Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغرب والقضية الفلسطينية

لسنا عدميين حتى لا نرى سوى أنفسنا ولكن ينبغي أن نقر لكل واحد بالدور الذي يمكن أن يلعبه في دعم قضية الشعب الفلسطيني، ولن يكون المغرب مثل بعض الدول التي تنكر أي فضل يصدر من الرباط، لكن عند الجد لا يستطيعون إلا الاعتراف للمغرب أدواره المتواصلة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته، وفق ما يتوفر عليه من إمكانات ووفق الشروط التاريخية والإقليمية والدولية، وفوق طاقتك لا تلام كما يقال.
في الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي كان هناك إجماع على الدور الذي تلعبه لجنة القدس، برئاسة جلالة الملك محمد السادس، في حماية المقدسيين، وفي حماية الذاكرة المقدسية، ولم يتخلف أي بلد عن هذه الإشادة، لأنها الواقع والحقيقة، كما أشاد البرلمان العربي بالمساعدات التي قدمها المغرب للشعب الفلسطيني بكل من غزة والضفة الغربية، حيث تواصل جسر الطائرات الحاملة لأطنان المساعدات.
من جهة أخرى تم اختيار ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، إلى جانب ناصر القدوة، وزير خارجية فلسطين، لمخاطبة المنتظم الدولي عبر قنوات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
المغاربة يقولون: النصر من عند الله، عندما يشيرون إلى اهتمام الآخرين بك. فالمغرب لعب العديد من الأدوار بالنسبة للفلسطينيين وللسلام في الشرق الأوسط سابقا ويمكن أن يلعب أدوارا أخرى لاحقا، فلديه من الإمكانيات ما يخوله القدرة على القيام بواجباته تجاه الفلسطينيين وتجاه عملية التهدئة والسلام.
فالمغرب ومنذ سنة 1980 وهو رئيس للجنة القدس أي منذ تأسيسها، حيث هناك إجماع عربي وإسلامي على دوره التاريخي في هذا المجال. المغرب يتوفر على كثافة رمزية للعب هذا الدور، حيث شارك المغاربة في محطات تاريخية متعددة في حماية القدس وتحريرها وأشهرها الجنود المغاربة الذين وصلوا في السفن بأمر من يعقوب المنصور تلبية لنداء صلاح الدين الأيوبي، وكان لهم الدور الحاسم في المعركة.
غير أنهم بعد تحرير القدس أصبحوا مضطرين للبقاء هناك، فقد تولوا حمايتها وحراستها تاريخيا، وهذا ما يدل عليه باب المغاربة، بل أسماء مدن مغربية كثيرة توجد في القدس، وهناك مقدسيون مغاربة ومغاربة مقدسيون بشكل كبير ومنهم حاليا من يعيش في المغرب، وهذه الكثافة هي التي تجعل ملف القدس سهلا بيد المغرب.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن المغرب ليس من دول المواجهة مع إسرائيل، وبالتالي مصلحته في السلام أولى من مصلحته في الحرب ولا يريد تحقيق أهداف لا من الحرب ولا من السلام، وهذا طبيعي فإن دول المواجهة لها حسابات في أي حركة تلعبها، بينما المغرب لا حسابات لديه سوى حماية الشعب الفلسطيني ونيله حقوقه التاريخية التي يقرها المنطق وحتى القانون الدولي.
هذه العناصر مجتمعة تجعل من المغرب البلد المؤهل للعب الأدوار المهمة في الأزمة الحالية من أجل إيجاد مخرج حقيقي ونهائي وعادل.

Exit mobile version