Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغرب الآن

نستوحي عنوان افتتاحية اليوم من الشعار الذي تم رفعه على برج خليفة، الأعلى بالعالم، خلال معرض العقار بالإمارات العربية المتحدة، وهذا الشعار كما جاء في الإنجليزية “morocco now”، أي المغرب الآن. هذه الـ”موروكو ناو” هي علامة للمنتوج المغربي الخالص، لكن نريدها أن تنسحب على باقي المجالات، خصوصا وأننا ندشن دخولا سياسيا بحكومة جديدة وبرلمان جديد وبرنامج وطموحات كبيرة وانتظارات واسعة، تحتاج احترافية سياسية لا هواية “الفرحانين” بالفوز كمن يفرح بلعبة طفولية.
لقد وضع جلالة الملك محمد السادس، خلال الخطاب الافتتاحي للدورة البرلمانية الأولى من السنة التشريعية الحادية عشرة، صُوّى وعلامات الطريق للحكومة الحالية وللتي تتلوها إلى حين تحقيق أهداف النموذج التنموي، الذي لن يكون شكلا دوغمائيا، ولكن هو أسلوب منفتح على التحولات بمعنى أن أفق 2035 ليس أفقا جامدا، فكلما تحققت نتائج إيجابية تم تثمينها من أجل آفاق أخرى تمتد لسنوات قادمة.
فالإرادة الملكية تتجسد في بناء “المغرب الآن”، وهو مغرب اليوم الذي يؤهل المغاربة للمستقبل، ولا نريد مغرب الأمس، الغارق في “سلفيته”، والتي نعني بها هنا تقليد الحكومات السابقة في آليات التدبير، حيث طغت في السنوات الماضية النزعة “الهاوية” على تسيير الحكومة من قبل تيار لا قبل له بالسياسة وإنما عاش طوال حياته داخل “عشاش” الجماعة الدعوية.
المغرب الآن ليس فقط المغرب الذي يقطع مع هذا النوع من التسيير ولكن أيضا المغرب الذي يقطع مع اعتبار الانتخابات غنيمة لـ”تجمع المصالح الكبرى”، فالحكومة ليست مقاولة ولا شركة، ولكنها أداة بيد الدولة لتدبير شؤون المواطنين، ومهما كانت سرعة الحكومة، وشكلها ونوعها إذا لم تنسجم مع سرعة جلالة الملك فلن يستفيد المغرب، فالحكومة بالنتيجة هي أداة الإنجاز والتنفيذ، وإذا تخلفت سرعتها عن سرعة الملك أو اختلفت في اتجاهها تم تعطيل السير.
فالملك يحب بلده وله إرادة قوية وصادقة في أن يحتل المغرب المراتب الأولى عالميا في الإنتاج، ولا يوجد مبرر لدى أي واحد من الناس في أن يعطل هذه الرؤية، والحكومة مسؤولة عن تنزيل المشاريع الكبرى، والوزير هو صاحب الحمل الثقيل، وليس الرجل الذي استفاد من امتياز تعيين معين، وبالتالي هو مساعد في الإنجاز، وأي عرقلة بسوء نية أو بدونها هي تخرج الوزير عن مهامه الموكولة له.
اليوم نحن أمام حكومة تتقاسمها ثلاثة أحزاب متقاربة من حيث الانتماء الإيديولوجي والتوجه الاقتصادي، وهي أحزاب ليبرالية ومحافظة، تؤمن بالحداثة وعمق الانتماء المغربي، وبالتالي أي حجة لعدم العمل غير مقبولة، فرئيس الحكومة الحالي كان وزيرا مهما في الحكومة السابقة وكانت لحزبه وزارات مهمة، لكن الادعاء الوحيد هو أن رئاسة الحكومة لم تكن مساعدة على الفعل، وكما يقول المثل “المغطي بالليل ها النهار طلع”، فاليوم نحن محتاجون لوزراء يضغطون على زر السرعة حيث لا يتحمل المغرب أي تأخير في الإنجاز.

Exit mobile version