه التطعيم من مناعة أكد أن “قراءة أرقام التلقيح بالمغرب مكنت من إظهار أنه بعد ستة أشهر تضعف المناعة بالنسبة لأشخاص معينين”، لافتا إلى أن المعرضين لهذا هم من يزيد معدل عمرهم عن 70 عاما، أو من يعانون من أمراض مزمنة.
و كشف البروفيسور عز الدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية، أن قرار التطعيم بالجرعة الثالثة من لقاحات كورونا، تفسره الأرقام المغربية التي تشير إلى أن أكثر من 80 في المئة من الملقحين الذين توفوا، توفوا بعد ستة أشهر على تلقيحهم بالجرعة الثانية.
وأوضح إبراهيمي في تدوينة له، أن هذه الوفيات تعزى لانخفاض مناعة هؤلاء المكتسبة، ولكونهم من ذوي الأمراض مزمنة، وهو ما اقتضى أن تعزز مناعة هؤلاء بجرعة ثالثة بعد ستة أشهر عن تلقيهم الجرعة الثانية، إلى جانب أصحاب الصفوف الأمامية لأنهم معرضون للفيروس بنسب كبيرة، ولفت إلى أن هذه المقاربة أوصت بها الوكالة الأمريكية للدواء و الأغذية، ولا تتعارض مع أية توصية علمية لمنظمة الصحة العالمية، والتي توصي أخلاقيا بتوزيع عادل للقاحات بين الدول وبوجوب تعميم اللقاحات على الدول النامية في إطار عدالة دولية تلقيحية، وبخصوص الخلط بين اللقاحات، فقد أبرز إبراهيمي، أن كل الدراسات العلمية المتوفرة، تثبت أن الخلط ما بين لقاحات مختلفة يعطي مناعة أقوى.
وأكد عضو اللجنة العلمية أن اللقاحات المستعملة حاليا في العالم كلها أصلية، وليست مطورة، وقد أثبتت نجاعتها ضد تطوير الحالات الحرجة في 95 في المئة، لافتا إلى أن المغرب يراقب عن كثب اللقاحات التي تطور ضد السلالات و التي لم تستكمل التجارب عليها، وإمكانية الانخراط فيها، وبخصوص تزامن جرعات ضد الانفلونزا والكوفيد، فقد أكد إبراهيمي أنه لا يوجد أي مانع طبي أو علمي لعدم تزامن الجرعتين.

و كشف خبراء في الصحة، ” أن المناعة الجماعية تتطلب الآن الوصول إلى 87.5 في المائة من مجموع المواطنين الملقحين في حين حقق المغرب حتى الآن 55 في المائة فقط، و أن ” الحماية الآن مرتبطة بتلقي اللقاح، ولن تستطيع المناعة الجماعية حماية بعض الفئات الهشة إن لم تتلق اللقاح، خصوصا أمام الطفرات الفيروسية المتواترة، وأن “أهمية الجرعة الثالثة تكمن في استدراك تجاوب بعض الفئات مع مقاومة الفيروس” ، منبهين الى “نقص فعالية اللقاحات قد يبرز بالتدريج لدى البعض”.
وشدد الخبراء على أن ” المناعة الجماعية وفق الأبحاث تبدأ معالمها بالبروز فور تلقيح أو إصابة 50 في المائة من المواطنين،و أن المغرب قريب من المناعة الجماعية، لكن الأمور كلها رهينة بعدم بروز متحور جديد يربك المنظومة الصحية الوطنية، بعدما خفض متحور “دلتا” كثيرا من فعالية اللقاحات، ووفقا للدراسات الاستشرافية، فالمناعة الجماعية مرتبطة بتلقيح أكثر من 80 في المائة من المغاربة.

Exit mobile version