Site icon أشطاري 24 | Achtari 24 – جريدة الكترونية مغربية

المغرب يحظى بتراث جد غني ومتنوع من الحفريات

قال البروفيسور سمير زهري، رئيس قسم علوم الجيولوجيا بكلية العلوم عين الشق، التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إن تراث الحفريات المغربية جد غني ومتنوع، ويمثل كافة الحقب التاريخية للحياة على وجه الأرض.

وأكد البروفيسور زهري، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اكتشاف علماء الحفريات من كلية العلوم عين الشق ومتحف علم الحفريات التابع لجامعة ميشيغان بالولايات المتحدة، جنوب مدينة الداخلة، لحفريات سيرينيا يعود تاريخها إلى العصر الجيولوجي في أواخر العصر الأيوسيني، أي منذ 35 إلى 40 مليون سنة، أن “المغرب يعتبر من أغنى البلدان من حيث الحفريات”. وأوضح أن حفريات السيرينيين، المعروفة ب”أبقار البحر”، التي تم اكتشفاها بجنوب الداخلة، أطلق عليها اسم Dakhlasiren marocensis، لإبراز مكان الاكتشاف (الداخلة بالمغرب) ولتصنيف الحيوان (Sirenian)، كنوع جديد غير معروف من قبل.

وأشار إلى أن هذا الحيوان هو من الأشكال البدائية التي تختلف كليا عن باقي الأنواع المعروفة حتى الآن.

وقال البروفيسور زهري إنه “اليوم، توجد ثلاثة أصناف من السيرينيين التي اختفت أطرافها الخلفية، في الوقت الذي يتوفر فيه النوع السيريني المكتشف في الداخلة على أطراف الأمامية والخلفية”.

وبحسبه ، فإن هذا الاكتشاف يندرج في إطار مشروع كبير تم تنفيذه في الصحراء المغربية من قبل قسم علوم الجيولوجيا بكلية العلوم عين الشق بتعاون مع متحف علم الحفريات بجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة.

وأضاف أن هذا المشروع ، الذي حصل على دعم من ناشيونال جيوغرافيك للبعثات الميدانية، يهدف إلى دراسة الحيوانات من فترة الإيوسين (Éocène)، وهي الفترة الممتدة من 50 إلى 45 مليون سنة ماضية حتى 28 مليون سنة مضت ، والتي تميزت بتغيرات مناخية بالغة الأهمية.

وأشار أيضا إلى أن الأمر يتعلق باستكشاف التنوع القديم لتلك الحقبة الجيولوجية، والحيوانات التي عاشت حينها، بل أيضا لتأريخ الصخور وفهم كيفية تغير المناخ في ذلك الوقت.

علاوة على ذلك ، أشار البروفيسور زهري إلى أن هذا الاكتشاف الجديد لبقايا الحفريات السيرينية جنوب الداخلة مهم جدا لفهم كيفية انتشار عائلة Protosirenidae ، وهي حيوانات من أصل إفريقي (من سلالة الفيلة)، في مختلف أنحاء المعمور.

وأضاف أنه “بينما كانت الحيتان وأبقار البحر في الأصل حيوانات برية تكيفت فيما بعد مع الحياة في بيئة مائية ، وبذلك فدراسة الحفريات تمكن من متابعة وفهم كيف حدث هذا التكيف مع التغييرات التشريحية والفسيولوجية لتكيف مع طريقة الحياة الجديدة هذه” مضيفا ” أن دراسة تطور هذا النوع من الحيوانات أضحى أمرا مهما للغاية مع مرور الوقت”.

من جهة أخرى، نوه البروفسور زهري بوجود هذه الرواسب الأحفورية على التراب المغربي، لكنه أعرب عن أسفه لكون الاتجار غير المشروع بهذه الحفريات التي يتم تهريبها خارج المغرب يضر بشكل كبير بالتراث الوطني للحفريات.

ودعا في هذا السياق إلى إنشاء متاحف للحفريات في العديد من مدن المغرب لإبراز التراث المهم الذي تزخر به المملكة، فضلا عن تعزيز الترسانة التشريعية لمكافحة الاتجار غير المشروع. ج/رع

Exit mobile version